واجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي العديد من الاحتجاجات علي برنامجه الإصلاحي، ومنها مظاهرة نظمها عشرات الآلاف الخميس الماضي في عدد من المدن الفرنسية للدفاع عن المتقاعدين. ويأتي احتجاج اليوم بناء علي دعوة جميع النقابات بهدف حمل الحكومة علي التراجع عن قراراتها بشأن أنظمة التقاعد. وكان الاحتجاج الأكبر في باريس بعد الظهر. وعرفت مدن غرب البلاد مسيرات لعشرات الآلاف من المتظاهرين في روان ولو هافر ولو مان. وأما في مرسيليا جنوبا، فقد خرج آلاف المتظاهرين للشوارع، بينهم العديد من عمال المرافئ، وشارك بالمظاهرات آلاف الأشخاص في جرونوبل وسط شرق البلاد. وتسعي النقابات من خلال الاحتجاج إلي عرض "تظاهرة قوة" للموظفين في القطاعين العام والخاص احتجاجا علي إصلاح أنظمة التقاعد.. ولكن الحكومة الفرنسية ظلت متمسكة بقرارها بشأن الإصلاحات. وتزامنت هذه الاحتجاجات مع دعوات إلي الإضراب، وخاصة في قطاع النقل حيث تأثرت الحركة في عدد من المدن وأبرزها مرسيليا. وشارك في المظاهرات العاملون في قطاع الغاز والطاقة مما أدي إلي انخفاض مستوي الطاقة. وتم استغلال المظاهرات للاحتجاج علي إجراءات حكومية أخري منها خطط لخفض عدد العاملين في القطاع العام بمعدل 23 ألف وظيفة في العام الحالي و35 ألفا في العام المقبل، والضغط علي العاطلين عن العمل لقبول الوظائف. وقالت نقابة عمال سكك الحديد إن العاملين فيها قد ينفذون إضرابا عن العمل في بداية الشهر المقبل ما لم تتراجع الحكومة عن خططها لإصلاح أنظمة التقاعد. وأغلق صيادو الأسماك الطرق إلي العديد من موانئ فرنسا علي المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط وبعض المصافي. وكان المدرسون والطلاب قد أضربوا في الشهرين الماضيين احتاجاجا علي خطط حكومية لخفض 11200 وظيفة في قطاع التعليم في العام الدراسي المقبل.