التنمية المحلية: بدء المرحلة الثانية من زراعة 2,5 مليون شجرة ب 25 محافظة    سيناتور أمريكي: ترامب يرفض تقديم مساعدات لأوكرانيا    مدفعية الجيش الإسرائيلي تستهدف أطراف بلدة شبعا جنوبي لبنان    طال 9 مواقع عسكرية.. حزب الله يشن أكبر هجوم من نوعه على إسرائيل    تشكيل ألمانيا امام اسكتلندا في افتتاح أمم أوروبا "يورو 2024"    علي الحجار يروي تفاصيل مسرحية كلفته الفصل من 3 نقابات وكيف تدخلت قوى خفية لحل أزمته!    عيد الأضحى 2024| ما حكم التبرع بثمن الأضحية للمريض المحتاج    إنبي: نحقق مكاسب مالية كبيرة من بيع اللاعبين.. وسنصعد ناشئين جدد هذا الموسم    مصطفى فتحي يكشف حقيقة بكائه في مباراة سموحة وبيراميدز    فريضة الحج.. انطلاق أولى رحلات قطار المشاعر المقدسة (مباشر)    للمسافرين.. تعرف على مواعيد القطارات خلال عيد الأضحى    ترامب: علاقاتى مع بوتين كانت جيدة    هاني شنودة يُعلق على أزمة صفع عمرو دياب لمعجب.. ماذا قال؟    برفقة أولادها.. حنان ترك توجه رسالة لجمهورها بمناسبة عيد الأضحى (فيديو)    تنسيق مدارس البترول 2024 بعد مرحلة الإعدادية (الشروط والأماكن)    "هذه أعمالهم" ماذا يفعل الحجاج في يوم التروية؟    باستعلام وتنزيل PDF.. اعرف نتائج الثالث المتوسط 2024    الدخان وصل للسماء.. شاهد حريق هائل في منطقة الزرايب بالبراجيل    حاتم صلاح: فكرة عصابة الماكس جذبتني منذ اللحظة الأولى    سبب ارتفاع درجة الحرارة بشكل غير مسبوق.. القبة الحرارية (فيديو)    باسل عادل: لم أدع إلى 25 يناير على الرغم من مشاركتي بها    «زد يسهل طريق الاحتراف».. ميسي: «رحلت عن الأهلي لعدم المشاركة»    الخارجية الأمريكية: نضغط على إيران لتتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية    فيديو| مشادة بين محمود العسيلي ومسلم.. والجمهور: "حلو الشو ده"    مودرن فيوتشر يكشف حقيقة انتقال جوناثان نجويم للأهلي    سموحة يرد على أنباء التعاقد مع ثنائي الأهلي    هشام قاسم و«المصري اليوم»    الحركة الوطنية يفتتح ثلاث مقرات جديدة في الشرقية ويعقد مؤتمر جماهيري    سموحة يعلن موافقته على تطبيق نظام الدوري البلجيكي في مصر    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على تباين    ننشر صور الأشقاء ضحايا حادث صحراوي المنيا    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 14 يونيو: انتبه لخطواتك    تحرير 14 محضر مخالفة فى حملة للمرور على محلات الجزارة بالقصاصين بالإسماعيلية    ضبط مريض نفسى يتعدى على المارة ببنى سويف    أهم الأعمال التي يقوم بها الحاج في يوم التروية    عيد الأضحى 2024| هل على الحاج أضحية غير التي يذبحها في الحج؟    إصابة 11 شخصا بعقر كلب ضال بمطروح    صحة دمياط: تكثيف المرور على وحدات ومراكز طب الأسرة استعدادا لعيد الأضحى    بايدن يكشف العائق الأكبر أمام تنفيذ خطة وقف إطلاق النار    أماكن ذبح الأضاحي مجانا بمحافظة الإسماعيلية في عيد الأضحى 2024    جماعة الحوثي تعلن تنفيذ 3 عمليات عسكرية بالصواريخ خلال ال 24 ساعة الماضية    صلاح عبد الله مع منى الشاذلي: تجمعني علاقة طيبة بعلي الحجار منذ عام 1993    يورو 2024| أصغر اللاعبين سنًا في بطولة الأمم الأوروبية.. «يامال» 16 عامًا يتصدر الترتيب    مصطفى بكري يكشف موعد إعلان الحكومة الجديدة.. ومفاجآت المجموعة الاقتصادية    جامعة الدلتا تشارك في ورشة عمل حول مناهضة العنف ضد المرأة    بشرة خير.. تفاصيل الطرح الجديد لوحدات الإسكان الاجتماعي    5 أعمال للفوز بالمغفرة يوم عرفة.. تعرف عليها    بعد استشهاد العالم "ناصر صابر" .. ناعون: لا رحمة أو مروءة بإبقائه مشلولا بسجنه وإهماله طبيا    تحرك نووي أمريكي خلف الأسطول الروسي.. هل تقع الكارثة؟    