أطلق المنتدي الاقتصادي العالمي أحدث دراسة مستقبلية له بعنوان مملكة البحرين والعالم: سيناريوهات حتي عام 2025، بعد النجاح الكبير الذي حققته دراسات مشابهة صدرت اخيراً حول مستقبل المملكة العربية السعودية ومنطقة مجلس التعاون الخليجي. وتتضمن الدراسة الجديدة ثلاثة سيناريوهات لما قد يكون عليه مستقبل البحرين في السنوات المقبلة، وهي تهدف إلي مساعدة القطاعين العام والخاص علي تطوير الاستراتيجيات، وتسهيل الحوار، وتسليط الضوء علي القضايا الرئيسية التي يمكن أن تؤثر علي المملكة خلال الأعوام الثمانية عشر المقبلة. وتتعمق سيناريوهات البحرين الثلاثة في بحث مستقبل الدولة التي تعد واحدة من أكبر دول المجلس ابتكاراً وتنوعاً. وطرح فريق الأبحاث، الذي قاده المنتدي الاقتصادي العالمي، سؤالين رئيسيين عن مستقبل البحرين. الأول يتعلق بمدي تمكنها من الإصلاحات الاقتصادية والسياسية الضرورية وتعزيز دور القانون في القطاعين العام والخاص، ويرتبط الثاني بتأثير الوضع الإقليمي القلق علي النظام والاستقرار الداخلي في البحرين. واستند التقرير إلي الجهود الإقليمية التي بذلها المنتدي لتقديم ثلاثة سيناريوهات للبحرين في العقدين المقبلين، هي الواحة والعاصفة الرملية ، والخليج الخصيب . ويشير سيناريو الواحة إلي استمرار التقارب بين دول مجلس التعاون الخليجي، وإلي أن التركيز علي تطبيق السياسات الحكومية سيتيح للبحرين تحقيق أداء اقتصادي جيد علي رغم وجود بعض حالات عدم الاستقرار، ونزعات حماية المنتجات الوطنية خارج دول الخليج.وفي المقابل، يصور سيناريو العاصفة الرملية سلسلة من الأحداث المتداخلة، بما فيها الصراع بين إيرانوالولاياتالمتحدة، تسفر عن بروز مجموعة من التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية أمام البلاد مما يؤدي إلي ضيق في الموازنة واحباط بين الناس.وأما سيناريو الخليج الخصيب، فيبحث في سبل مساهمة البحرين في الاستقرار الإقليمي، مستفيدة من الانفتاح والنمو المتسارع للاقتصاد العالمي، لتصبح المركز الرئيس للمنطقة بلا منازع في مجال الرعاية الصحية، والتقنيات النانومترية، والخدمات المصرفية الإسلامية.وقال خبير السيناريوهات في المنتدي الاقتصادي العالمي المؤلف المشارك في إعداد التقرير نيكولاس دايفيس، تعتبر البحرين مركزاً حقيقيا للابتكار في العالم العربي، كما أنها الاقتصاد الأكثر تنوعاً في منطقة الخليج. وهي تمتلك القدرة والحافز للتحرك السريع والاستفادة من الفرص المتاحة. لكن في الوقت ذاته، يبقي مجتمعها مشوباً بالتعقيد في ظل منافسة اقتصادية كبيرة في منطقة غير مستقرة. وتبحث السيناريوهات الثلاثة كيف أن مجموعة من التهديدات الخارجية تتفاعل مع الوضع الداخلي للبحرين ومقدراتها لإنتاج ثلاثة نماذج لمستقبل حافل بالتحديات. وبالتالي، فإن التقرير يقدم مادة غنية وشائقة لكل من تهمه الاحتمالات التي تواجهها البلاد والمنطقة مستقبلاً. وجاءت السيناريوهات ثمرة مشروع مشترك بين عدد من أصحاب المصلحة ومؤسسات القطاعين العام والخاص والمنظمات غير الحكومية، تناولوا أبرز القضايا المؤثرة في مستقبل البلاد، بما فيها البطالة ومستويات المهارة، والإصلاح السياسي، والعلاقات الإقليمية. واستكشف المشاركون أيضاً التأثيرات المحتملة للصراع بين الولايات المتدة وإيران علي الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في البحرين، وباستخدام نموذج اقتصادي مفصل ومداخلات عدد من الخبراء. وتؤكد السيناريوهات علي أهمية استمرار البحرين في توظيف استثمارات استراتيجية في المشاريع التي تركز علي الابتكار والإبداع، في الوقت الذي تواصل فيه تنمية الموارد البشرية في البلاد. وتشير إلي أن استمرارها في تعزيز دورها في الساحة الدبلوماسية الإقليمية، يمكن أن يسهم في شكل كبير في استقرار منطقة الشرق الأوسط بوجه عام. وباستطاعة الشركات استخدام هذه السيناريوهات لتعزيز كفاءة استراتيجياتها في المنطقة، واتخاذ قرارات مدروسة، ورفع الوعي بالبيئة الخارجية، وتأمين الزخم اللازم لاتخاذ الإجراءات المناسبة والتصدي للأحداث غير المتوقعة بسرعة وكفاءة عاليتين. وسيعرض المنتدي الاقتصادي العالمي نتائج التقرير في اجتماعه السنوي الذي سيعقد في دافوس في شهر شهر يناير 2008 للتعمق في مناقشة القضايا والنتائج المتعلقة بعملية التنمية في المنطقة. وستستخدم هذه السيناريوهات من قبل شركاء المنتدي وأعضائه لتعزيز المحادثات الاستراتيجية والتباحث بطريقة إيجابية فاعلة لإزالة أي غموض قد يكتنف المواضيع ذات الاهتمام المشترك. ويأمل المنتدي أن تساهم هذا السيناريوهات في تعزيز مشاركة مجتمع الأعمال البحريني في الحوار البنّاء الذي يتناول القضايا المهمة التي تلعب دوراً مهماً في صياغة مستقبل المملكة.