لا أدري كيف يمكن لنا أن نستفيد لغة الحوار الراقي فيما بيننا.. كل الشواهد تؤكد ان انهيار لغة الحوار يمثل واحدة من اخطر المشكلات التي تواجه كل من يحاول ان يطرح فكرا أو يناقش قضية.. ان لغة الحوار جعلت الكثير من اصحاب الفكر والرأي يهربون من المواجهة حفاظا علي كرامتهم.. وهناك شواهد كثيرة حدثت فيها مواجهات افتقدت الامانة والمسئولية والنزاهة داخل مجلس الشعب وبين جموع المثقفين والكتاب.. فإلي أين تحملنا لغة الحوار وما هي نهاية ذلك كله. الشاعر المفكر الاستاذ فاروق جويدة: تحياتي.. بالاشارة إلي ما ذكرته من وقائع تشهد علي مدي تدني لغة وآداب الحوار لكل من سنحت له الظروف بأن يملك نافذة إعلامية يطل بها علي الشعب سواء القارئ أو الامي كل بأداته المكتوبة والمسموعة والمشاهدة. ومطالبتك بخضوع هذه الظاهرة للدراسة والحساب.. ياسيدي سؤالي هو: من سوف يدرس ومن سيحاسب هؤلاء، فاقد الشيء لا يعطيه، بمعني ان تاريخنا من السلوك المترفع الذي ذكرت عدم وجوده الآن هو الاساس الذي تربي عليه جهابذة القانونين المصريين الشرفاء الذين بدراستهم العلمية المشرفة وضعوا لنا ترسانة القوانين والتشريعات لضبط سلوك المجتمع.. هذا السلوك التربوي المعدوم الآن لا يدرك جيلين من الاهل والمعنيين بأمور التربية فقدانه فقد تسرب من داخلهم كالرمال الناعمة بدون أن يشعروا بفداحة ما يفقدون بالله عليك ألا نصاب بالاستغراب والحسرة لما فيه نحن الآن عندما نشاهد نبيل عائلة ملكية سابقة يجري مقابلة في مدفن عائلته وان كانت فخامة المكان في عبق تاريخه لا تصل لفخامة أي قصر من القصور اياها والتي لا يري الشعب سوي أسوارها الآن، يجلس علي كرسي عادي بكل تواضع جم وسلوك راق أمام المذيع الذي ساله كيف حقق جدك حلمه في بناء مصر الحديثة وكان الرد لم يفعل ذلك لوحده بل كان معه مجموعة ممن ساعده وحلم معه لم يذكر حكمة جدة الحاكم وتوجيهاته العامة ومعرفته وادراكه بكل صغيرة وكبيرة دونا عن الجميع. السلوك والتربية والقدوة التي اختفت من حياتنا وظهور هذه الشخوص البشعة والمشوهة بالأنا والنفاق بدون أي حدود، هل سمعت عن معهد اعداد القادة، من هم القادة الذين تم اعدادهم ومارسوا الحياة السياسية بسلوك مشرف ليكونوا قدوة للقادمين غيرهم من منهم تعلم متي يمد يده للمصافحة ولمن يقف أو يجلس أولا ومتي ينصت ومتي يتحدث ومتي يعترض وكيفية المناظرة مع طرف آخر بحيثيات مدورسة ودلائل لا غبار عليها وكيف يجهز اجندة حوار عند إجراء حديث إعلامي. نحن في أزمة اخلاق وسلوك وليست أزمة قوانين وتشريعات فلا بد لا بنائنا ان يروا ويشاهدوا القدوة والمثل الاعلي في شخوص حياتيته عامة تنسل بينهم بطريق غير مباشر عبر جميع وسائل الإعلام وليس بالاعلانات ولوحات الطرق والسياسيون ودعاة والاعلاميون هم أول من يجب اعادة تأهليهم. ولك الله يامصر. وتفضل بقبول فائق التقدير والشكر ربي دهان دجلة المعادي