بلغ معدل التضخم في امارة أبوظبي خلال الاشهر التسعة الاولي من العام الحالي 1.17% مقارنة ب 14.88% في خلال الفترة نفسها من العام الماضي وهو ما يعد أعلي نسبة انخفاض في معدلات التضخم علي مدي تاريخ أبوظبي. وجاء هذا الانخفاض الكبير في نسبة التضخم نتيجة لتداعيات الازمة المالية العالمية التي ساهمت في تراجع مؤشرات معظم السلع الاساسية والرئيسية وانخفاض معدلات ايجار المساكن في إمارة أبوظبي، وذلك وفقا لتقرير مركز الاحصاء بالدولة. وذكر تقرير المركز ان هذا الانخفاض جاء كأحد الانعكاسات الايجابية للازمة المالية العالمية علي اقتصاد امارة أبوظبي.. بينما لعبت السياسات والخطوات العملية التي اتخذتها القيادة العليا خلال النصف الاول من العام الماضي دورا ايجابيا كبيرا أسهم في تسريع وتيرة انخفاض معدلات التضخم إلي هذه المستويات الدنيا. وأوضح التقرير ان هذا المستوي المنخفض للتضخم يؤكد قوة اقتصاد امارة أبوظبي واستقراره..ويعطي ميزة تنافسية كبيرة للاقتصاد في مواجهة الاقتصادات الاقليمية والعالمية ويدفع باتجاه تعزيز جاذبيته للاستثمار المحلي والاجنبي باعتبار ان معدل التضخم ومستويات الاسعار يمثل أحد المعايير الاقتصادية المهمة التي يتم الاستناد إليها لتقييم مناخ الاستثمار ومخاطره في أي دولة. وأكد ان تراجع معدل التضخم السنوي في إمارة أبوظبي إلي معدلات قياسية خلال الاشهر التسعة الاولي من هذا العام مع توقع ان يستمر ذلك التراجع خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة من هذا العام يتيح فرصا أفضل لمزيد من النمو والاستقرار المالي والاقتصادي في الامارة. وقال التقرير إن مركز الاحصاء بأبوظبي سيعمل علي اصدار تقريره حول الرقم القياسي لاسعار المستهلك بشكل دوري باعتباره المصدر الوحيد المعتمد لمراقبة تطورات الاسعار ومعدلات التضخم في إمارة أبوظبي. وأوضح التقرير انه تم تحديد عام الاساس للرقم القياسي لاسعار المستهلك ليصبح باساس عام ،2007 وذلك من خلال بيانات مسح دخل وانفاق الاسرة الذي تم تنفيذه في إمارة أبوظبي خلال عامي 2007 و2008. وكشف بيانات التقرير ان مجموعة "الاغذية والمشروبات" التي يبلغ وزنها النسبي 16.1% من المؤشر انخفض رقمها القياسي لها خلال الاشهر التسعة الاولي من العام الحالي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي بنسبة 2.87%، في حين بلغ الوزن النسبي لمجموعة "الملابس والاحذية" 9.8 نقطة وسجلت انخفاضا قدره 3.37% وبلغ وزن مجموعة "التجهيزات والمعدات المنزلية" 8.4 نقطة وسجلت انخفاضا قدره 48%. وسجلت مجموعة "الترويح والثقافة" اكبر انخفاض ضمن مجموعات السلع والخدمات، حيث انخفض الرقم القياسي لها بنسبة 5.6% إلا ان وزنها النسبي من المؤشر العام لم يتجاوز ال 2.4 نقطة ولذا كان اثرها محدودا في تخفيض المعدل العام للتضخم، كما سجل الرقم القياسي لمجموعة "الاتصالات" انخفاضا بلغ 0.6%، بينما وصل وزن هذه المجموعة إلي 7.7 نقطة من المؤشر العام. وحسب التقرير فإن هذه المجموعات الخمس التي تمثل نحو 41% من الوزن النسبي للرقم القياسي العام لتكاليف المعيشة لجميع السكان في إمارة أبوظبي هي المسئولة عن خفض التضخم خلال الاشهر التسعة الاولي من العام نتيجة حدوث انخفاض ملحوظ في اسعار مكوناتها من سلع وخدمات. وفي المقابل اشارت البيانات الصادرة عن مركز الاحصاء إلي ان الرقم القياسي لبعض المجموعات قد شهد ارتفاعا طفيفا خلال الاشهر التسعة الاولي من هذا العام وفي مقدمتها مجموعة "السكن والمياه والكهرباء والغاز" حيث ارتفع الرقم القياسي الخاص بهذه المجموعة بنسبة 4.94%..وقد كان لها الدور الاكبر في التأثير في المعدل العام للتضخم وخاصة ان الوزن النسبي لهذه المجموعة بلغ 37.9 نقطة من المؤشر العام.