احتفل العالم برأس السنة الميلادية في أجواء مختلفة عن أي عام وسط حالة من التشاؤم بسبب تداعيات الأزمة المالية العالمية التي مازال الكثيرون ينتظرون الأسوأ منها وزادت حدة هذا التشاؤم في المنطقة العربية بسبب الأحداث الدامية التي يشهدها قطاع غزة فكثير من دول المنطقة التي اعتادت إقامة كرنفالات بهذه المناسبة ألغت هذه الاحتفالات في وسائل إعلامها ومحافلها الرسمية تضامنا مع أهل غزة وفي مقدمتها مصر حيث اقتصرت الاحتفالات هذا العام علي بعض الحفلات الخاصة بالمطربين التي أقامتها الفنادق الكبري واحياها عدد من المطربين العرب والمحليين.. أما احتفالات الأوبرا التي اعتاد المصريون علي انتظارها كل عام والتي اعتاد بعض المطربين أن يحيوها بأسعار مخفضة من أجل التواصل مع شرائح أوسع من المجتمع بدلا من التذاكر المبالغ في أسعارها لحفلات الفنادق فقد تم إلغاؤها هي الأخري تضامنا مع أهل غزة التي كانت تحتضن قرابة 50 ألف مواطن في هذه الليلة من كل عام. أما علي صعيد الأسعار فلم تختلف الصورة كثيرا عن العام الماضي وإن كانت قد شهدت ارتفاعا كبيرا في أجور المطربين علي الرغم من تداعيات الأزمة المالية العالمية حيث تراجعت عدد الحفلات إلي سبع حفلات فقط، وفي المقابل ارتفعت أجور النجوم بشكل مبالغ فيه كما اختفت الحفلات الشبابية التي تتميز بانخفاض أسعارها هذا العام ويكفي أن نعرف أن بورصة نجوم الفن تعيش هوسا فالمطربون المصريون يتنافسون مع الخليجيين حيث تقاضت المطربة اللبنانية هيفاء وهبي 250 ألف جنيه "نحو 50 ألف دولار" عن حفلها الذي شاركت فيه بليلة رأس السنة.. أما نيكول سابا فقد رفعت أجرها إلي 120 ألف جنيه "نحو 24 ألف دولار"، في الوقت الذي رفع فيه محمد حماقي أجره إلي 400 ألف جنيه "نحو 80 ألف دولار" في الحفل الذي يجمع بينه وبين نيكول سابا ورامي صبري.. أما حسام حبيب ورامي صبري فيحصل كل منهما علي 60 ألف جنيه "نحو 12 ألف دولار". جولة "الأسبوعي" ففي جولة ل "الأسبوعي" داخل الفنادق وجدنا الكثير من المفاجآت ففي فندق انتركونتيننتال سيتي ستارز أقيمت احتفالية ضخمة ضمت العديد من الوجوه الغنائية مثل عاصي الحلاني وبهاء سلطان والفنانة دينا حايك وجنات وتراوحت أسعار التذاكر ما بين 3200 جنيه كحد أقصي و100 كحد أدني وذلك وفقا للمستوي الذي سيتم اختياره.. أما كونراد القاهرة فقد أحيا احتفالاته المطربة هيفاء وهبي ورامي صبري وسعد الصغير وتراوحت أسعار التذاكر بين 2300 جنيه كحد أقصي و1250 كحد أدني.. أما شيراتون القاهرة فقد أقام احتفالين أحيا الأول نيكول سابا وهناء والثاني كان لراقصة مصحوبا ب ال دي . جي وتراوحت أسعار التذاكر ما بين 1000 و450 جنيها وشهدت إقبالا من شرائح محددة من الشارع المصري.. بالإضافة إلي السائحين العرب التي اكتظت ساحات الفنادق بهم قبل ساعات من احتفالات رأس السنة وبين هذه الاحتفالات أقيمت بعض الاحتفالات الشبابية علي الرغم من تراجع