صعد الدولار الأمريكي والين الياباني أمس الأربعاء مدعومين بهبوط أسواق الأسهم والمخاوف بشأن النتائج المنتظرة للشركات الأمريكية الكبري مما دفع المتعاملين إلي شراء العملات التي يعتقدون أنها أكثر أمانا. واعتبر خبراء أن الدولار والين يمثلان الرهان الأكثر أمانا مقارنة بالعملات الأخري في أوقات الشدة، متوقعين أن يواصلا اجتذاب الطلب مع ابتعاد المستثمرين عن الأصول المحفوفة بالمخاطر. وسجل الدولار أمام العملة اليابانية 100.17 ين في حين تراجع اليورو الأوروبي أمام العملة الأمريكية إلي 1.320 دولار كما انخفض أمام الين إلي 132.15 ين. وكانت العملة الأوروبية قد تعرضت إلي ضغوط بيع بعد بيانات أظهرت أن الاقتصاد في منطقة اليورو سجل أكبر تراجع فصلي في الربع الأخير من العام الماضي وانخفض الجنيه الاسترليني أمام العملة الأمريكية إلي 1.4677 دولار من 1.4730 دولار. وعلي الرغم من صدور أنباء تفيد بأن الفائض في ميزان المعاملات الجارية الياباني انخفض إلي النصف في فبراير الماضي مقارنة مع مستواه قبل عام مع تضرر اليابان من الأزمة المالية العالمية، فإن الين الياباني أظهر رد فعل محدودا مقارنة بهذه الأنباء. وكانت البيانات التي صدرت قد أظهرت أن ميزان المعاملات الجارية هبط بنسبة 55.6% فبراير الماضي بعد أن سجل عجزا قياسيا يناير الماضي. وقال خبراء ومراقبون إن هذه البيانات تظهر أن الاقتصاد الياباني مازال يتدهور.. لكن بالنسبة للين فإن العودة إلي فائض يمثل شيئا إيجابيا مقارنة بالعجز الذي سجله في شهر يناير وكان سببا لموجة بيع الين، مشيرين إلي أن العملة اليابانية تمثل عامل أمان للكثير من المتعاملين. وعلي المستوي المحلي انعكست أوضاع الدولار واليورو علي السعر المحلي حيث تراجع اليورو محليا ليسجل نحو 7.366 جنيه للشراء و7.457 جنيه للبيع في حين ظل الجنيه الاسترليني عند مستوياته السابقة ليسجل 8.194 جنيه للشراء ونحو 2.296 جنيه للبيع. أما بالنسبة للعملة الأمريكية التي تمثل مؤشر الصرف الأجنبي المحلي فقد شهد سعر الدولار استقراراً نسبياً أمس مع تأكيد مسئولي الصرافات بوجود زيادة في الطلب علي الدولار. وقال كامل عبدالشهيد رئيس شركة أوسكار للصرافة إن العملة الأمريكية تواجه طلبا متزايدا في السوق رغم عدم وجود العرض المقابل من الورقة الخضراء وهو الأمر الذي يدفع في اتجاه ارتفاع سعر الدولار. وتوقع عبدالشهيد أن يواصل البنك المركزي تدخله لحماية السوق من ارتفاعات الأسعار في ظل استمرار تزايد الطلب علي العملة الأمريكية لكنه تساءل: إلي متي يمكن أن يتدخل المركزي من خلال ضخ أموال من الورقة الخضراء. وأشار إلي أن السوق الموازية يمكن أن تظهر من جديد مع ضعف المعروض من الدولار الذي لا يتكافأ مع حجم الطلب عليه، موضحا أن نسبة كبيرة من المتعاملين مع مكاتب الصرافات ليسوا من المستوردين الذين توفر لهم البنوك احتياجاتهم ولكن من المضاربين. وكان البنك المركزي قد اتخذ قرارين متتاليين بتخفض سعرالفائدة لديه بنسبة 1% و.5% خلال جلستين متتاليتين الفترة الماضية، الامر الذي أدي إلي توجه عدد من اصحاب الودائع إلي شراء الدولار وهو ما يمثل المخاوف الرئيسية لتخفيض أسعار الفائدة من الجهاز المصرفي. يذكر أن البنك المركزي تدخل لضبط السوق قبل ايام من خلال ضخ 100مليون دولار، الامر الذي أدي إلي الحد من تصاعد الاسعار واستمرار المضاربة علي الورقة الخضراء. وتمثل العملة الامريكية مخزن القيمة لدي العديد من المستثمرين والمتعاملين مع سوق العملات؛ حيث يراهن الكثيرون علي استرداد الدولار عافيته من جديد رغم الازمة المالية والضربات المتتالية التي تعرض لها خلال الفترات الاخيرة.