قبل دقائق طويلة من وقوع الحدث، عرفت مقدما بحدوثه.. وتوقعت ما جري.. تداولت مع الزميل د. محمد فراج مدير تحرير صفحة متابعات، وجلست أكتب توقعاتي للحدث.. قبل حدوثه! توالت علي تطورات الحدث تلاحقني من محمد فراج عبر التليفون.. نقلا عن شبكة الجزيرة.. وجري ما جري تحت عيني وكأني أشاهد فيلما إخباريا رأيته من قبل!. قام الصحفي العراقي منتظر الزيدي مراسل قناة البغدادية بإرسال فردتي حذائه - فردة فردة - في اتجاه بوش ونوري المالكي رئيس الوزراء العراقي، وهو يردد: "هذه قبلة الوداع.. يا كلب"! إنما: ليس بضرب الحذاء، تنجح السياسة.. أو تصحح.. أبدا.. أبدا! ولو أن تصحيح الخطأ السياسي تم بالأحذية الطائرة.. إذن لعم الحفاء الدول النامية جميعها!! مفاجأة.. الرئيس جورج بوش عاشق مخلص للمفاجأة.. فاجأ العراق بحربه الفاسدة الحساب قبل قرابة ست سنوات.. وزارها تاليا في سرية تامة ثلاث مرات: في نوفمبر ،2003 ويونية ،2006 وسبتمبر 2007.. والرابعة والأخيرة عندما لامست عجلات طائرة القوات الجوية رقم 1 مطار بغداد، الرابعة بعد ظهر الأحد الماضي، وكانت قد استهلكت 10 ساعات و30 دقيقة، منذ غادرت قاعدة أندروز قرب واشنطن. جاءت زيارة بوش للعاصمة العراقية بالضبط قبل 37 يوما من تسليمه الحرب إلي الرئيس المنتخب باراك أوباما الذي تعهد بإنهائها تماما! وفي أول ملتقي بقصر للاحتفالات شارك في حضوره الرئيس بوش ونوري المالكي رئيس الوزراء العراقي.. وقف جورج بوش يدافع عن سيرة حرب العراق ومسيرها، ويحيي الغزو الأمريكي الذي قاد إلي الاحتلال.. فجأة المفاجآت أن انبري له صحفي عراقي مزمجرا "يا ابن ال.... " وقذفه بفردة من حذائه.. ثم أتبعها بالفردة الثانية قبل أن تسيطر عليه أيدي الأمن وتشبعه بقبضاتها ضربا وعجنا.. وتقبض عليه! وأكمل بوش خطابه يسانده في الترديد نوري المالكي.. قبل أن ينصرفا معا للقاء الرئيس العراقي جلال طالباني، استقبل طالباني الرئيس بوش بحفاوة ونداء: صديقنا العظيم - "Our Great Friend"