لمياء جمال الدين وهيام عبد الحفيظ. رغم ارتفاع مؤشر البورصة المصرية ايجي اكس 30 في نهاية جلسات الاسبوع الماضي فإن التذبذب الذي شهده مؤشر البورصة المصرية طيلة الاسابيع الماضية. اصاب الخبراء بنوع من الحيرة في تحديد اتجاه السوق خلال الايام القليلة من عام 2009. واشار وسطاء بالبورصة المصرية إلي أن رد الفعل المبالغ فيه من قبل الاسواق العالمية خاصة في البورصة المصرية نتيجة أزمة ديون دبي تلاشي خلال الاسبوع الماضي بعد عودة الهدوء للمستثمرين ولجوئهم إلي التحليل المنطقي للأزمة التي أكد غالبية الخبراء انها "وقتية" خاصة مع اعلان دبي عن خطط لاعادة هيكلة شركاتها من شأنها المساعدة علي سداد ديونها. ولفت الخبراء إلي أن اتجاه شركات السمسرة لتسويات مديونيات العملاء لحلول نهاية الشهر مما قلص من عمليات الشراء ومنع كثيراً من العملاء من محاولة اقتناص فرص هبوط الاسعار وانعكس ذلك علي القوي الشرائية الاسبوع الماضي وهو ما يتوقع أن يظهر في تعاملات الاسبوع الحالي. من جانبه أشار الدكتور محسن السلاموني العضو المنتدب لشركة المجموعة الدولية للسمسرة إلي ان السبب الرئيسي لهبوط السوق خلال الايام القليلة الماضية يرجع في المقام الأول إلي الطريقة العشوائية التي تم بها اغلاق 32 شركة عن التداول في وقت واحد مما عرض البورصة المصرية إلي حالة من الذبذب خاصة ان السوق كان مؤهلا للهبوط كرد فعل طبيعي للتراجع الحاد الذي لحق بالأسواق العالمية الاسبوع الماضي وعلي رأسها الأمريكية. وتوقع السلاموني ان يعاود السوق صعوده مرة اخري ، مشيرا إلي أن التأثير الواضح سيكون علي تعاملات العرب التي تتراوح ما بين 10 - 15% من اجمالي تداولات السوق في الظروف العادية. وقال ان مشكلة البورصة في المضاربات التي يفضلها البعض وتسبب لهم الخسائر الفادحة وبعدها يصرخون بأنهم فقدوا أموالهم داخل المقصورة مؤكدا ان افضل استثمار في البورصة هو الاستثمار في الأسهم طويلة الأجل حيث تصل نسبة الربحية فيها إلي 200% خلال عام. واضاف ان العرب مازالوا يتجهون إلي البيع أكثر منذ أربعة شهور تقريبا أما الأجانب فإن الموضوع مختلف تماما حيث يبعيون وقت الارتفاع ويشترون وقت انخفاض الاسهم. علي الجانب الآخر اشار عادل عبد الفتاح رئيس مجلس ادارة شركة ثمار للوساطة في الأوراق المالية ان سلوك الافراد اثر بالسلب علي أداء السوق. ولفت إلي أن اتجاه شركات السمسرة لتسويات مديونيات العملاء وذلك بسبب حلول نهاية الشهر، قلص من عمليات الشراء ومنع كثيراً من العملاء من محاولة اقتناص فرص هبوط الاسعار، مما انعكس علي القوي الشرائية الاسبوع الماضي وهو ما يتوقع ان يظهر عكسه في تعاملاته الاسبوع الحالي. ومن جانبه اكد هاني زارع خبير أسواق المال أن حالة الركود النسبي في التعاملات تواصلت خلال الاسبوع الماضي في ظل عدم اتضاح الرؤية خاصة مع اتجاه غالبية الافراد لتسييل اجزاء من محافظهم لحين استقرار أوضاع السوق. ولفت إلي أن التراجع الذي خيم علي اتجاه أكثرية الأسهم في الأيام الماضية رغم الارتفاع المستمر لمؤشرات أسواق المال العالمية أوجد حالة من التخوف لدي المستثمرين خاصة الأفراد إلا أنهم رأوا أن ترقب لبعض الطروحات الجديدة التي سيتم إدراجها بالسوق كان له أثر علي أداء السوق. الأجانب.. والاكتتابات كما أكد عيسي فتحي العضو المنتدب لشركة أمان لتداول الأوراق المالية أن السوق