لايزال الهبوط مستمرا في أسعار الأسهم في مختلف بورصات العالم وهو هبوط صار عمره الآن أكثر من عام.. ونحن لا نتحدث عن هبوط صغير فبورصات أوروبا بلغت نسبة الهبوط فيها 30% في المتوسط وتقول مجلة "نيوزويك" ان الهبوط في الأسواق الناشئة كان أكبر فمؤشر الأسواق الناشئة الآسيوية يسجل نسبة هبوط زادت علي 30% أما في بورصات الصين فقد كان معدل الهبوط يناهز ال50% خلال أقل من عام. وكما هي العادة فإن المستفيدين يتحدثون بثقة. فواحد مثل جورج سوروس يري أن لعبة تدمير الثروة (بسبب الهبوط في البورصة) سوف تستمر لفترة طويلة ولذلك فإن أصحاب صناديق التحوط يشعرون بالتشاؤم ويقول بعضهم إن أمريكا سوف تسير علي ذات الطريق الذي سارت عليه اليابان منذ عام 1990 والذي يتميز بالجمود الطويل والكساد في البورصة ويكاد الحال ينطق بأن الاقتصاد العالمي يتمزق وان قبله عاجز عن التماسك وإن الفوضي تحط علي العالم.. ولكن برغم كل شيء.. هناك فرق. وإذا نظرنا مليا إلي الطريق الياباني فسنجد أن اليابان مرت بفترة طويلة من الانتعاش في البورصة وسوق الأوراق المالية وشهدت نهوضا تجاريا وتصاعدا في سوق العقارات صاحبتها عملية ايجاد هائلة للثروة ووصل مؤشر نيكي إلي 39 ألف نقطة في ديسمبر 1989. وحينئذ سادت المضاربات في الأسهم والعقارات وأصبح اليابانيون أغني شعب في العالم واشتروا أشياء كثيرة في الولاياتالمتحدة بما في ذلك مركز روكفلر. ولكن عندما انفجرت الفقاعة كانت النتائج مروعة حيث هبط مؤشر نيكي 60% في عامين ثم واصل هبوطه إلي 7832 نقطة فقط في عام 2003، أي بنسبة تأكل تناهز 80% تقريبا. واليوم عاد مؤشر نيكي ليسجل 13 ألف نقطة أي ثلث ما كان عليه عند ذروته عام 1989. وقد دخل الاقتصاد الياباني حالة جمود وعاني من ظاهرة انخفاض الأسعار نتيجة لأزمة السيولة deflation.