اينما ذهبت ستواجه عيناك الماركات العالمية في كل المنتجات والخدمات من الملابس والوجبات السريعة إلي البريد وفنجان القهوة، فهذا هو عصر الفرانشايز.. والفرانشايز هو العلاقة التعاقدية التي بمقتضاها يمنح صاحب العلامة التجارية حق استخدامها بمقابل يتم الاتفاق عليه.. وعلي مستوي العالم يستحوذ هذا البيزنس علي 55% من تجارة التجزئة وعلي مستوي مصر وصل حجم الاستثمارات المباشرة في الفرانشايز عام 2007 إلي 40 مليار جنيه وهو ما يمثل حوالي ضعف حجم هذه الاستثمارات في مصر منذ عامين فقد وصل عدد الانظمة القائمة علي الفرنشايز وصلت إلي 310 أنظمة منها 140 نشاطا محليا والمتوقع ان يزيد هذا العدد بنسبة تصل إلي 50% خلال عام 2008 فما سر انتشار هذا البيزنس في مصر؟.. وهل انتشاره يعمق تبعية الاقتصاد المصري للدول صاحبة العلامات التجارية؟ أم اندماج اكثر في الاقتصاد العالمي؟.. وبالطبع العديد من الأسئلة الاخري التي تجيب عنهاالعالم اليوم "الأسبوعي" في تناولها أسرار هذا البيزنس. المدافعون عن نظام الفرانشايز يرون ان انتشار الماركات العالمية في مصر نتيجة طبيعية لانفتاح السوق ودخول الكيانات العالمية الكبري والتي لها خبرة استثمارية كبيرة تنقلها للوكيل المحلي من خلال هذا النظام ويشير حسين أبو الفتح سكرتير عام الجمعية المصرية لتنمية الأعمال بالفرانشايز الي تجربة محلات ماكدونالدز والتي يعتبرها ابرز مثال علي نجاح الفرانشايز في مصر والسبب في رأيه هو حجم ما تنفقه هذه السلسلة علي البحث والتطوير في مجالات نظم الانتاج والتسويق، مشيرا إلي انها انشأت جامعة للهمبورجر للبحث في نظم الانتاج والتسويق والموارد البشرية العاملة في مطاعمها والوكيل المحلي يفضل شراء كل هذه الخبرات بما يدفعه من مقابل لهذه العلامة التجارية بدلا من هذه العلاقة ان يبدأ من الصفر ويضيف أبو الفتح أن ذلك يمثل ظاهرة عالمية حيث يحمل التجارية 35 ألف مطعم علي مستوي العالم. ويعتبر أبو الفتح ان قطاع الوجبات السريعة وسلاسل الكافيهات العالمية من انجح القطاعات في مجال الفرانشايز بشكل عام ويركز علي أنها تعتمد بصورة اساسية علي أجيال الشباب ويقول: كل فترة تخرج اجيال من هذه المرحلة العمرية ويتغير نمطهم الاستهلاكي وفي نفس الوقت تدخل أجيال جديدة في هذه المرحلة العمرية وتقبل علي خدمات هذا القطاع. ويشير ابو الفتح إلي أن نظام الفرانشايز بقدر ما اتاح للشركات الدولية الدخول في أسواقنا الا انه اتاح ايضا للشركات المحلية التوسع في السوق العالمي حيث يضرب مثالا بسلسلة محلات مؤمن التي توسعت بنظام الفرانشايز في ليبيا والسودان والامارات والبحرين. صراع مع الكافيهات ويفسر نجاح قطاع الوجبات السريعة محمد مؤمن رئيس سلسلة مطاعم مؤمن بأن الماركات الشهيرة للمطاعم لا تروج لخدماتها فقط ولكنها تروج "نموذج حياة" يفضله المستهلكون وخاصة من الشباب الذين يستمتعون بحيوية اجواء هذه المطاعم مما يجعل للماركة "قوة خفية" توجد نوع من الارتباط بين المستهلك والخدمة، كما ان نظم الدعاية والاعلان لهذه القطاع تعتمد علي المشاهير من الفنانين ولاعبي الكرة وهم الفئات الذين يحب المستهلك ان يحاكيهم في حياتهم الشخصية، وتحتل الدعايا والاعلان مساحة مهمة من ميزانية بيزنس الفرانشايز حيث يقول مؤمن انها تستحوذ علي نسبة 5% من مبيعات محلات وانه سيتجه إلي رفعها في ظل المنافسة المحتدمة بين سلاسل المطاعم في مصر. وما زاد من حدة المنافسة في قطاع محلات الوجبات السريعة هو الظهور القوي لسلاسل الكافيهات العالمية حيث يقول مؤمن انها سحبت شريحة كبيرة من مستهلكي محلات الوجبات السريعة خاصة وانها لا تكتفي بتقديم المشروبات ولكنها اتجهت إلي تقديم الوجبات الخفيفة.. ولمواجهة هذه المنافسة يشير مؤمن إلي أن محلات الوجبات السريعة بدأت هي الاخري في تقديم المشروبات الساخنة علاوة علي تغيير الديكورات إلي الالوان الدافئة والاستعانة بالتجهيزات الخشبية والكراسي الجلدية والقماشية لمحاكاة اجواء الكافيهات واجتذاب مستهلكيها. الا ان عز الدين الفلكي مدير التسويق والمبيعات بالشركة المتحدة للمشروبات والاغذية التي تتبعها سلسلة كافيهات سينابون اعتبر انه لا توجد منافسة بين المطاعم والكافيهات وان هناك اختلافا في نوعية الخدمة بين القطاعين ويضيف. قطاع الكافيهات يحقق نموا مطراد، لأن نمط الحياة تغير فمستويات الدخول ارتفعت وهناك الكثير ممن يعملون حتي السادسة مساء ويقضون راحة منتصف النهار في الكافيه.