اكد المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة ان مصر والدول النامية اتفقت فيما بينها علي عدم قبول اية ضغوط او تقديم اية تنازلات من جميع ملفات التفاوض المطروحة امام المؤتمر الوزاري المصغر المنعقد حاليا بجنيف وتشارك فيه 30 دولة من الدول المؤثرة في منظمة التجارة العالمية من اجمالي 153 دولة عضوة في المنظمة. وقد اعربت 26 منظمة عن قلقها من مسار المفاوضات. جاء ذلك في تصريحات لرشيد عقب مباحثاته مع عدد من ممثلي الدول المؤثرة. قال الوزير ان مشكلة ارتفاع اسعار الغذاء وزيادة معدل التضخم في العالم والطاقة تسيطر علي اجواء المفاوضات سواء الثنائية او متعددة الاطراف مما يزيد من صعوبة التوصل إلي قرارات حاسمة مشيرا إلي ان جميع الوفود المشاركة لديها النية للتوصل إلي صيغ تفاوضية تنقذ العالم من ازماته الحالية، مشيرا إلي ان الشعوب اصبحت من حاجة ماسة لاخبار اقتصادية سارة، الا انه علي الجانب الآخر فإن ازمة الغذاء العالمي تحد من قدرات المفاوضين علي تقديم اية تنازلات قد تؤثر سلبا علي اسعار الغذاء في هذه الدول، بالاضافة إلي الخلافات الموجودة اصلا بين الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة حول قضية دعم امريكا لمزارعيها، والتي تصر الدول النامية علي ضرورة تقديم تنازلات جدية وحاسمة كبداية للدخول في اية مفاوضات اخري تتعلق بالسلع الصناعية او الزراعية او الخدمات. كما بحث رشيد مع وزير خارجية البرازيل مسألة انضمام مصر إلي تجمع ايركس والذي يضم إلي جانب البرازيل كلاً من جنوب افريقيا والهند. وقال الوزير لانه اكد في جميع لقاءاته مع رؤساء الوفود ان تخفيض او الغاء اسعار الغذاء خاصة وان حكومات الدول النامية اصبحت في موقف ضعيف امام شعوبها من الارتفاع الكبير في فاتورة واردات الغذاء. وقال رشيد انه حان الوقت لان تتقبل الدول المتقدمة مطالب الدول النامية بعد ان استفادت الدول الكبري من سيطرتها علي اسعار الغذاء والاقتصاد العالمي طوال الخمسين عاما الماضية الامر الذي ادي إلي تراجع معدلات التنمية في الدول النامية وخاصة الدول الإفريقية. وحذر وزير التجارة والصناعة من ان عدم التوصل إلي اتفاق يرضي جميع اطراف المنظمة واحراز تقدم ملموس في ملفات التفاوض سيؤدي إلي انعكاسات خطيرة تؤثر بصورة أكبر علي الاقتصاد العالمي وتساعد علي زيادة اسعار الغذاء والطاقة مؤكدا انه في حالة نجاح التفاوض سيستفيد الجميع نامي ومتقدم من استقرار التقدم الاقتصادي. وقد بدأت في ساعة متأخرة أمس اجتماعات الغرفة الخضراء التي يشارك فيها رؤساء الوفود فقط في محاولة للتوصل إلي حل وسط في المسائل الخلافية لعرضها اليوم علي اجتماع الجلسة الثانية للمؤتمر. ومن جهة أخري وجهت 26 منظمة من المنظمات في الدول العربية رسالة إلي المهندس رشيد باعتباره الممثل الوحيد للدول العربية في المؤتمر تدعوه فيها لبذل اقص ما يكمن لضمان المرونة في الملفات الاستراتيجية التي يتم التفاوض عليها خلال المؤتمر، معربين عن قلقهم من الوضع الحالي لمفاوضات وبخاصة من ملف الزراعة حيث اشاروا إلي ان الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي يعرقلان الآليات المقدمة حول السلع الزراعية الخاصة وآليات الحماية التي من شأنها تحسين قدرة الدول النامية علي حماية امنها الغذائي وتحسين مستوي معيشتها. ودعوا إلي مراجعة مسار المفاوضات الحالية في قطاع الزراعة مؤكدين ان الاجندة المطروحة حاليا ستزيد من ازمة الغذاء التي استفحلت مؤخرا من خلال زيادة الاعتماد علي الصادرات الزراعية وسيطرة الشركات متعددة الجنسية علي مصادر الغذاء العالمي. واثنت المنظمات علي الدور الايجابي لمصر في مفاوضات النفاذ للاسواق وللسلع غير الزراعية من خلال السعي لضمان صيغة للتخفيض الجمركي تشمل الجوانب التنموية القائمة علي الظروف الخاصة لكل دولة. واعربت الدول النامية عن قلقها من اصرار الدول المتقدمة مثل الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي علي تمرير صيغة تجبر الدول النامية علي تخفيض أساس علي مستوي التعريفة للمنتجات غير الزراعية مما يتسبب بخسارة لفرص العمل وفرص بناء قطاع صناعي قادر علي المنافسة دوليا.