أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريراً حول تأثير سياسات مكافحة التبغ علي الوظائف في مصر اكدت فيه ان مصر لديها اعلي معدل لاستهلاك التبغ في العالم العربي وان اجمالي استهلاك السجائر في مصر زاد من 12027 مليون سيجارة في عام 1970 الي 51814 مليون سيجارة في عام 1997 وزادت ايرادات الخزانة العامة في صناعة التبغ والسجائر من 2382.7 مليون جنيه في العام المالي 1993 1994 الي 3445.6 مليون جنيه في عام 1998 1999 وذلك مع استبعاد 1996 1997 و1997 1998 واوضح التقرير انه مع زيادة استهلاك التبغ حدثت زيادة كبيرة في مبيعات السجائر وبخاصة في اواخر التسعينيات من القرن الماضي. ومن جهة اخري اشار التقرير الذي اعدته الدكتورة هبة نصار وكيل كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة والدكتورة منال متولي استاد الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة الي انه بالرغم من ان مصر لا تزرع التبغ الان فانها في السنوات الاخيرة زادت من صادراتها من السجائر الي البلدان المجاورة حيث قفزت صادرات السجائر بنسبة 530% فيما بين 1985 و1994 من قيمة تبلغ 200 مليون الي 1.26 مليار جنيه اما الواردات فقد قل دورها في السوق المصري عما كانت عليه خلال اوائل ثمانينيات القرن العشرين غير ان هناك زيادة كبيرة في واردات اوراق التبغ التي ارتفعت بنسبة 293% خلال الفترة من 1970 الي 1998. واشار التقرير الي انه بالنسبة لوضع اقتصاد التبغ في مصر فان القطاع العام مازال يستحوذ علي احتكار انتاج السجائر في اقليم شرق المتوسط حيث تختار هذه الشركة الانتاج المحلي وتتحكم في حوالي 92% من السوق المصرية وتمثل اصناف السجائر المحلية نحو 95% من انتاج الشركة الترفية للدخان والنسبة الباقية تتكون من اصناف اجنبية وهذه تصنع بمعرفة الشركة الشرقية باتفاقات مع الشركات الام. واوضح التقرير ان العمالة في مجال صناعة التبغ زادت من 13100 عامل في 1970 الي 15800 في 1980 لتصل الي 17500 في 1990 ووصلت الي 17261 في 1995 وقدرت بنحو 17900 عام 2000 او نحو 1% من مجمل العمالة في مصر وهؤلاء العمال معينون بالعمل كل الوقت من جانب الشركات المصنعة للتبغ وتشمل الانتاج والخدمات الصناعية والتوزيع. واكد التقرير ان مصر تقوم بادخال تحسينات علي تنفيذ حملتها الوطنية لمكافحة التبغ وانه رغم صدور العديد من التشريعات الخاصة بمكافحة التبغ في مصر الا انه لم يتم تنفيذها مما يؤكد اهمية الثقافة الصحية والمشاركة المجتمعية لمواجهة هذه الظاهرة.