تبدأ غدا الثلاثاء مرحلة جديدة في تاريخ العالم مع انتهاء أسوأ حكم في تاريخ الولاياتالمتحدةالامريكية والذي بدأ بحرب علي الإرهاب تسببت في ايجاد الكثير من مناطق التوتر وانتهت بأزمة مالية عالمية ستؤدي الي ركود اقتصادي عالمي لا نعرف درجته حتي الآن . يرحل غدا جورج بوش من البيت الابيض ليدخله الرئيس الجديد اوباما الذي يترقب العالم كله الخطوات التي سوف يتخذها لتحفيز الاقتصاد الامريكي وامكانية السيطرة علي الازمة العالمية وشبح الركود . وعلي الرغم من الانهيارات التي شهدتها البورصات العالمية عام 2008 يأمل مستثمرون أن تسهم إجراءات التحفيز المالي التي طرحها الرئيس الأمريكي الجديد باراك اوباما وحكومات اوروبا إضافة إلي إجراءات اتخذتها الصين في المساعدة في إنعاش الأسهم. ورغم أن بعض الاسهم ما زالت مهددة بتسجيل هبوط إضافي الا ان محللين يرون أنه في أسوأ الاحتمالات لن تنخفض الأسعار بنسب مؤثرة إضافية، بل ستعاود الارتفاع. ويري الخبراء إن مستقبل أسواق الأسهم يرتبط بمدي التقدم في الإجراءات الحكومية الخاصة بخطط التحفيز الاقتصادي. وأوضحت بيانات نشرتها بلومبيرج أنه وعلي الرغم من المبالغ الضخمة التي ضختها الولاياتالمتحدة في القطاع المالي إلا أن القروض المقدمة للمستهلكين تراجعت بشكل كبير خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، الأمر الذي يثير شكوكاً حول جدوي خطط الانقاذ. تعافي البورصات توقع مينا مجدي محلل كمالي بشركة مترو لتداول الأوراق المالية تعافي البورصات العالمية قريبا خاصة وأن هناك تفاؤلا بالتحسن مع بداية تولي اوباما الحكم وعلي الرغم من أن مشكلة التباطؤ الأقتصادي واعتراف اوباما نفسه انه لايمتلك عصا سحرية لحل الازمة المالية الا ان هناك تفاؤلا من ناحية توليه وقد ظهر هذا التفاؤل عقب اعلان نتيجة الانتخابات ونجاح اوباما ارتفعت بعدها الأسواق المالية العالمية . ويتوقع المستثمرون أن يعلن الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما سلسلة من سياسات التحفيز الاقتصادي عندما يتولي منصبه في 20 يناير الجاري وخاصة وان تلك التخفيضات الضريبية موجهة الي الذين يقل دخلهم عن 200 الف دولار في السنة مما سيساهم في إنقاذ أو إيجاد ثلاثة ملايين وظيفة بحلول 2011، منها 80% في القطاع الخاص وستطول هذه التخفيضات الضريبية بحسب وعود اوباما الانتخابية 95% من الأمريكيين. وأشار أن خطط اوباما بتنظيم صناديق التحوط وزيادة الشفافية لبعض السندات المعقدة المرتبطة بالرهونات العقارية والتي تصدرها الشركات المالية،والتي قد وجه إليها اللوم لأنها هي التي فجرت الأزمة المالية العالمية الراهنة سوف تساهم في تعافي الاسهم العالمية بعد مسلسل نزيف الاسعار الذي شهدته عام 2008 . واضاف انه علي الرغم أن بعض الاسهم ما زالت مهددة بتسجيل هبوط إضافي الا أنه في أسوأ الاحتمالات لن تنخفض الأسعار بنسب مؤثرة إضافية، بل ستعاود الارتفاع. الأنشطة المصرفية وأكد ايهاب حسنين عضو مجلس ادارة شركة حلوان للسمسرة في الاوراق المالية إن مستقبل أسواق الأسهم يرتبط بمدي التقدم في الإجراءات الحكومية الخاصة بخطط التحفيز الاقتصادي. ويشير إلي أن أي تطبيق لا يراعي في الاعتبار تحفيز الاستهلاك وتحريك الأنشطة المصرفية من شأنه أن يؤدي إلي زيادة معاناة الشركات وتقليص أرباحها ويعيد أسواق الأسهم