مصدر شرف وفخر للمصريين وجود مركز الكلي والمسالك البولية بمدينة المنصورة الذي اعتبره الكثيرون صرحا علميا ونهضة طبية عالمية منذ أن تم إنشائه وتولي "تأسيسه" ورئاسته العالم الجليل "د.محمد غنيم" ولكن بعد أن ترك رئاسته د.غنيم وتولي إدارته الآن د.حسن أبو العينين أردت أن أعرف: هل سر نجاح المركز ارتبط فقط باسم د.غنيم أم أنه مستمر حتي الآن.. "الاسبوعي قام بجولة داخل المركز ومقابلة المسئولين مندوبة "الاسبوعي" قامت بالجولة وقالت ما رأيته في جولتي داخل مركز الكلي والمسالك البولية جعلني في حالة انبهار مستمر وفخر بأن يكون لدينا في محافظة المنصورة مركز عالمي يتهافت عليه الاطباء من مختلف أنحاء العالم من أجل الدراسة والتعلم والاستفادة من خبرة وعبقرية الاطباء المصريينداخل المركز الذي أصبح حلم الفقراء ورأيت تهافت المرضي الذي أنهكهم المرض والفقر من أجل الحصول علي الكشف والعلاج والمعاملة الآدمية، واندهشت لمستوي المركز التقني والعلمي والنظام والأهم النظافة.. نعم النظافة التي هي "عنوان تقدم الشعوب" وجدت تطبيق تلك المقولة داخل المركز فالجميع يعملون كما لو كانوا خلية نحل تسير بانتظام داخل المركز لم أشاهد أي مظهر من مظاهر الاهمال التي تشتهر بها أغلب المستشفيات والمراكز الحكومية. في بداية جولتي التقيت بمسئولي العلاقات العامة "أ.مجدي أباظة" و"أ.حسن علي" اللذين قابلاني بابتسامة هادئة وجلست معهما داخل مكتبهما مدة لم تزد علي النصف ساعة أعطياني خلالها بعض المعلومات عن المركز، وكيف تم إنشاؤه والخدمات التي يقدمها لأهالي المحافظة وسائر أبناء باقي المحافظات والدول العربية والافريقية والغربية والتقيت أثناء تواجدي معهم بشاب نيجيري الجنسية يدعي "إبراهيم طاج الدين" حضر مع والده من نيجيريا لتلقي العلاج داخل المركز وعندما سألته عن سبب اختيارهم لذلك المركز أجابني بأن طبيب والده في نيجيريا هو من نصحه بالذهاب لمركز الكلي والمسالك البولية بالمنصورة لامكانياته التقنية المتقدمة ورخص سعره وخدمته الجيدة للمرضي وعندما سألت "أباظة" عن معلومات تفصيلية حول المركز وأخبرته برغبتي بالتجول داخل المركز أجابني بنفس الابتسامة الهادئة أنه لابد من حصولي علي تصريح لاستطيع التجول بحرية داخل المركز شعرت وقتها بخيبة أمل بعض الشيء وأن تلك الطريقة هي مجرد وسيلة كي أغادر المكان. وبالفعل تقدمت بطلب لمدير المركز للحصول علي التصريح وذهبت وأنا منزعجة بعض الشيء لعلمي بالروتين الحكومي وأن التصريح الذي طلبت الحصول عليه لن يجد من يقرؤه. مكالمة تليفونية إلا أنني فوجئت بعد يومين من طلبي للتصريح بمكالمة هاتفية من "أ. مجدي أباظة" أخبرني خلالها بأنه تمت الموافقة علي طلبي وتم تحديد ميعاد لمقابلة "د.أحمد شقير" نائب مدير مركز الكلي والمسالك والبولية صباح يوم الثلاثاء الماضي في العيادة الخارجية للمركز، ذهبت في الميعاد ووجدت الأمن علي البوابات ينظم حركة الدخول للمركز فلا يستطيع أحد الدخول إلي العيادة إلا المريض فقط من خلال تذكرة الكشف التي تبلغ قيمتها ربع جنيه مصري فقط قدمت تصريح دخولي للمركز إلي الأمن ودخلت إلي العيادة التي لم أصدق أنها عيادة كشف حكومية شعرت وكأنني أسير داخل بهو أحد الفنادق الخمسة نجوم أو المستشفيات الاستثمارية وجدت الورود والمسطحات الخضراء ونافورة المياه في استقبالي وعمال النظافة منتشرين في كل مكان. وعندما سألت عن مكتب د.أحمد شقير وطلبت من الممرضة التي تعمل معه مقابلته أفادتني بأنه علي الانتظار بعض الوقت جلست وسط المرضي ولم أجد مريضا يقف علي قدميه فالجميع جالسون في صالة الاستقبال التي يوجد بها شاشات عرض قنوات فضائية لتسلية المرضي أثناء انتظارهم وينتشر من بينهم عاملات النظافة اللاتي يقمن بتطهير المكان وتعقيمه. انتهزت فرصة انتظاري وتوجهت إلي دورة المياه الخاصة بالمرضي وتوقعت أن أجدها في حالة سيئة شأنها شأن دورات المياه في أي مركز حكومي يقدم خدمات لمئات المرضي يوميا، دخلت دورة المياه ولم أصدق وتوقعت أنه لابد أنني دخلت الدورة الخاصة بالأطباء إلا أن عاملة النظافة أكدت لي بأن هذه هي الخاصة بالمرضي سألت نفسي كيف فالأحواض بيضاء نظيفة ودورات المياه علي نفس المستوي من النظافة والبياض ووجدت أسطوانة الصابون السائل التي من رابع المستحيلات أن توجد في مستشفي حكومي والمرايا تغطي جدران دورة المياه نظرت لنفسي في المرايا وتذكرت إعلان "القطنة ما بتكدبش".