المرور بوضعه الحالي في مصر أصبح مشكلة المشاكل بل وصل إلي حد الأزمة وبالتحديد في إقليمالقاهرة الكبري فلا يخفي علي أحد حجم الزحام الذي لم يعد مقصورا فقط علي إشارات المرور بل امتد إلي شوارع العاصمة وأصبح سمة وطبيعة من القاهرة وشوارعها وليس هذا سببه تقصير من رجال المرور الذين يزداد عددهم في الشوارع بمختلف درجاتهم ورتبهم وبالتأكيد هناك أسباب كثيرة لهذه الأزمة وسبل علاجها وموضوعات اخري حملناها وذهبنا إلي اللواء سراج الدين زغلول مدير الإدارة العامة لمرور القاهرة حيث بدأ حديثه بنتائج دراسة أعدها مركز معلومات مجلس الوزراء ودعم اتخاذ القرار تحت عنوان "السيارات في مصر أرقام وحقائق" فقال بالرغم من ان إقليمالقاهرة الكبري يشتمل علي حوالي 25% من إجمالي السكان إلا انه يتركز به حوالي 58% من عدد السيارات الخاصة في مصر عام ،2007 في حين نجد ان محافظات أسيوط والمنيا وسوهاج يتركز بها حوالي 16% من إجمالي السكان ولكن عدد السيارات الخاصة بهم لا يمثل سوي 3% من إجمالي السيارات الخاصة في مصر فضلا عن ان هناك طفرة في الطلب علي السيارات في مصر وهو ما انعكس علي المبيعات منها حيث ارتفعت بنسبة 154% لتصل إلي 171 ألف سيارة عام 2006 و103 آلاف سيارة تم ترخيصها في عام 2007 في الوقت الذي بلغ فيه عدد المركبات المرخصة حوالي 1.4 مليون سيارة تمثل السيارات الملاكي منها 48% تليها سيارات النقل والمقطورة بنسبة 19% ثم الموتوسيكلات بنسبة 17% بينما شكلت سيارات الاجرة حوالي 8% في القاهرة وحدها يسير يوميا اكثر من 2 مليون سيارة واعتقد ان هذه الارقام تعكس وضع الحركة المرورية في العاصمة. * سألته بالإضافة إلي ماسبق هل هناك أسباب اخري وراء المشكلة المرورية في العاصمة؟ ** هناك عدد من الاسباب الاخري وراء المشكلة من بينها قصور شبكة الطرق عن تلبية إحتياجات الحركة المرورية نتيجة زيادة معدلات نمو السكان في القاهرة "17 مليون نسمة" زيادة عدد المركبات دون زيادة تقابلها في الطرق وعدم تجهيز شبكة الطرق لاستيعاب حجم الحركة المرورية "حيث يجوب القاهرة أكثر من 2 مليون سيارة يوميا" في الوقت ذاته نجد ان السعة الاستيعابية داخل مدينة القاهرة لاتتعدي 450 ألف سيارة اي توجد زيادة أكثر من 5.1 مليون سيارة. البنية الأساسية كما ان تنفيذ مشروعات البنية الاساسية والمشروعات القومية يستلزم استقطاع جزء كبير من شبكة الطرق مما يؤثر ايضا سلبا علي استيعاب هذه الطرق لحجم الحركة المرورية مثلما يحدث بشارع الجيش وميدان العباسية بسبب تنفيذ مشروع مترو الانفاق الخط الثالث وعدم كفاية الوعي المروري لدي مستخدمي الطرق والقصور الشديد في وسائل النقل الجماعي عن تلبية احتياجات حركة الركاب وعجز المتاح عن تلبية الطلب عليه في ساحات الانتظار "ساحات الانتظار في المدينة" وتكدس معظم الوزارات والمصالح والبنوك بمنطقة وسط المدينة. مجرد مسكنات *وما هي جهود رجال المرور لمواجهة تلك المشكلة؟ ** نسعي بكل الجهد لتقديم حلول لهذه المعوقات في سبيل تحقيق السيولة المرورية ورغم ذلك ماهي إلا مجرد مسكنات للأزمة وليست حلولا نهائية من بينها إجراء تعديلات هندسية بالمحاور والطرق لتطوير ورفع كفاءة تلك المحاور وذلك بناءعلي تعليمات مساعد أول الوزير مدير أمن القاهرة والذي يتابع يوميا حركة المرور والجهود المبذولة في هذا الشأن كذلك غلق فتحات القطاعات الفرعية وإنشاء "دورانات" بديلة لها يجعل المرورحرا، وتعديل نظام الانتظار بالمحاور الفرعية من عمودي إلي موازي لاستيعاب الحركة المرورية من المحاور الرئيسية ووضع اللافتات الارشادية بمنحنيات الطرق التي تساعد قائدي السيارات والبحث عن ساحات انتظار لمواجهة واستيعاب الحجم الهائل من السيارات وفتح الجراجات المغلقة 120 جراجا تم فتحها في القاهرة خلال 2007 وذلك بالتنسيق مع ضباط شرطة المرافق بالأمن العام وبمتابعة يومية مع اللواء إسماعيل الشاعر لتعديل اتجاهات بعض الشوارع بنظام الاتجاه الواحد للعمل علي سيولة الحركة المرورية مثل ما تم مؤخرا في مناطق الزمالك البحرية وشارع عبد العزيز وشارع محمد علي بميدان العتبة. *وهل يكفي كل ذلك لحل أزمة المرور في مصر؟ ** هذه الحلول مجرد مسكنات مؤقتة ولكن في نفس الوقت ننفذ مقترحات اخري منها تفريغ وسط المدينة من بعض الوزارات والمصالح وعدم المركزية في إصدار القرارات واحتياجات المواطنين، فوزارة الصحة وقرارات العلاج كلها في شارع مجلس الشعب تخدم الجمهورية ككل فالعاصمة بها 8 وزارات و56 بنكا بالفروع بخلاف المصالح والمؤسسات الحكومية.. تعديل مواعيد دخول وخروج المدارس وبعض المصالح الحكومية والبنوك ومواجهة مشكلة النقل الجماعي وضرورة توفير وسيلة نقل جماعي جيدة ومحترمة لتشجيع المواطن علي ترك سيارته الخاصة واستخدام هذه الوسيلة فعلي سبيل المثال فإن أيا من خطي مترو الانفاق يغني عن استخدام 30 ألف سيارة في الساعة والأتوبيس الواحد يوفر 4 آلاف سيارة في الساعة وهذا يقلل من الزحام ويسير الحركة المرورية، وإنشاء أعمال صناعية للمشروعات الكبري مثل إنشاء محور بديل لكوبري أكتوبر وإنشاء كوبري عرضي ينقل الحركة المرورية من مناطق شرق القاهرة وجنوبها إلي محافظة الجيزة في المنطقة الواصلة ما بين كوبري الجيزة وكوبري المنيب والاسراع في تنفيذ الطريق الدائري الثاني والذي يربط بين مدينة بدر الصناعية وطرق الاسماعيلية الصحراوي وإسكندرية الزراعي والصحراوي بطول 400 كم. * البعض يري ضرورة الحد من إدخال سيارات جديدة الخدمة من خلال وقف التراخيص ولو لمدة محددة؟ ** لايمكن تنفيذ ذلك رغم ان عدد السيارات التي تم ترخيصها عام 2007 هي 103 آلاف سيارة مما أد ي لتقليل معدل السرعة نظرا لعدم وجود زيادة في شبكة الطرق مقابلة لهذه الزيادة وبالتالي وصل متوسط معدل السرعة في القاهرة إلي المستوي F .