بعض الأسواق قد تلقي رواجاً غير مسبوق في عطلة نصف العام التي بدأت الأسبوع الحالي ربما لأن زبائنها قد تحرروا أخيرا من قيود المذاكرة.. ولكن تري هل هناك بعض السلع التي قد تلقي رواجا حقيقيا أثناء هذه الفترة والتي سبقتها حالة من البيات الشتوي المؤقت؟ الإجابة عن هذا التساؤل يجعلنا نلقي ظلالا علي بعض الأنشطة التي لا تجد زبائنها إلا أثناء تلك الفترة حيث تتزايد القوة الشرائية لها بعد أن يجد الكثيرون متنفسا حقيقيا من متاعب المذاكرة واللهاث وراء تحصيل العلم. الجولة التي قامت بها "الأسبوعي" للكشف عن أبرز السلع التي تحظي بنصيب الأسد في قائمة المشتريات خلال تلك الإجازة أوضحت أن هناك كسادا في بعض السلع خلال الفترة العصيبة التي تسبق عطلة نصف العام وسببها الحقيقي هو الغياب المؤقت للمستهلك بصرف النظر عن ارتفاع أسعار بعضها، وغالبا ما تواكب عودة المستهلك للسوق المصرية عروضا براقة ومزايا عديدة تحاصره. ففي قطاع السياحة أعلنت فنادق هيلتون عروضها لإجازة نصف العام خلال الفترة من 24 يناير الماضي إلي 10 فبراير حيث تبلغ أسعار الليلة الواحدة في هيلتون الغردقة بلازا 450 جنيها للفرد بغرفة مزدوجة شاملة الخدمة والضريبة أي أن الأسبوع يتكلف 3150 جنيها بدون وسيلة انتقال. أما في هيلتون الغردقة فسعر الغرفة المزدوجة في الليلة 325 جنيها أي أن الأسبوع يتكلف 2275 جنيها بدون وسيلة انتقال، وفي هيلتون نويبع يبلغ سعر الغرفة المزدوجة في الليلة 275 جنيها أي أن الأسبوع يتكلف 1925 جنيها بدون وسيلة انتقال أيضا. وفي منتجعات مرسي علم فإن سعر الغرفة المزدوجة للفرد شاملة المبيت ونصف إقامة يبدأ من 250 جنيها أي أن الأسبوع يتكلف 1750 جنيها بدون وسيلة انتقال أو وجبات غذائية أيضا. الأمر الذي دعا بعض الأسر إلي تفضيل التوجه إلي تركيا ولبنان واليونان فمن يصدق أن قضاء أسبوع في تركيا لا يكلف الفرد أكثر من 1290 جنيها، في حين تصل تكاليف نفس الفترة في الغردقة أو شرم الشيخ إلي 3150 جنيها، فقد أعلنت إحدي شركات السياحة عن تكاليف رحلات عطلة نصف العام "أسبوع" بأحدث طائرات إيركايرو والإيرباص إلي اسطنبول ب 1290 جنيها فقط وغيرها من الشركات السياحية المصرية التي أعلنت صفة التكلفة بما لا يتجاوز ال 1400 جنيه للفرد. وعلي الرغم من أن هناك شواهد تدل علي أن ارتفاع أسعار تذاكر الطيران للغردقة وشرم الشيخ والتي زادت من 350 جنيها في الربع الأخير من العام الماضي إلي 700 800 جنيه هي السبب الحقيقي وراء عزوف المصريين عن الذهاب إلي هذه المناطق وتفضيل السياحة الخارجية عنها، إلا أن هذا لا يمنع من وجود بعض المناطق التي مازالت تتمتع ببريقها في هذه الفترة من العام وهي الأقصر وأسوان ومرسي علم والعين السخنة حيث تبلغ تكلفة الإقامة بأحد الفنادق حوالي 1000 جنيه "أسبوع" لأسرة كاملة في حين تحرص بعض النقابات علي إتاحة الفرصة أمام أعضائها للتمتع بإحدي رحلات السياحة الداخلية من خلال العروض التي تقدمها بعض الشركات السياحية حيث تبلغ تكلفة الإقامة في أحد الفنادق الخمس نجوم 500 جنيه فقط للفرد. نسبة الإشغال من جانبه قال إلهامي الزيات "رئيس شعبة السياحة بالاتحاد العام للغرف التجارية": إن ارتفاع الأسعار في بعض المناطق السياحية لن يؤثر علي نسبة الإشغال في الفنادق والقري السياحية خاصة في مناطق شرم الشيخ والغردقة وهي المناطق التي تقبل عليها فئة معينة من أبناء الشعب تمتلك إمكانيات تؤهلها لقضاء الإجازة في هذه المناطق. وأشار إلي أن ارتفاع الأسعار يجعل الغالبية العظمي من أبناء المجتمع وهي الطبقة المتوسطة تلجأ إلي الاستمتاع بالإجازة من خلال سياحة اليوم الواحد حيث الذهاب إلي إحدي المناطق الساحلية القريبة أو قضاء اليوم في إحدي الحدائق، حيث توجد أولويات أخري في أجندة الأسرة من الدروس الخصوصية أو ادخار هذه الأموال لشراء شقة لأحد الأبناء أو شراء سيارة جديدة. وأوضح أن الشركات السياحية لا تستطيع الإعلان عن عروض مجزية لاستقطاب المزيد من المواطنين لارتفاع أسعار هذه الإعلانات بالصحف وعليه فقد تلجأ إلي عمل إعلانات داخلية بالنقابات المختلفة تاركة الفرصة أمام الفنادق للفوز بنصيب الأسد من هذه الإعلانات لقدرتها علي تغطية التكاليف من خلال زيادة أسعار الخدمات بها، ويتوقع الزيات أن برودة الجو وسوء الطقس لن يؤثرا علي الحركة السياحية الداخلية خاصة إجازة نصف العام الحالية. بينما يوضح طارق رشاد "مدير إحدي دور السينما بوسط البلد" أن ثمة رواجا كبيرا شهدته دور العرض السينمائي قد يصل إلي 70% إشغال في هذا الوقت من العام، الأمر الذي يجعل بعض النجوم يفضلون تلك الفترة لعرض أفلامهم للفوز بأكبر نسبة ممكنة من المشاهدين سواء علي صعيد الطلبة بعد انتهاء الامتحانات أو علي صعيد الأسرة التي تتوقف حياتها مؤقتا لحين انتهاء امتحانات نصف العام.