طوفان الأخبار المالية والاقتصادية التي يموج بها أثير العالم توجع القلب وتقبض الانفاس.. والتقارير من أنحاء الدنيا تخنق فواجع الدول النامية من الأزمة وتهمشها، رغم أنها كارثية مخيفة ولمعاناتها أنين! وأحكام الطواريء المالية تقيد حركة الاقتصاد في شرق أوروبا من المجر حتي بولندا.. وتهدد الاستقرار السياسي علي امتداد الحدود الشرقية لدول الاتحاد الاوروبي.. سقطت حكومة لاتفيا الاسبوع الماضي اثر هيجاء الاحتجاج..وأوكرانيا تتأرجح حكومتها علي حافة السقوط! وخلال اجازة نهاية الاسبوع، رفضت دول أوروبا الثرية تمويل الضمان المصرفي المطلوب لدول الاتحاد الأوروبي الفقيرة في شرقي القارة بما فيها الدول المتمتعة بعضوية الاتحاد، مما سبب حرجا ماليا بالغا لبنوك الغرب التي اقرضت دول الشرق! هذا الاضطراب المالي المصرفي يكشف عن مخاطركوارث محتملة في عمليات اقراض دول العالم النامي الأمر الذي يتطلب تدخلا دوليا يمنع الخطر الداهم قبل وقوعه.. إذ أن الدول الفقيرة هي الأمل الباقي للنمو الاقتصادي هذا العام.. لكن الأمل يخبو ويتعرض للهزيمة بفعل انهيار حركة الصادرات في أوروبا هذا العام واختناق التمويل الأجنبي في أغلب أنحاء العالم! وتمويل حركة الصادرات في العالم يتدفق علي الطريق من المكسيك إلي ماليزيا بفعل المستثمرين، ليستقر في النهاية لحسابهم في وزارة الخزانة الأمريكية.. وبعد الذي جري في تمويل حركة الصادرات العالمية، تقدمت باكستان وايسلندا وتركيا والسلفادور، ومعها عدد من دول شرق أوروبا، بطلبات إلي صندوق النقد الدولي، تطلب مساندته في دفع ديون الدائنين واقتضائها من حساباتهم! في ظل شح القروض اختنقت الشركات ورجال الأعمال في العالم النامي وأعياهم سداد ديونهم كلما حان استحقاقها.. أما الحكومات في الدول الأكثر فقرا فقد عجزت عن المشاركة في صفقات الحث الاقتصادي Fiscal stimulus packages-! إن مساعدة العالم النامي في متناول الجميع.. لكنه يتطلب رأسمالا، ومساهمات من الدول الغنية أيضا فإنه مطلوب من الولاياتالمتحدة وأوروبا أن تعطي سلطات ومكنات أكبر في التصويت للاعبين الجدد في المجتمع الدولي.. الصين علي وجه اليقين تمتلك قدرة مالية تؤهلها لأن تكون مشاركا مهما في المجهود الدولي وتستحق مزيدا من الثناء علي مساهماتها المالية الدولية. ......................................... الحل في أفغانستان.. بمباركة إيران! لانجاح أول لقاء يتم مع ايران، اقترحت إدارة أوباما عقد مؤتمر عن أفغانستان أو اخر مارس من المحتمل أن تحضره إيران مع الدول المشاركة في المؤتمر.. والخبر أعلنته هيلاري رودام كلينتون الخميس الماضي..بكلماتها: "فكرة المؤتمركما قدمناها واسميناها مؤتمر الخيمة الكبيرة تشارك فيه كل الدول المهتمة بالشأن الأفغاني.. ونأمل أن يكون المؤتمر فرصة مواتية للوصول إلي اتفاق مباديء. والدولة المرشحة لاستضافة المؤتمر، الثلاثاء 31 مارس هولندة وترأسه الأممالمتحدة لكن ايران حتي الآن لم تقل أنها سوف تقبل الدعوة المفتوحة برناركوشنير، وزيرالخارجية الفرنسي يقول بحذر: "إني آمل أن تحضر إيران تلبية لهذه الدعوة.. وإن كانت قد تخلفت عن تلبية دعوة سابقة لمؤتمر عن أفغانستان عقد في باريس، ديسمبر العام الماضي! واقتراح عقد مؤتمر الخيمة الكبيرة الأمريكي الحافز يشف عن رؤية تفتح الطريق لإيران وإلي إيران.. وقد استأنست الوزيرة كلينتون بأن ايران سبق لها أن استشارت الولاياتالمتحدة عدة مرات أثناء حرب أمريكا لإخراج طالبان من الحكم في العام 2001! مثلما استعرضت الحجة الأمريكية لنشر نظام صواريخ الدفاع الأمريكية في بولندا والتشيك وأنها كانت مدفوعة بتهديدات أنظمة مثل إيران تبحث عن السبل لحيازة السلاح النووي! ورغم التركيز الجاري حول إيران والقنبلة، تتحفظ الوزيرة كلينتون: "إني لا أظن أن هناك قدرا من الصدقية في نوايا إيران النووية"! .. وتواصل الوزيرة هيلاري: "ثمة مناطق يعمل فيها الناتو مع روسيا، رغم أنها ليست عضوا في حلف الناتو، عملوا معا، وانضمت إليهم أفغانستان تحارب تجارة المخدرات، وتواجه الانتشار النووي بوجه خاص في إيران وكوريا الشمالية"! الولاياتالمتحدة التي طالبت بإعادة ترتيب العلاقات بينها وبين روسيا، عملت بتفان لكي تحقق نوعا من التراضي بين الدول أعضاء الناتو لاستئناف المحادثات مع روسيا. جاب دي هوب شيفر،السكرتير العام لحلف الاطلنطي يحذر من : "إن استئناف المحادثات العالية المستوي لا تعني أن التحالف سوف يسقط اعتراضه علي خطة روسيا لبناء قواعد عسكرية في انجازيا وجنوب أوسيتيا، أراضي جورجيا التي تم اقتطاعها"! السكرتير العام لحلف الاطلنطي دي هوب شيفر،اعتذر عن عدم التعليق علي قرار الرئيس الأمريكي أوباما الاتصال بالرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف.. كي يناقش معه التسهيلات التي تخطط الولاياتالمتحدة لادخالها علي نظام الدفاع الصاروخي.. ودعنا ننتظر لنري!