لا يخلو بيت في مصر من فرد لا يأكل الشيكولاتة ولا توجد مناسبة أو واجب إلا وتكون هي البديل المناسب والشيك والذي يحمل كل المعاني في علبة واحدة. وصناعة الشيكولاتة في مصر استثمار له جاذبيته لارتفاع عائده بمتوسط يصل الي 20%. ورغم كل ذلك هذه الصناعة قلقة في مصر بسبب الخامات المستوردة وارتفاع أسعارها وتمرد الايدي العاملة وقلتها.. والأهم قلق الصناع من فتح الأسواق بعد تحرير الجمارك التدريجي أمام غول الشيكولاتة التركي.. رائعة الطعم منخفضة السعر.. جذابة الشكل.. وعن الشيكولاتة كان هذا التقرير . لا يبالغ البعض عندما يتوقع ان يشهد العالم خلال سنوات قليلة ما يسمونه بحرب الشيكولاتة علي غرار الصراعات علي الموارد الطبيعية كالبترول والغاز والماء لأن انتاج الكاكاو لن يفي بالطلب المتزايد عليها من جميع دول العالم حيث تظهر في كل عام 3 آلاف علامة جديدة. وتعتبر الولاياتالمتحدة ودول اوروبا الغربية من كبريات الدول المنتجة والمصدرة للشيكولاتة لأن المعادلة العالمية تقول ان استهلاك الفرد منها يرتفع كلما ارتفع المستوي المعيشي للمجتمع ويؤكد ذلك العديد من الاحصائيات التي توضح ان الفرد في دول الاتحاد الاوروبي يستهلك نحو 6.5 كيلو جرام من الشيكولاتة وفي بريطانيا يبلغ استهلاك الفرد الواحد اكثر من ثمانية كيلوجرامات ويستهلك الياباني 2.2 كيلو جرام سنويا ولا يتجاوز استهلاك الصيني 50 جراما فقط سنويا ولكن بالمقارنة بتعداد الصينيين الذي يتجاوز 3.1 مليار نسمة يعتبر الرقم كبيرا نسبيا. وتبلغ نسبة استهلاك الفرد الواحد في السعودية نحو 7.2 كيلو جرام سنويا ويبلغ عدد المصانع السعودية المنتجة للشيكولاتة 20 مصنعا تنتج 20 ألف طن سنويا وتقوم بتصدير منتجاتها من الشيكولاتة الي دول الخليج والدول العربية والآسيوية كما تستورد كميات اضافية من أوروبا وماليزيا واندونيسيا. أما في مصر فالاسواق مليئة بأصناف عديدة من الشيكولاتة الفاخرة ولها بالطبع سعرها أما الشيكولاتة الشعبية التي تستخدم بدائل زبدة الكاكاو المرتفعة الثمن فهي متاحة بأسعار بسيطة ولا يسود السوق مخاوف المنتجين من اتفاقية التجارة الحرة مع تركيا التي تم توقيعها في 2005 وتنص علي تخفيض الجمارك علي الشيكولاتة التركي المستوردة تدريجيا حتي تنتهي تماما بحلول عام 2012 ولما كانت تركيا متقدمة جدا في صناعة الشيكولاتة والحلوي وتتلقي دعما من الحكومة التركية مما يجعلها في وضع تنافسي أفضل فسوف يؤثر السماح بدخول منتجاتها إلي مصر بدون جمارك أو بجمارك مخفضة سلبا علي الصناعة الوطنية. بودرة وزبدة وندخل في الموضوع حسن الفندي رئيس مجلس إدارة شركة الحرية 2000 للصناعات الغذائية وعضو مجلس إدارة غرفة الصناعات الغذائية والذي يوضح أنه بحسب بنود اتفاقية التجارة الحرة مع تركيا سوف يتم تخفيض الجمارك والتي تبلغ 20% علي منتجات الحلوي والشيكولاتة تدريجيا وذلك حسب جدول معلن ومتفق عليه ويعتبر المنتجون تطبيق تلك الاتفاقية بمثابة قدوم الشتاء القارس الذي لا يتمناه الجميع لأن انخفاض أسعار الشيكولاتة المستوردة سوف يضر بالصناعة المحلية. وبحسب قول الفندي يتم استيراد بودرة الكاكاو وزبدة الكاكاو المرتفعة الثمن والتي تعطي المذاق المتميز للشيكولاتة وأيضا عجينة الكاكاو وهي خليط من البودرة والزبدة حيث يحتوي منتج الشيكولاتة علي نسبة من 30 35% دهون ويصل سعر كيلو بعض أنواع زبدة الكاكاو الفاخرة من 70 75 جنيها للكيلو وتلجأ بعض المصانع المصريةلاستخدام زيوت النخيل المهدرجة كبديل لزبدة الكاكاو لخفض أسعار المنتج النهائي حتي يتناسب ومتطلبات السوق المصرية رغم أن ذلك يؤثر علي مذاق الشيكولاتة التي يتميز بها المنتج المستورد وخاصة المنتج التركي الذي يمثل منافسة شديدة أمام منتجات الشيكولاتة المحلية ويتوقف سعر الشيكولاتة علي نوعية وجودة بودرة وزبدة الكاكاو المستخدمة وأفضلها الذي يتم استيراده من فرنسا كما يعتمد السعر علي جودة التغليف وإن كانت أسعار البعض تتسم بالمبالغة الشديدة التي تصل إلي 300 أو 400 جنيه للكيلو الواحد من الشيكولاتة الفاخرة. ويضيف الفندي إن الحل المتاح أمام الصناعة المصرية هو التصدير للأسواق الافريقية التي تستوعب المنتجات المصرية بدون التعقيدات التي تفرضها أسواق الدول الخليجية وخاصة السعودية التي تفرض علي الشركات المصدرة توضيح مصدر الالبان البودرة المستوردة من الخارج كما تطلب توصيف لمادة الليثين المستخدمة في الصناعة بالرغم من أن المصانع المصرية تطبق مواصفات منظمة الاغذية والادوية الأمريكية F.D.A