ساد السوق جو من التفاؤل بعد تصريحات الدكتور أحمد الركايبي رئيس الشركة القابضة للصناعات الغذائية الخاصة بعدم تأثر توزيعات شركات المطاحن خلال العام الحالي بتراجع الأرباح الناتج عن الأزمة المالية العالمية بعد معالجة حساب التوزيع من خلال الأرباح المرحلة من العام السابق والاستفادة منها في العام الحالي لجميع شركات المطاحن حتي لا يتأثر العائد علي السهم. وبالرغم من أن الجمعيات العامة هي صاحبة القرار في النهاية، كما أكد الركايبي، فإن أسهم المطاحن زاد إقبال المستثمرين علي شرائها في الفترة الأخيرة لتبدأ مرحلة التجميع استعدادا للحصول علي الكوبون. وتوقع الخبراء أن تشهد شركات المطاحن تحسنا في نتائج أعمالها خلال الفترة القادمة بعد أن تراجعت جميعها خلال الأشهر التسعة الماضية متوقعين أن تشهد التعاملات علي أسهم المطاحن نشاطا خلال الفترة القادمة نتيجة اقبال المستثمرين عليها خصوصا أنها تعد الملاذ الآمن لهم في الوقت الحالي. بداية أكد عصام مصطفي العضو المنتدب لشركة نماء لتداول الأوراق المالية أن تصريحات رئيس الشركة القابضة يمثل اقرارا بما هو سائد وقائم خاصة أن شركات المطاحن في وقت الرواج وارتفاع الأرباح ثبتت قيمة العائد علي الكوبون وبالتالي وفي ظل تراجع الأرباح فإنه سلوك منطقي ألا يتم تخفيض القيمة خاصة أن أغلب شركات المطاحن لديها من السيولة والاحتياطات الكثير. أضاف أن أسهم القطاع ارتفعت في وقت الرواج بنسب وصلت في بعض الشركات إلي 100% إلا أن لأزمة المالية العالمية أدت إلي تراجع الأسهم بشكل كبير ومع ذلك فإن قطاع المطاحن يعتبر من أفضل القطاعات الدفاعية ومنخفضةالمخاطر وتتميز شركاته بأن كوبوناتها مستقرة وبالتالي فهي تعتبر ركنا أساسيا في أي محفظة مالية. ومن جانبه أكد وائل جودة خبير أسواق المال أن التصريحات الأخيرة اعطت أملا بالفعل للمستثمرين وعاودوا الشراء بقوة في أسهم المطاحن بعد أن خرجوا منها نتيجة لتراجع الأرباح وهو الأمر الذي أدي إلي ارتفاع أسهم الشركات بنحو 50%. اضاف ان أسهم المطاحن فضلا عن كونها أسهم كوبونات إلا أنها أصبحت في الفترة الأخيرة أسهم مضاربات وهو الأمر الذي جعلها في مصاف الشركات النشطة. أكد مصطفي بدرة عضو مجلس ادارة شركة أصول لتداول الأوراق المالية أن السوق سيكون في انتظار اعلان شركات المطاحن للقوائم المالية وقيمة الكوبونات بعد اعتمادها من الجمعيات العمومية للشركات. اضاف ان شركات المطاحن تأثرت كغيرها من الشركات بالأزمة المالية العالمية وخاصة الشركات التي تستخدم المواد الحارقة والتي ارتفعت بالفعل أسعارها عالميا اضافة إلي ارتفاع أسعار الطاقة المتمثلة في الكهرباء والتي زادت من تكلفة المنتج النهائي وهو ما تأثرت به شركات المطاحن تحديدا والتي لا تستطيع أن ترفع من أسعارها التي تبيع بها لأن ما تنتجه هذه الشركات في النهاية يكون مدعما. من جانبه يري أيمن الزيات بشركة سيتي تريد أن كوبون المطاحن فقد أغلب مستثمريه منذ عام 2003 مع بدء تطبيق برنامج الخصخصة وانهيار كوبونات الأرباح من 35% من قيمة السهم إلي متوسط 10% وهو ما دفع المستثمرين إلي العزوف عن أسهم القطاع التي كانت أحد أهم الأسهم الدفاعية بالسوق ولكن الأزمة العالمية وما نتج عنها من اجراءات وخاصة فيما يتعلق بتخفيض سعر الفائدة سيجدد النشاط في هذا القطاع نتيجة عودة المستثمرين إلي الشراء. توقع ان تشهد شركات المطاحن تحسنا في نتائج أعمالها خلال الفترة القادمة بعد ان تراجعت جميعها خلال الاشهر التسعة الماضية متوقعين ان تشهد التعاملات علي أسهم المطاحن نشاطا خلال الفترة القادمة نتيجة إقبال المستثمرين عليها خصوصا أنها تعد الملاذ الأمن لهم في الوقت الحالي. ومن جانبه وصف مصطفي الأشقر مدير الاستثمار بشركة جراند أسهم المطاحن بالأسهم الدفاعية، مشيرا إلي أنها اسهم مستقرة وبطيئة التعامل وتتميز بأنها منخفضة المخاطر ويرتبط نشاطها بتوزيع الكوبونات لافتا إلي أن أغلب صناديق الاستثمار تفضل هذه الأسهم للاستفادة من كوبوناتها. وأشار إلي أن قطاع المطاحن لفت أنظار المستثمرين بعد الطفرة التي حدثت في النصف الأول من 2008 فضلا عن كونه واحدا من القطاعات الآمنة في ظل الظروف غير المستقرة للسوق بالاضافة إلي قيام شركات المطاحن بتوزيعها مرتفعة وبالتالي يلجأ إليه الكثير من المتعاملين وهو الأمر الذي أدي إلي ارتفاعه في الفترة الأخيرة بعد إعلان الشركة القابضة للصناعات الغذائية عن اتجاهها لعدم تخفيض قيمة العائد علي السهم عن العام الماضي. وتوقع أن تعاود المطاحن تحقيق مستويات نمو مرتفعة خلال الفترة القادمة بناء علي التحسن التدريجي الذي بدأ يشهده الاقتصاد العالمي.