رئيس "مكافحة المنشطات": لا أجد مشكلة في انتقادات بيراميدز.. وعينة رمضان صبحي غير نمطية    عماد الدين حسين يطالب بتنفيذ قرار تحديد أسعار الخبز الحر: لا يصح ترك المواطن فريسة للتجار    سعر الأرز والسكر والسلع الأساسية بالأسواق الجمعة 14 يونيو 2024    عماد الدين حسين: قانون التصالح بمخالفات البناء مثال على ضرورة وجود معارضة مدنية    وكيل صحة الإسماعيلية تهنئ العاملين بديوان عام المديرية بحلول عيد الأضحى المبارك    دواء جديد لإعادة نمو الأسنان تلقائيًا.. ما موعد طرحه في الأسواق؟ (فيديو)    نقيب "أطباء القاهرة" تحذر أولياء الأمور من إدمان أولادهم للمخدرات الرقمية    تراجع سعر السبيكة الذهب (مختلف الأوزان) وثبات عيار 21 الآن بمستهل تعاملات الجمعة 14 يونيو 2024    محمد صلاح العزب عن أزمة مسلسله الجديد: قصة سفاح التجمع ليست ملكا لأحد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لأنها بدأت أولا في "جهاز الظل المصرفي" ثم انتقلت إلي البنوك
الأزمة المالية الأمريكية تطرح مستقبل عملية "التوريق" للمناقشة وسط مطالبات جادة بخفض حجمها
نشر في العالم اليوم يوم 16 - 06 - 2009

من الاشاعات المضللة التي يطلقها رجال السياسة والنقاد بخصوص ازمة الائتمان الراهنة ان البنوك توقفت عن الاقراض.. وتقول مجلة "الايكونوميست" ان هذا اتهام ينفيه المصرفيون بشدة ويؤيدهم في هذا الرفض ما هو متاح من بيانات، صحيح ان اجمالي التدفقات الائتمانية قد هبط كثيرا ولكن المحللين في شركة الاستشارات اوليفر وايمان يرون ان ما حدث من انكماش في الائتمان المصرفي الامريكي علي سبيل المثال لا يزيد كثيرا عما سبق حدوثه في دورات الركود السالفة، ففي الركود ينخفض الطلب علي الائتمان بشكل طبيعي وتصبح شروط الاقراض اكثر تشددا، ويخشي بعض المراقبين في واقع الامر ان تكون البنوك لاتزال تقرض اكثر مما يجب خاصة ان توافر الائتمان السهل هو الذي اوصلنا الي الازمة الحالية.
والحقيقة ان الانكماش الشديد في الائتمان قد حدث من جانب المقرضين غير المصرفيين اي من صناديق التحوط وبنوك الاستثمار وصناديق التجارة في العملة وغيرها من الكيانات المعنية بالاقراض التي تسمي احيانا باسم "نظام الظل المصرفي" وهذا النوع من المقرضين له اهمية خاصة في السوق الامريكية لان البنوك لا تقدم هناك سوي 20% فقط من اجمالي الائتمان منذ عام 1993 والباقي تقدمه مؤسسات نظام الظل المصرفي التي لها ايضا دور مهم ومتزايد في اسواق بريطانيا ودول منطقة اليورو.
ونحن نعرف ان المقرضين من خارج الجهاز المصرفي هم المشترون الأساسيون لمنتجات التوريق كما نعرف أن عملية التوريق تعني صناعة ورقة مالية عادة ما تأخذ اسم السند بضمان أو لضمان ورقة مالية أخري. وتقول الأرقام ان هناك في مختلف انحاء العالم أصولا قيمتها 7.8 تريليون دولار يتم تمويلها عن طريق التوريق وفي أمريكا نجد ان أكثر من نصف بطاقات الائتمان وقروض الطلاب كانت مورقة في عام 2007 أما في أوروبا فإن البنوك الأوروبية تستخدم التوريق لتمويل التوسع في الاقراض خلال فترات الازدهار.. وعلي سبيل المثال تقول أرقام 2008 ان نسبة القروض إلي الودائع في بنوك بريطانيا ناهزت ال140% ونفس النسبة تقريبا في فرنسا ونحو 121% في اسبانيا مقابل نحو 105% في كل من ايطاليا والمانيا أما في منطقة اليور ككل فقد كانت النسبة تناهز ال131% في المتوسط.