تعاني ضغوطا متعددة عززت من حركة تذبذب السوق مما أطال مدة التحرك في القناة السعرية بين 6500 و6800 نقطة. وأشار علاء عبدالحليم العضو المنتدب لشركة المتحدة لتداول الأوراق المالية إلي أن ضعف أداء الأجانب والمؤسسات يعد سببا رئيسيا وراء تراجع السوق خلال الفترة الماضية وربما القادمة كما أكد أن الاكتتابات أثرت علي السوق حيث إن زيادة رءوس أموال الشركات انعكست علي أداء السوق لتضاعف من شح السيولة، وظهر الأجانب لاقتناص فرص هبوط الأسعار بينما واصل الأفراد نهجهم البيعي. أضاف عصام خليفة العضو النتدب لشركة الأهلي لصناديق الاستثمار أن السوق مازالت تمر بأداء عرضي مائل للتراجع تحت ضغوط ضعف واضح بالسيولة، مرجعا شح السيولة إلي عوامل أهمها ضعف القوي الشرائية وطرح عدد من الشركات لاكتتابات لزيادة رءوس أموالها مما أدي إلي احتباس السيولة التي انصرفت عن الأسهم باتجاه الاكتتاب، إضافة إلي الدور السلبي الذي لعبته نتائج الأعمال التي تم الكشف عنها مؤخرا وتباينت بين هبوط وصعود طفيف. الاحتفاظ بالسيولة وأوضح مصطفي بدرة خبير أسواق المال أن السوق تمر بمرحلة من تصفية المراكز مع اقتراب موسم الإجازات، حيث يفضل المتعاملون الاحتفاظ بالسيولة وسرد بدرة عدة عناصر لانخفاض السوق، منها ارتفاع أسعار الفائدة في البنوك المصرية الذي يعد مؤشرا سلبيا علي البورصة، إذ تحولت أنظار بعض المتعاملين للبنوك بسبب ارتفاع العائد، وبعدها عن المخاطر. ولفت إلي أنه خلال أسابيع قليلة تأتي نهاية العام، وفي هذا لتوقيت تبدأ جميع المؤسسات المالية والشركات بجميع أطيافها أجنبية وعربية ومحلية في إعداد الميزانيات الخاصة بها، وتفضل إعادة ترتيب محافظها من خلال بيع بعض أوراقها المالية للاحتفاظ بالسيولة علي أن تبدأ العام الجديد بهيكل استثماري جديد. احتمالان للمؤشر ومن ناحية التحليل الفني أكد أسامة نجيب رئيس قسم التحليل الفني بشركة أراب فايينس للوساطة في الأوراق المالية أن المؤشر العام للبورصة المصرية كسر الآن نقطة دعم مهمة جدا عند مستوي 6400/6500 نقطة، ليحول اتجاهه علي المدي القصير إلي هابط، موضحا أن المؤشر أظهر علامات للضعف من قبل تتمثل في فشله الوصول مرة أخري لمستوي 7000 كذلك كسر المؤشر للمتوسط المتحرك خلال خمسين يوما وليكسر مستوي 6400/6500 وهو نفسه مستوي المتوسط المتحرك لمدة 100 يوم، بذلك يكون المؤشر قد أعطي اشارات أقوي للهبوط. ونتوقع أن يرتد المؤشر لمستوي 6180 وهي نقطة الدعم الأهم علي الاطلاق حاليا وهي أيضا نقطة وقف الخسارة التي ننصح بكسرها لاسفل بالبيع حيث سيتجه المؤشر مباشرة إلي مستوي 5900/5800 علي الأقل، كما قد يرتد المؤشر في حركة تصحيحية لأعلي قليلا وهو ما يمثل فرصة جيدة للخروج بأسعار افضل قليلا، ويقول: ننضح بشكل عام بالمراقبة وعدم الشراء بناء علي انخفاض الأسعار في انتظار اشارة شراء مؤكدة. وعلي الجانب الآخر أكد ياسر الكموني محلل فني بشركة نماء للوساطة في الأوراق المالية أن المؤشر وصل إلي دعم للاتجاه الهابط قصير الأجل بفعل أزمة دبي العالمية وبدأ في الارتفاع من دعم 6850 تقريبا والسيناريو المتوقع هو استمرار التداول اعلي 6000 نقطة وتجاوز الأزمة وفي هذه الحالة يتوقع استمرار الارتفاع لاعادة اختبار نقطتي 6400 - 6500 مرة أخري مع الأخذ في الاعتبار استخدام وقف الخسارة في حالة مخالفة التوقع والتراجع عن 5900 نقطة.