لا أجد مبررا للزيارة التى سيقوم بها الرئيس بوش للعالم العربى وإسرائيل وهناك أسباب كثيرة تجعلنى أتحفظ على هذه الزيارة.. أول هذه الأسباب أن الرئيس بوش لا يملك الآن الحق فى إصدار قرارات طويلة الأجل لأن الرجل يقف على أبواب النهاية وهو يحمل تاريخا طويلا من الفشل والإحباط.. لقد فشل مع القضية الفلسطينية ولم يستطع أن يحسمها رغم عشرات الوعود التى قدمها.. وقد فشل فى العراق ولم يستطع أن يحقق الأمن الذى وعد به أو يحقق الانتصار الذى حلم به.. وقد فشل فى معركته مع إيران فلا هو حارب ولا هو أوقف البرنامج النووى الإيرانى.. وقبل هذا كله فقد فشل الرئيس بوش فى كل ما وعد به شعوب المنطقة ابتداء بالإصلاح السياسى وانتهاء بالديمقراطية وحقوق الإنسان وهناك مشروعات أخرى فشلت كان على رأسها الشرق الأوسط الكبير.. كما أن الرئيس بوش فشل فى تغيير النظم العربية التى تصور يوما أنه قادر على تغييرها وكانت النتيجة أن بوش سوف يذهب بينما بقى الحكام العرب.. سوف يصافحهم الآن جميعا وينظر إلى وجوههم وهو يتساءل مع نفسه أنا ذاهب وهم باقون.. ولم يعد أمام الرئيس بوش أن يلعب أوراقا جديدة فليس لدى الزعماء العرب شىء يقدمونه للرئيس الأمريكى وهو يودع منصبه غير وعد بأن يصبح فى مثل هذه الأيام من العام القادم مستشارا لإحدى هذه الدول فى شئون البترول أو أن يبدأ فى إنشاء شركة جديدة لاستيراد البترول عندما يصبح سعره 200 دولار فى العام القادم.. وسوف يجئ الرئيس بوش ليزور العواصم العربية بعد رحيله عن البيت الأبيض ليقضى إجازة طويلة هنا أو هناك كما فعل بوش الأكبر بعد حرب الخليج.. وإذا كان بوش الأكبر قد احتفل يوما بتحرير الكويت فإن بوش الأصغر سوف يحتفل بهزيمته أمام المقاومة العراقية الباسلة.. لو كنت مكان الرئيس بوش ما عدت إلى هذه المنطقة مرة أخرى فقد شهدت طوال سنوات حكمه مسلسلا من الهزائم التى لحقت بالإدارة الأمريكية وكان الأولى بالرئيس بوش أن يغلق ملفاته فى هدوء ويرحل.