وتقول مجلة "الايكونوميست" ان حدوث أزمة أو انكماش في الائتمان المقدم من جانب مؤسسات جهاز الظل المصرفي يدفع المقترضين للجوء إلي البنوك لطلب الائتمان.. ويذكر بحث صدر عام 2005 أعده كل من ايفان جاتيف وفيليب ستراهان من بوسطن كوليدج إلي جانب تيل شورمان من بنك الاحتياط الفيدرالي بنيويورك ان هذا اللجوء الي النظام المصرفي التقليدي هو ما حدث عند افلاس صندوق التحوط لونج تيرم كابيتال مانيجمنت عام 1998.
وقد تكرر هذا بصورة أو بأخري في الأزمة الراهنة حيث تدخلت البنوك بما لديها من سيولة لتعويض نقص الائتمان الناجم عن اضطراب أسواق التوريق ولاحظ قادة البنوك حدوث زيادة هائلة في الطلب علي الائتمان وتدفق بعض المدخرات لكي تودع في البنوك أيضا ولكن المشكلة ان كميات النقود التي كانت مطلوبة من البنوك كانت كبيرة.. وتقول أوليفر وايمان ان الفصول الثلاثة الأولي من عام 2008 شهدت انكماش الاقراض عن طريق اسواق رأس المال في امريكا بنحو 950 مليار دولار سنويا، والمفارقة هي أن صافي ما قدمته البنوك من قروض في 2007 لم يكن يزيد علي 850 مليار دولار ولم تكن هذه البنوك في وضع يمكنها من الاعتماد علي التوريق في زيادة كمية الائتمان التي تقدمها وكان عليها والحال كذلك ان تعتمد علي الودائع ولكن انخفاض معدلات الادخار في الدول الغنية ضرب هذه الركيزة أيضا اما في الاسواق الناشئة فتوجد نقود كثيرة "تحت المرتبة" وتستطيع البنوك ان تجتذبها بطرق كثيرة ومع ذلك فإن هذه العملية قد تستغرق سنوات وبالتالي لم يكن هناك مفر من محاولة انعاش عملية التوريق ولذلك حدثت الازمة.
والآن يقول المتفائلون اننا تخطينا ما هو أسوأ في هذه الأزمة ولكن المسألة ليست بسيطة كما يتخيلون فالأمر ينطوي علي تفاصيل فنية معقدة تجعل انعاش التوريق رغم التدخل الحكومي عملية محفوفة بالمخاطر ويكفي ان تعرف ان البنوك الامريكية لديها اصول منهارة ممولة عن طريق التوريق تناهز قيمتها ال 4.3 تريليون دولار ورغم تدخل الحكومة الامريكية وبنك الاحتياط الفيدرالي لاعادة التوازن الي السوق فإن هذه الاصول "المسمومة" لاتزال مشكلتها بلا حل، ولذلك فإن مستقبل الجهود المبذولة لانعاش او احياء التوريق سيظل محاطا بالغموض وان كان هناك شيئان فقط مؤكدان أولهما ان سوق التوريق لابد ان ينكمش حجمه بدرجة ملموسة وان البنوك ستكون مضطرة الي ضبط نسبة ما تقدمه من قروض الي ما تجمعه من ودائع بحيث تعود الي مستواها الطبيعي، ثانيهما ان مدي استمرار البنوك في حالة توازن سوف يعتمد علي مدي النجاح في تحقيق هاتين المهمتين.
وفي كل الاحوال فإن درجة ونوعية الدعم الحكومي الطويل الاجل للبنوك وأسواق المال سيظل لهما دور جوهري في منع تكرار الازمة بهذه الحدة في المستقبل وسيكون احد الخيارات المطروحة دون شك هو تقديم ضمانات حكومية لمشتري الاصول المورقة تشبه تلك الضمانات المقدمة لاصحاب الودائع الصغيرة نسبيا في مختلف البنوك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.