جورج ميتشيل مبعوث الرئيس الامريكي باراك أوباما موجود في المنطقة لمدة اسبوع في اول زيارة استكشافية لادارة أوباما للشرق الاوسط. وزيارة ميتشيل التي ستمتد إلي اسرائيل ومصر والضفة الغربية والاردن والسعودية تمثل منعطفا مهما في اتجاه تحريك عملية لسلام فإما نساعد اوباما من خلالها علي ان يتخذ مواقف ايجابية محركة لقضايا المنطقة وإما ان تكون رسالتنا سلبية لاوباما بأن العرب لا يساعدون انفسهم وانهم لا يعرفون تحديدا ماذا يريدون؟ وقيمة اهمية زيارة متشيل انه يأتي مبعوثا خاصا للرئيس اوباما بعيدا عن سيطرة نفوذ وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون حيث يبدو واضحا ان الرئيس اوباما قد اخذ علي عاتقه مسئولية بعض الملفات المهمة والشائكة مثل الشرق الاوسط والملف النووي الايراني، وانه مصمم علي ألا تفرض كلينتون روؤيتها الخاصة علي السياسات الخارجية الامريكية وان تكون منفذا لسياساته. وكان اوباما حريصا علي دعم ميتشيل بشكل خاص عندما اعرب عن أمله في تحقيق تقدم ملموس في عملية السلام مشيرا إلي انه قد حث ميتشيل علي الانخراط بشكل نشيط ومثابر من اجل التوصل إلي تقدم حقيقي خلال زيارته. والحقيقة انه لا يوجد افضل من جورج ميتشيل في الوقت الحالي مبعوثا من اجل السلام فهو نفس الرجل الذي أدان اسرائيل كما أدان الفلسطينيين في عام 2001 عندما ألقي بالمسئولية عليها معا بسبب الانتفاضة الثانية وكان جريئا في ذلك معبرا عن رؤية واقعية ومتوازنة. وفي تصريحاته قبل بدء جولته فإنه ايضا كان حريصا علي ابداء هذا التوازن عندما تحدث عن تسهيل اعادة فتح المعابر لقطاع غزة واقامة نظام أمني يمنع عمليات التهريب وترسيخ عملية السلام بشكل شامل. والواقع ان هذه الزيارة تمثل افضل فرصة للعرب في بداية عهد اوباما الذي نأمل ان يكون "أبيض" وإذا لم نستغلها جيدا ونتحدث بلغة واضحة ومفهومة وجديدة امام الامريكان فإننا سنخسر الكثير في وقت لا نملك الكثير لنقدمه.!