قدم الملياردير والمستثمر الأمريكي جورج سوروس أكثر تقديراته تشاؤما حتي الآن بشأن حالة الاقتصاد الأمريكي والعالمي، وأكد سوروس أنه في الوقت الذي تكون فيه أزمة الائتمان العالمية قد تخطت "مرحلة الحرج أو الخطر" إلا أنه مازال يتعين علينا انتظار انعكاسات تلك الأزمة وآثارها علي الاقتصاد الحقيقي، وحذر سوروس من أنه ربما نكون بصدد نهاية "الفقاعة المالية" التي شهدها الاقتصاد العالمي علي مر ال 25 سنة الماضية، وأن فترة الازدهار الكبير الذي أعقب الحرب العالمية الثانية قد تولي إلي غير رجعة. وقال: إن التباطؤ الاقتصادي سوف يكون أكثر حدة وبالتأكيد أطول مما يتوقعه معظم الناس. وأضاف أن بريطانيا في وضع أسوأ من أمريكا بشأن قدرتها علي الصمود في وجه العاصفة الاقتصادية القادمة، لأن لديها قطاعا ماليا ضخما وشهدت أكبر معدل زيادة في أسعار المنازل، وقال سوروس إن الوضع الراهن لمعظم البنوك المركزية في العالم والتي انصب تركيزها في الفترة الماضية علي مكافحة التضخم، يعني أن هناك مجالا محدودا لتخفيض نسب الفائدة من أجل مساعدة اقتصاديات بلدانها علي التعافي. وبخصوص بنك انجلترا المركزي قال سوروس: إنه يشبه مأساة إغريقية لأنه ببساطة لا يستطيع أن يقفل راجعا إلي الوراء ما لم تصل الأمور إلي درجة الركود الاقتصادي الذي يمكن أن يزيح معه الضغوط الناجمة عن ارتفاع الأسعار، وقال سوروس: إنه لا مفر أمام البنك المركزي البريطاني من أن يبقي أسعار الفائدة مرتفعة جدا من أجل خير اقتصاد البلاد، ويعتقد سوروس أنه يجب توجيع اللوم جزئيا إلي محافظي البنوك المركزية في وقوع أزمة الائتمان، وذلك بسبب سلوكهم خلال الفترة الماضية فيما يتعلق بتقديم الكفالة للقطاع الاقتصادي كلما دخل في مشكلة إفراط الإقراض المالي، وهذا ما يطلق عليه مشكلة الخطر الأخلاقي. وقال سوروس إنه كان يتعين علي البنوك المركزية استهداف ومعالجة قضية الأرصدة والمبالغ المالية الوهمية مثل الارتفاع الكبير في أسعار المنازل، وأن تحاول كبح جماحها وأن تمنع خروجها عن نطاق السيطرة، الأمر الذي قامت بمقاومته حتي الآن. وشدد علي أنه لابد في المستقبل من اتخاذ إجراءات أكثر حزما وصرامة، ولكن أكثر ذكاء من أجل تخفيض تقديم الائتمان المبالغ فيه والزائد عن حده في الاقتصاد. ويري سوروس أنه يمكن أن تشمل مثل تلك الإجراءات خطوات وتعليمات ترمي إلي ارغام البنوك علي الاحتفاظ بالمزيد من الاحتياطيات أثناء أيام الرخاء ليعاد ضخها في الاقتصاد من جديد في أوقات الشدة. وعبر الملياردير الأمريكي عن اعتقاده بأن هناك مبالغة الآن في تسعير البترول والسلع الأخري، إلا أنه لا يري فرصة لانخفاض أسعار البترول ما لم يحدث تباطؤ كبير في اقتصاديات الدول الأكثر ثراء، حيث يري أن زيادة الطلب من قبل الدول المتقدمة، مثل الصين هي التي تقف وراء ارتفاع أسعار البترول حيث إن الأسعار المدعومة للطاقة تعني وجود حساسية أقل بالنسبة للأسعار. وقال سوروس أيضا إن سوق البورصة "الأسهم" مازالت تقلل من شأن حدة التباطؤ الاقتصادي والمخاطر الناجمة عن طول مدته، وخصوصا في الولاياتالمتحدة، حيث يتم الاعتماد علي ذهنية السوق الذي يستطيع احتمال المزيد.