في الوقت الذي اتجهت فيه انظار التجار إلي عيد الأم كطوق نجاة من ركود كبير ضرب الاسواق منذ عدة أشهر ومازالت تداعياته تكتنف الاجواء حتي الآن جاءت حركة البيع والشراء مخيبة للامال حيث أكد التجار في جولة "الأسبوعي" أن خيبة أمل انتابت جميع العاملين في اسواق الملابس والهدايا بعدما سيطر الركود بوجهه مجددا علي الاسواق في آخر مناسبات الموسم الشتوي املا في تصريف المخزون الراكد وذلك علي الرغم من مد فترة الأوكازيونات هذا العام حتي نهاية الشهر الجاري حيث كانت الملابس هي القبلة الأولي لاحتفالات عيد الأم نظرا لتواضع أسعارها مقارنة بالهدايا الأخري إلا أن الرياح لا تأتي بما تشتهي السفن حيث تعاظم دور انخفاض القوي الشرائية للمواطنين في الركود المخيم علي الأجواء حسبما قال التجار ل"الأسبوعي" رغم مد الأوكازيون الشتوي حتي نهاية مارس الجاري ليواكب أعياد الام وقد شملت الجولة محلات وسط البلد ومدينة نصر وبعض المولات الكبري، ورغم وجود ازدحام شديد في محلات وسط البلد خاصة في شوارع فؤاد ومصطفي كامل ومحمد فريد وقصر النيل إلا أن معدل الشراء كان منخفضا. يقول عاطف الشهاوي تاجر ملابس بأحد المولات التجارية بوسط البلد انه ولفترة قريبة كان متفائلا بتزامن عيد الأم مع مد فترة الأوكازيون إلا أن هناك حالة من الركود غير المفهوم ما زالت تسيطر علي الاجواء علي الرغم من التخفيضات الكبري التي قامت بها المحلات التجارية لجذب الزبائن. أكد الشهاوي انه كانت هناك حالة عزوف من قبل المشترين لعدم ثقتهم بوجود تخفيضات حقيقية، لافتا إلي أن الخصومات علي الملابس الشتوية حقيقية هذا العام، ولكن الظروف المادية الصعبة التي نمر بها جعلتنا لا نستطيع شراء احتياجاتنا من الملابس الشتوية، لافتا إلي ان المحلات تقدم تخفيضات كبيرة لجذب الزبائن لشراء هدايا عيد الام. واتفق مع الرأي السابق أحمد امام صاحب محل ملابس ، الذي أكد أن الأوكازيون هذا العام يعاني من الركود وضعف الاقبال مقارنة بالأعوام السابقة، نتيجة سوء الحالة الاقتصادية التي يعاني منها المواطنون، الأمر الذي دفع التجار علي تخفيض الأسعار علي الملابس والموديلات الجديدة وبنسب خصوصات تفوق الأعوام السابقة، ومع ذلك مازال الركود يسيطر علي الأسواق. قال امام: ان الملابس الشتوية لا تتحمل التخزين، حيث انها تفقد رونقها وموضتها في العام التالي لذلك تحرص المحلات علي التخلص منها بأي سعر أو حتي بخسارة أفضل من القائها في المخازن، مؤكدا أن الأمل ضاع في أعياد الام لانعاش الأوكازيون الذي مات بالسكتة القلبية منذ بدايته. خدعة كبيرة ومن المستهلكين قالت سعاد حمدي : ربة منزل وأم لثلاثة أبناء ان الأوكازيون خدعة، فالمحلات تقوم بتغيير سعر الملابس، فالبلوزة التي كانت ب100 جنيه قبل الأوكازيون يكتب عليها 120 جنيها ويشطب هذا السعر بعد الخصم ليكتب بدلا منه 95 جنيها. وتكشف دينا المراسي حكايتها مع بنطلون حريمي اشترته قبل الأوكازيون ب91 جنيها واليوم كتب عليه 130 جنيها وبعد التخفيض وصل إلي 80 جنيها، وتضيف دينا قائلة: لا تفرق معي 10 جنيهات بأي حال، ولكن ما أغضبني هو اني وجدت مثله في شارع الهرم ب40 جنيها فقط.!! وفي محلات عباس العقاد ومولات مدينة نصر تقول لمياء حسني: احد سكان المنطقة ان بعض الموديلات اختفت من المحلات وحل محلها موديلات رديئة، بالاضافة إلي نقص شديد في المقاسات والالوان واقتصرت الألوان علي الأصفر والأحمر وألوان الموضة حتي تتخلص منها المحلات بشكل نهائي. وتؤكد الحاجة فاطمة الكلام السابق، مشيرة إلي أن الموديلات الموجودة في السوق ذات خامات رديئة وتفتقد الذوق الجيد، وأن الكثير من الملابس ذات الخامات الجيدة وضعها اصحابها في المخازن بديل ان الموديلات التي كانت موجودة منذ يومين اختفت تماماً. للتجار رد وردا علي ذلك يقول محمود فريد أحد تجار الملابس الجاهزة ان التخفيض لا يمكن زيادته حيث ان مزيدا من التخفيض يعني خسائر كبيرة وتراجع هامش الربح وهو ما لا يستطيع تحمله التجار خاصة مع حركة الركود التي سيطرت علي الأسواق منذ بداية الموسم بسبب عدد من العوامل المؤثرة انخفاض القوي الشرائية للنقود مما يغير من خريطة اولويات الاسر المصرية مؤكدا أن حركة الشراء والبيع تركزت علي ظاهرة المحلات التي تنتشر منذ فترة ويطلق عليها محلات السعر الواحد والتي تعتمد علي البضاعة المستوردة منذ فترات كبيرة من دول جنوب شرقي آسيا وتحتوي علي كل مستلزمات البيت والأطفال والاكسسوارات. وتابع قائلا: ان المشروعات الفردية سحبت البساط في الموسم الحالي من المحال التجارية حيث انتعشت مبيعات المشروعات الفردية الصغيرة خاصة خارج المحلات علي سيارات يعمل عليها الشباب وتحمل منتجات المشروعات الفردية والتي تدخل ضمن المشروعات الصغيرة والتي تحاول أن تنافس الهجمة الكبيرة من المنتجات الصينية خاصة لعب الأطفال البلاستيك والمنتجات الجلدية.