اعدادها هذا العام في مناطق مختلفة مثل الهرم وتراوحت أسعار تذاكرها ما بين 20 و5 جنيها للفرد وهي ما جعلتها قبلة أولي للشباب الذي لم تقوي أحوالهم المادية علي مسايرة أسعار الحفلات الكبري بسبب تكاليفها الباهظة بالإضافة إلي إلغاء حفلة الأوبرا لما كانت تمثله من أهمية لشرائح كبيرة من المجتمع. السياحة أيضا كان لها دورها الكبير في الاستفادة من هذه الليلة علي اعتبار أن عيد الكريسماس "حدثا عالميا" وليس مصريا خصوصا، فعلي الرغم من أن الأجانب الموجودون في مصر يفضلون قضاء هذه الليلة في بلادهم ومع أسرهم فإن الاحصاءات تقول إن الفنادق المصرية زخرت بكثير من الجنسيات في ليلة عيد الكريسماس ووقفت إدارات الفنادق والقري السياحية في مصر علي تقديم مزيد من الخدمات المميزة للسواح تحديدا من طقوس غربية لا تختلف عن التي يجدونها في بلادهم. أما البسطاء فقد فضل بعضهم الهروب من الصقيع وبرودة الطقس والمكوث في منازلهم بينما خرج بعضهم من الشباب متحوطين بملابس ثقيلة وكوفيات للاحتفال برأس السنة علي الكورنيش في مناطق مختلفة من القاهرة الكبري والاكتفاء بتناول كوب حمص الشام ومشروبات أخري حيث احتفلوا بعامهم الجديد وسط لافتات معلقة في أرجاء قاهرة المعز مكتوبا عليها "مرحبا 2009 ووداعا 2008". سوق الهدايا وعلي صعيد الهدايا فقد شهد السوق نشاطا نسبيا لمبيعات هدايا الكريسماس حيث تراوحت اسعار شجرة الكريسماس ما بين 2.5 جنيه لتصل إلي 500 جنيه للشجرة، بينما تبدأ أسعار شجر الليزر من 200 جنيه حتي 700 جنيه، أما بابا نويل فيبدأ من 15 جنيها ليصل إلي 750 جنيها سعر بابا نويل الجامبو، وكذلك يبدأ سعر التعاليق والزينة الخاصة بالشجرة من 2.5 جنيه لتصل إلي 10 جنيهات وكذلك الماسكات والطراطير، أما شبكة الإضاءة الخاصة بالشجرة فتبدأ من 15 جنيها لتصل إلي 100 جنيه. يذكر أن كل هذه المنتجات صينية فيما عدا الطراطير فقط صناعة مصرية، حيث يبدأ موسم الشراء قبل رأس السنة بشهر كامل ويزيد الإقبال في آخر عشرة أيام من شهر ديسمبر.. كما أن الإقبال علي الأحجام الصغيرة من الشجر وبابا نويل كان الأبرز هذا العام وكذلك الإقبال علي الماسكات المخيفة والخدع والزينة ويعتبر بابا نويل هو الأكثر شهرة بالنسبة إلي أعياد الكريسماس.. كما رصدنا إقبالا علي شراء الأجراس والكارونات "زرع أخضر"، والشموع، واسبراي الثلج، إلا أن التجار وعلي الرغم من ذلك أكدوا تراجع حركة البيع هذا العام مقارنة بالمواسم السابقة وعزو ذلك إلي ارتفاع الأسعار الذي لايزال يسيطر علي الأجواء بالإضافة إلي أجواء الاكتئاب المسيطرة علي الشارع المصري بسبب أحداث غزة. ويذكر أن حجم الإنفاق في هذه الليلة وعلي الرغم من التوقعات بانخفاضه هذا العام فإن متوسط الإنفاق المعتاد في كل عام يبلغ 4.15 مليار جنيه سنويا "3 مليارات دولار"، موزعة ما بين المطاعم والفنادق والهدايا علي اعتبار أن هذه الليلة تتكرر مرة واحدة في السنة.