حذر خبراء من أن تنفيذ أية عمليات اكتتاب جديدة للأسهم بالبورصة المصرية قد يأتي بنتائج عكسية لما يمر به مؤشر السوق من حالة تذبذب فضلا عن المخاوف التي تبثها تبعيات الأزمة الاقتصادية العالمية بالسوق المصري. واكدوا ان المستثمرين وصلوا الي حالة نفسية سيئة بسبب خسارة اموالهم مشيرين الي ان الاساس في نجاح أي عمليات طرح جديدة يعتمد علي التوقيت والسعر المناسب لافتين لضرورة الاهتمام بمضاعفة ربحية الشركات والقطاعات وقت تنفيذ عملية الطرح. يقول عيسي فتحي العضو المنتدب لشركة الحرية للأوراق المالية ان الوقت غير مناسب لطرح اسهم جديدة في البورصة مؤكدا ان الفترة الحالية يمر فيها المستثمرون بحالة من الخوف والقلق نتيجة لعدم استقرار السوق، الأمر الذي سينعكس علي أي طرح جديد بالفشل نتيجة لعدم القبال علي الاكتتاب مما يلقي بظلال سلبية علي مؤشر السوق. ولفت الي انه وعلي الرغم من وجود سيولة كبيرة في السوق فإنها تحتاج الي استقرار وهدوء لضمان نجاح عمليات الطرح الجديدة فالمشكلة تكمن في عدم الاستقرار مما يخيف رءوس الأموال ويدفعها للهرب خارج السوق. شروط نجاح الاكتتابات ودعا الشركات التي تفكر في طرح اسهم بالبورصة الي الانتظار الي بداية العام القادم حتي تضمن نجاح الاكتتاب. واتفق عصام مصطفي خبير أسواق المال مع سابقه واضاف ان حالة التوتر الاقتصادي التي تسود العالم القت بمزيد من الشكوك علي أسواق المال. وحذر من تأثيرات سلبية علي السوق من أي عمليات طرح جديدة فالشركات المطروحة ستكون مغامرة مدللا علي ذلك بحالات الشركات التي تم طرحها وقت هبوط السوق مما ادي الي انخفاض اسعار اسهمها عن سعر الاكتتاب. أضاف الدكتور عصام خليفة رئيس شركة الأهلي لإدارة صناديق الاستثمار ان أهم عوامل نجاح طرح جديد هي التوقيت المناسب وسعر الطرح لافتا الي ان التوقيت المناسب لا يعني ان الوقت الحالي غير مناسب لكن لابد من ربط التوقيت مع سعر الطرح. واضاف ان الشركة التي ترغب في طرح اسهمها في أي وقت سواء السوق صاعدة أو هابطة لابد أن تأخذ في اعتباراتها ان يكون سعر الطرح مناسبا لمضاعف ربحية الشركة والشركات الموجودة والمتداولة في القطاعات المثيلة. التوقيت المناسب واتفق معه علاء عبدالحليم العضو المنتدب لشركة المتحدة للأوراق المالية مؤكدا ان التوقيت المناسب يتحدد بناء علي السعر لأن سعر السهم الذي يحدد جاذبية الشركة أو عدم جاذبيتها لافتا الي ان الأزمة العالمية كشفت ظاهرة غريبة وعجيبة وهي التبعية الكاملة للبورصة المصرية.. للبورصات العالمية. وحذر من هذه الظاهرة لانها ظلم فادح للاقتصاد المصري خاصة ان نتائج اعمال الشركات جيدة وليس لدينا بنوك منهارة أو أزمة سيولة فلماذا التبعية. اضاف يجب ان نترك سياسة القطيع التي يتبعها المستثمرون المصريون.. وألا يندفعوا في عمليات البيع وراء المستثمرين الاجانب مشيرا الي ان التخلص من الحالة النفسية التي يمر بها المستثمرون المصريون ضروري في الفترة الحالية مؤكدا ان استثمارات العرب والأجانب لا تتعدي ال30% فقط من حجم التعاملات بالبورصة. كمال محجوب مساعد مدير بنك مصر ايران اكد ان الأمل ضعيف في استمرار تحسن مؤشر البورصة المصرية مادامنا نسير بالتبعية خلف ما يحدث في الخارج. وحذر من استمرار الأزمة المالية العالمية وان ما تقوم به الدول الكبري مجرد مسكنات لعدم تفاقم الأزمة إلا ان الوضع سيئ. اشار الي ان هناك العديد من الحلول لاحتواء الأزمة منها ان تقوم البنوك بإنشاء صناديق مغلقة لا يطرح للاكتتاب الجمهور ولا يقل رأسماله عن مليار جنيه. د.احمد عبدالحافظ خبير أسواق المال اكد ان الفترة القادمة يجب ان تتخذ فيها إجراءات صارمة حتي لا نفقد الثقة في قدراتنا وتنتقل عدوي البورصة الي بقية القطاعات الاقتصادية. واشار الي ان تراجع احجام السيولة تعد ايضا احد الاسباب التي دفعت الي احجام الشركات عن طروحاتها فأسعار الاسهم وصلت لمستويات متدنية جدا وجزء كبير من أموال المستثمرين تعد سيولة حبيسة في أسهم هبطت اسعارها. ولفت عبدالحافظ الي ان الفشل يطارد اي اكتتابات قد يتم طرحها في الأسواق بنسبة لا تقل عن 60 أو70% مشيرا الي ان الشركات لا تستطيع في ظل أوضاع السوق تحمل مخاطر عملية الطرح لانه في حال فشل الاكتتاب فانه تكون ملزمة بتحمل التكاليف. وقال ان اوضاع السوق لا تشجع علي الاطلاق أي من الشركات للاقدام علي عملية طرح اسهمها لأنه لا يوجد من يشتري خاصة ان الاوضاع النفسية للمستثمرين وصلت لدرجة سيئة للغاية حيث يعيشون حاليا حالة من التعذيب النفسي وليس الاستياء النفسي. واضاف ان قرابة 30% من الأسهم المتداولة بالسوق انخفضت اسعارها لما دون القيمة الدفترية بسبب عزوف المستثمرين عن الشراء وعدم وجود طرف مشتر يوقف عمليات البيع.