عندما عرضت شركة تاتا موتورز الهندية صنع سيارة لا يزيد ثمنها علي 2500 دولار شكك الناس في قدرتها علي أن تفي بهذا الوعد ولكن يبدو كما تقول مجلة "نيوزويك" إن الوقت قد حان لتصبح هذه السيارة حقيقة واقعة ومعروف أن تاتا موتورز قامت منذ عشر سنوات بصنع سيارة هندية خالصة هي السيارة انديكا هي تخطو خطوة ثورية جديدة باطلاق سيارتها الرخيصة بل والتي تعتبر ارخص سيارة ركاب في العالم.. وقد حدث ذلك علي الرغم من أن تاتا موتورز قد اشتهرت في بداية عهدها بصنع الشاحنات الصناعية وليس سيارات الركوب. وعموما فإن سيارة تاتا الجديدة التي اطلق عليها الاسم التجاري "نانو" تستهدف الزبائن الذين يشترون سيارة لأول مرة في حياتهم. وكلنا يذكر عام 2003 عندما أعلن راتان تاتا رئيس مجلس إدارة تاتا موتورز عزمه علي صنع سيارة لا يزيد ثمنها علي 100 ألف روبية أي 2500 دولار بسعر الدولار الحالي ونذكر أن كل شركات السيارات شككت في قدرته علي تنفيذ هذا الوعد. وبمرور الوقت وعكوف مهندسي تاتا علي تصميم السيارة الموعودة قال المشككون إنها ستكون أشبه بالدراجة البخارية أو الموتوسيكل ولكن مع اقتراب موعد طرح السيارة في الأسواق خافت الشركات المنافسة إلي حد أن كارلوس غصن رئيس تحالف نيسان رينو قد أعلن في ابريل الماضي عزمه علي صنع سيارة لا يزيد ثمنها علي 3 آلاف دولار بالتعاون مع شركة الموتوسيكلات الهندية باجاج أوتو. وهذا معناه أن السباق العالمي قد بدأ علي صنع سيارة أكثر مبيعا تخص ذوي الدخل المحدود. وسيارة تاتا الجديدة التي كشف عنها في معرض نيودلهي للسيارات يوم 10 يناير الحالي أكبر قليلا من السيارة الألمانية الشعبية فولكس واجن عند طرحها لأول مرة عام 1938. ويقال إن طرح سيارة تاتا الجديدة سيضاعف حجم سوق السيارات الهندي بين يوم وليلة. وسينعش قطاع الصناعات التحويلية ويزيد فرص العمل في بلد كان ينمو من دون خلق القدر الكافي من فرص العمل الجديدة. ومع تشجيع موردي المكونات علي خفض التكاليف بطرق مبتكرة فإن السيارة "نانو" قد تؤدي أيضا إلي ايجاد صناعة مكونات جيدة في قطاع السيارات الهندي. ويبدو أن المستقبل سيكون للسيارات الشعبية في العالم كله فسيارة فولكس واجن والسيارة كليو التي تنتجها نيسان رينو تعد من أكثر السيارات مبيعا في أمريكا اللاتينية وأوروبا. وتقول برايس ووتر هاوس كوبرز إن نصف النمو في مبيعات سوق السيارات العالمي خلال السنوات الخمس 2006 2011 سيكون عن طريق السيارات الصغيرة التي تنتجها بلدان مثل روسيا والبرازيل والصين والهند. وحتي في السوق الأمريكي الذي لا يقل ثمن أرخص السيارات فيه وهي السيارة أفيو عن 10 آلاف دولار نجد أن الزبائن يبحثون عن سيارات ارخص وأكثر اقتصادا في استهلاك البنزين وهذا يعني أن كل الشركات الكبري سيتعين عليها أن تصنع سيارات رخيصة واقتصادية في استهلاك الوقود لتباع أولا في الأسواق الناشئة ثم تصدر بعد ذلك إلي السوق الأمريكي.