تحتفظ مصر وأرمينيا بعلاقات وثيقة تاريخيا وسياسيا منذ زمن طويل تعززت بعد إعلان استقلال باتفاق إقامة العلاقات الدبلوماسية عام 1992 خاصة أن أرمينيا تعتبر من أكثر الدول التي تؤيد المرشحين المصريين في المحافل الدولية فعلي سبيل المثال أثناء زيارة وزير الخارجية الارميني لمصر الشهر الماضي والذي وعد بتأييد ترشيح الوزير فاروق حسني لمنصب مدير عام اليونسكو صرح بذلك سفير مصر بأرمينيا وحيد جلال أثناء استقباله لي في مقر السفارة المصرية بالعاصمة يريفان. وأضاف السفير أن أرمينيا تؤيد دائما مشروعات القرارات التي تتبناها مصر في المحافل الدولية مثال مشروع اخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وهو مشروع القرار الذي يتم عرضه علي الطاقة الذرية كل عام من شهر ديسمبر. موضحا أن الرئيس سيرج ساركيسيان وجه دعوة مفتوحة للرئيس محمد حسني مبارك لزيارة أرمينيا حين تسمح ارتباطات الرئيس بذلك. مشيرا إلي أن الرئيس الارمني سيقوم بزيارة إلي مصر في الخريف القادم. وعن تأخر انعقاد اللجنة المصرية الارمينية قال السفير وحيد جلال: من ضمن العوائق لتأخر انعقاد اللجنة هو طول المناقشات الجارية مع شركة مصر للطيران من أجل إنشاء خط طيران مباشر ما بين مصر وأرمينيا، أو تبني الاقتراح بالاتفاق بين البلدين علي تحديد أسعار تفضلية ما بين شركة الطيران الارمينية وشركة الطيران المصرية ولكن إلي الآن لم يصلنا أي رد في هذا الخصوص من قبل شركة مصر للطيران، ويعد هذا السبب من العوائق الرئيسية التي تقابل التجارة ما بين البلدين كما أنها تحد من التبادل التجاري بجان عدم خطوط ملاحية باعتبار أن أرمينيا دولة حبيسة وأن السبب الآخر هو أن السوق الارميني سوق صغير الأمر الذي لا يشجع رجال الأعمال المصريين لاقتحامه، وأيضا عدم وجود منتجات ارمينية كثيرة للتصدير إلا أنهم مشهورون بالنبيذ، والمياه الغازية. وقال السفير إن مصر تقوم بتصدير منتجات مصرية عديدة خاصة الأدوية. وقال السفير وحيد جلال إن مصر وأرمينيا قد وقعتا عددا من الاتفاقات تمثل الإطار القانوني للعلاقات بينهما، أهمها اتفاق لمنع الازدواج الضريبي، بالاضافة إلي اتفاقية بشأن المساعدة القضائية المتبادلة وتسليم المجرمين وبرنامج تنفيذي للتعاون السياحي وبرنامج تنفيذي للتعاون الثقافي، وأخيرا من الشهر الماضي تم الاتفاق علي الاعفاء المتبادل من التأشيرات لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة ولمهمة، خلال زيارة وزير الخارجية لمصر فبراير الماضي. وأضاف أن التعاون بين مصر وأرمينيا يتم من خلال الصندوق المصري للتعاون الفني مع دول الكومنولث حيث قام بتقديم أكثر من ألف ومائتي منحة تدريبية لأرمينيا في عدد من التخصصات منها الشرطة والسياحة والبنوك منوها إلي أن أنشطة الصندوق تحظي بتقدير واشادة المسئولين الارمن في جميع قطاعات الدولة بل يتطلعون لتوسيع مجالات الدورات التي يقدمها الصندوق. وعن النزاع بين أرمينيا واذربيجان حول اقليم نناجورنو كارباخ والذي يتولاه الاتحاد الأوروبي حاليا تعقد ورشة عمل في أرمينيا من أجل التعرف علي هذا الصراع وخاصة أن الاتحاد الأوروبي يلعب دور الوسيط في المناطق المتنازعة المجاورة له (16) دولة مجاورة للاتحاد الأوروبي. وسألت السفير وحيد جلال عن موقف مصر من هذا الخلاف فقال إن مصر تنادي بحل هذا النزاع بالطرق السلمية، لأن الأساليب العسكرية لا يمكن أن تتمكن من حل أي نزاع موضحا أن مصر بلد محايد في هذا الخلاف كما أنها توافق علي ما سيتفق عليه الطرفان بمعني أن مصر ليس لديها رأي محدد في هذا الخلاف لطرف عن طرف آخر. وعن رأيه الشخصي في هذا الخلاف قال سفير مصر في أرمينيا في اعتقادي أن المشكلة يتم تسويقيها من خلال اتفاق بين الطرفين لاسترداد اذربيجان للأقاليم الستة التي استولت عليها أرمينيا في الحرب الأخيرة وأن يصبح اقليم ناجورنو كاراباخ تحت نوع من الحكم الذاتي بحيث يكون له صلة بأرمينيا بمعني استقطاع جزء من أراضي اذربيجان (مثل التقسيم الحالي غزة والضفة) ليصل هذا الجزء المستقطع ما بين الاقليم وما بين أرمينيا.