ذهب الرئيس بوش إلي دول الخليج لعله ينجح في رسم مؤامرة جديدة تشترك فيها هذه الدول ضد إيران.. وكما أقنع الرئيس بوش الحكام العرب في يوم من الأيام بضرورة التخلص من صدام حسين فإنه يسعي الاَن إلي توريطهم في عملية مشابهة ضد إيران، والرئيس بوش لا يدرك أن الأحوال تغيرت وأن الحكام العرب أفاقوا من سكرة احتلال العراق واكتشفوا ربما بعد فوات الاَوان أن الصمت العربي تجاه ما حدث مع العراق لم يكن أقل إجراما مما فعلته أمريكا. لم يجد الرئيس بوش ولن يجد حاكما عربيا واحدا الاَن يوافقه علي المشاركة في ضرب إيران ولدي الحكام العرب مبررات كثيرة لهذا الرفض أولها الفشل الأمريكي في العراق بعد مرور سنوات علي احتلال بغداد مازالت القوات الأمريكية تسبح في المستنقع العراقي ولن تخرج منه.. وبجانب هذا فإن العمل العسكري ضد إيران يمكن أن يهدد كل من يشارك فيه، إن المسافة بين إيران وأمريكا لا تجعل الأرض الأمريكية هدفا في يوم من الأيام ولكن الصواريخ الإيرانية قادرة علي الوصول إلي معظم العواصم العربية خاصة دول الخليج، وبجانب هذا فإن إيران لم تهدد الدول العربية في شيء حتي الاَن. وإذا كانت هناك أحاديث عن مشروع نووي إيراني فإن مصادر كل هذه المعلومات هي الإدارة الأمريكية وقد سبقت لها أكاذيب كثيرة مع العراق ولن يكون غريبا أن تمارس هذا الكذب مرات أخري.. وينبغي ألا نتجاهل أن إيران دولة إسلامية حتي وإن كانت هناك خلافات مذهبية معها، هذا بجانب أن في دول الخليج ملايين المسلمين من الشيعة.. وقبل هذا كله إذا كان العرب يريدون وقفة مع السلاح النووي في المنطقة فإن الأولي بذلك كله هو السلاح النووي الذي تمتلكه عصابة تل أبيب. ولهذا لم يجد الرئيس بوش صدي لدي الدول العربية لكي تشاركه في مؤامرة جديدة ضد إيران.. إن إيران الاَن هي اَخر الحصون الصامدة أمام المد الأمريكي الصهيوني في العالم العربي خاصة أن العرب يعانون حالة عجز علي كل المستويات تمنعهم من عمل أي شيء.. إن إيران لا تريد أن تصبح عراقا اَخر أمام القوات الأمريكية وقد تكون إيران هي الصخرة التي تتحطم عليها أحلام الامبراطورية الأمريكية الصهيونية في العالم.