شارك 15 ألف صيني في حفل الافتتاح وشكلوا صورا حية لمجسمات مختلفة، إذ أبدع المخرجون في اظهار قدرة الإنسان علي الإبداع، في حين انطلقت أكثر من 29 ألفا من المفرقعات الضوئية بأشكال تسحر الألباب انارت سماء العاصمة الصينية حولت ليلها إلي نهار وذلك في حفل افتتاح الألعاب الأوليمبية وبلغت تكلفة حفل الافتتاح 300 مليون دولار، وهو عشرة أضعاف تكاليف حفل الافتتاح عام 2004 في أثينا العاصمة اليونانية. وقال الرئيس الصيني هو جين تاو، قبل حفل الافتتاح: "تحل اللحظة التاريخية التي طالما انتظرناها. لم يكن العالم يوما بحاجة لتفاهم مشترك وتسامح مشترك وتعاون مشترك أكثر مما يحتاجه اليوم". وكان الرئيس الصيني "يوجينتاو" قد افتتح دورة الألعاب الأوليمبية السادسة والعشرين، الأضخم في التاريخ من حيث عدد المشاركة "10624 رياضيا ورياضية" والتي حملت شعار "عالم واحد، حلم واحد" علي استاد "عش الطيور" الذي يتسع ل90 ألف متفرج. وتابع الحفل حول العالم جمهور قدر بنحو أربع مليارات نسمة. وجاءت كلفة الألعاب باهظة وحققت رقما قياسيا أيضا إذ بلغ ما انفقته الصين نحو 28 مليار يورو مقابل 13 مليار يورو في أثينا قبل أربع سنوات. وستقام المنافسات في 37 منشأة رياضية بينها 31 في بكين شيد 12 منها خصيصا للحدث. وهي المرة الأولي التي تستضيف فيها الصين الألعاب الأوليمبية، فباتت ثالث دولة اسيوية تنال هذا الشرف بعد طوكيو عام 1964 وسيول عام 1988. وجاء حفل الافتتاح استعراضيا وضخما ومليئا بالألوان تناول التاريخ القديم والطويل للأمة الصينية وحضارتها التي تمتد 5 آلاف سنة إلي الوراء. وشارك في الحفل الذي تخللته العاب نارية قوامها 29 ألف مفرقعة، واستمر ثلاث ساعات بإشراف المخرج السينمائي الصيني الشهير تشانج ييمو الذي رشح لجائزة "أوسكار" عن فيلمه "سر الخناجر الطائرة". وسخر المخرج الحفل لتجسيد الفخر بعظمة بلاده التاريخية وتسليط الضوء علي الصين القوة الصاعدة التي تثير أعجابا وقلقا في جميع انحاء العالم. ولم تؤد هذه المشاكل والدعوات إلي عدم حضور حفل الافتتاح احتجاجا علي سياسات الصين القمعية، إلي تقليص الحضور لا بل سجلت رقما قياسيا إذ تابع العرض نحو 90 رئيس دولة أبرزهم الأمريكي جورج بوش والفرنسي نيكولا ساركوزي بالإضافة إلي 160 وزيرا وشخصيات رياضية كبيرة أمثال رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر والرئيس السابق للجنة الأوليمبية الأسباني خوان انطونيو سامارنش والحالي البلجيكي جاك روج. وفي الإطار السياسي أيضا، لم يسر وفدا الكوريتين الجنوبية والشمالية سويا في حفل الافتتاح كما حصل في النسختين الأخيرتين في سيدني عام 2000 وأثينا عام 2004، وأعرب روج عن أسفه لذلك بقوله "حاولنا أن نقوم بذلك في بكين لكن العوامل السياسية كانت أقوي من العوامل الرياضية".