إلي خانة التدهور ونزيف الخسائر من جديد. واوضح ان هناك عوامل ايجابية تدعم خروج البورصات العالمية من ازمتها الحالية في مقدمتها خفض معدلات أسعار الفائدة في الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة، وزيادة صفقات الاندماج والاستحواذ مدعومة بقوة ميزانيات الشركات، وتحركات أخري من جانب صناديق الثروة السيادية للإنقاذ المالي للبنوك والشركات التي تعاني أوضاعا صعبة ويفترض كذلك أن تكون تقييمات الأسهم، بالمقارنة مع السندات، عاملاً داعماً ويفترض أيضاً أن تكون هذه العوامل كافية للسماح بتخفيف آثار الاكتئاب الناجم عن الأزمة الائتمانية، بل ويمكن للأسهم أن تحقق مكاسب متواضعة بالنسبة للعام ككل. انخفاض داو جونز ومن جانبه توقع محمد عبد القوي محلل اسواق المال أن يواجه مؤشر داو جونز انخفاضاً بحدود 20 أو 25% في النصف الأول من العام الحالي، مما سيكون له بالغ الأثر علي الأسواق الخليجية حيث توقع أن يدخل السوق الإماراتي في مرحلة ثبات ومسار أفقي، فيما توقع أن يشهد السوق الكويتي انخفاضاً خلال نفس الفترة، أما السوق السعودي فتوقع أن يشهد ارتفاع لكنه لن يتعدي 15 أو20%من مناطقه الحالية موضحاً أن هذا ليس تشاؤما ولكنها مجرد مؤشرات فنية فقط. وفي المقابل أكد عبد القوي إن عام 2008 قد شهد دماراً اقتصادياً علي نطاق تاريخي، مشيرا الي انه بكل المقاييس، لن يصبح الوضع أسوأ من ذلك، حيث شهد العام الماضي خسارة وظائف وسوء حالة الاقتصاد والدمار الذي حل علي الأسهم والعقارات السكنية. ويضيف أنه مع حجم الخسائر، التي لم يسبق لها مثيل، فإن العام المقبل من المتوقع أن يكون أفضل، حيث يحاول أكبر المستثمرين وأكثرهم خبرة مع خبراء الاقتصاد التوصل إلي خطة لإنعاش الاقتصاد حول العالم . حل الأزمة في المقابل أكد كريم الطويل رئيس قسم البحوث بشركة العروبة لتداول الأوراق المالية أن الاسواق العالمية تمر بازمة مالية طاحنة وان هذه الازمة لن يتم حلها بمجرد ان يتولي باراك أوباما مقاليد الحكم بل سوف تاخد الأزمة وقتا كبيرا حتي يتعافي العالم باكمله من جراء تلك الأزمة ولكنه في المقابل يتضح من خلال لتصريحات أوباما انه يريد الاصلاح الاقتصادي من خلال حزمة من القرارات الاقتصادية التي تساعد علي الخروج من الأزمة وبالتالي التأثير الايجابي علي الاسواق العالمية. ومن شأن ذلك أن يزيد من حالة التفأول والثقة في البورصات العالمية الأمر الذي من الممكن ان يؤدي الي ارتفاعها مرة اخري لكن في المقابل لايؤدي الي انهاءالازمة المالية من جانبه اختلف عثمان ابراهيم خبير أسواق المال مع الرأي السابق مؤكدا ان تولي الرئيس اوباما الحكم في الولاياتالمتحدةالامريكية في هذة الفترة سيكون له تاثير نفسي إيجابي علي المستثمرين وبالتالي سينعكس هذا التاثير علي الاستثمار سواء الداخلي او الخارجي لان الرئيس بوش فقد جزءا كبيرا من مصداقيته. واوضح ابراهيم ان تدني اسعار الفائدة علي الدولار سيؤدي الي انتعاش الاستثمارات في الولاياتالمتحدةالامريكية وسينعكس بالايجاب علي باقي الدول خاصة وأن الازمة المالية اكدت مما لا يدع مجالا للشك ان البورصة المصرية مرتبطة بباقي البورصات العالمية فمن هذا المنطلق يمكن القول إن سياسة الرئيس اوباما سيكون لها تاثير ايجابي علي البورصات الامريكية مما سينعكس بالايجاب علي البورصة المصرية.