داخل "غرفة العمليات" التقت العالم اليوم "الاسبوعي" مع المهندس عاصم أبو بكر مدير عام مشروع فوسفات الوادي الجديد وفقا لاسمه الجديد والمعروف بين المصريين وفي دنيا الجغرافيا والتضاريس والأحلام الاقتصادية التي زاد الجدل حولها والخسائر يأضا باسم مشروع أبو طرطور لاستخراج الفوسفات. أكثر من جديد يكشفه لنا مدير المشروع.. فهو يؤكد أن خام أبو طرطور من أقل خامات الفوسفات احتواء علي الشوائب في العالم.. والأهم أن ارتفاع أسعار هذا الخام العالمية أصبحت تبرر تكلفته التي كانت غير اقتصادية خلال السنوات السابقة اضافة إلي القيمة المضافة التي يتيحها من خلال الصناعات القائمة عليه.. وكما يؤكد المهندس أبو بكر فإنه يتم حاليا تطوير المشروع لطرحه علي المستثمرين الأجانب لاستخراج الخام من تحت السطح وتتم هذه الخطوة خلال شهور. وعن خسائر توقف المشروع.. وما تم منذ انتقاله إلي تبعية وزارة البترول والثروة المعدنية.. كان ذلك الحوار من أبو طرطور حيث كانت "الأسبوعي" هناك. * لمن لا يعرف.. أو من نسي حكايات أبو طرطور.. كيف كانت بداية ذلك المشروع.. وماذا تم فيه منذ انتقال تبعيته إلي وزارة البترول والثروة المعدنية؟! ** تقع هضبة فوسفات أبو طرطور علي بعد 60 كم مربعا من مدينة الخارجة بين واحتي الخارجة والداخلة بمحافظة الوادي الجديد جنوب غربي مصر وتقع علي مساحة 1200 كم مربع وتكونت هذه الهضبة من رواسب بحرية يرجع تاريخها إلي ملايين السنين وفي عام 1969 قامت هيئة الابحاث الجيولوجية بعمل دراسات وتقييم الخام الموجود في الهضبة وتابعها الجهاز التنفيذي للمجمعات الصناعية والتعدينية منذ عام 1974 وهذه الدراسات أدت إلي ظهور ما يقرب من 700 مليون طن فوسفات خام قابل للتعدين تحت سطح الأرض و50 مليون طن قابلة للتعدين فوق سطح الأرض بمعني أن الهضبة بها أكبر كمية احتياطي للفوسفات في العالم وحتي الآن منذ السبعينيات تم الاكتشاف الجيولوجي لعشر الخام الموجود في الهضبة وأطلقت وزارة البترول التي أسند إليها قطاع الثروة المعدنية اسم فوسفات الوادي الجديد علي ذلك المشروع "أبو طرطور". وكان قد صدر قرار عام 1974 من وزير الصناعة في ذلك الوقت باستخراج خام الفوسفات بطاقة 2.2 مليون طن سنويا وأن يكون المشروع النواة الرئيسية لتعمير الوادي الجديد ويتم تطوير عدد من الصناعات من حوله وبدأ المشروع في الإنتاج عام 1995 ولكنه كان ضعيفا وغير اقتصادي ومنذ عام 2004 تم نقل تابعية المشروع إلي وزارة البترول ولم يكلف الحكومة حتي الآن مليما واحدا ويتم الانفاق من عائد المشروع حيث تم بيع ما يقرب من 460 ألف طن فوسفات من خلال المزايدات بعائد قدره 110 ملايين جنيه وقد بدأ قطاع البترول في التعامل مع المشروع انطلاقا من ثوابت واضحة أكدها المهندس سامح فهمي وزير البترول تشتمل علي عدم اللجوء إلي البدائل السهلة للتخلص من المشروع والعمل علي إدارته بأسلوب اقتصادي يخرج به من دائرة الخسائر إلي مرحلة الأرباح تدريجيا. * ماذا يميز فوسفات أبو طرطور عن أي خام من الفوسفات في العالم وكيف يتم جذب المستثمرين لهذه الملايين من الاطنان الموجودة تحت السطح.. وذلك بالرغم من التقارير التي أكدت عدم اقتصادية الاستخراج وكثرة الشوائب في الخام نفسه؟ ** أي خام ينقسم إلي جزءين.. جزء به العنصر الفعال في الخامة والجزء الآخر هو شوائب الخامة ومن ضمن شوائب الخامة توجد عناصر سامة مثل الزنك والخارصين وهذه العناصر في فوسفات أبو طرطور من أقل الدرجات الموجودة علي مستوي العالم وخامة أبو طرطور غير سامة علي الاطلاق وغير ملوثة وتصلح لعمل صناعات عديدة منها صناعة الاسمدة المستخدمة في الزراعة والذي ارتفع سعره إلي 300 جنيه للطن بدلا من 100 جنيه وصناعة حمض الفوسفوريك الذي يستخدم في الصناعات الطبية والكيماوية ومحتوي العنصر الفعال في الخامة محتوي متوسط وليس عاليا جدا أو منخفضا وقد نجحت التجارب التي تمت لإنتاج الاسمدة وحامض الفوسفوريك ويستخدم في زراعة التربة التي بها أمطار حامضية حيث يتم تفاعل الفوسفات مع الامطار الحامضية وتستفيد منه التربة.