التقييم السياحي في العالم يتم بدراسة عدة عناصر بدونها يكون هناك قصورها لابد من دراسته وعلاجه من أهم هذه العناصر ال Repeater أي السائح العائد، وأهمية السائح العائد أنه في البلاد السياحية الأولي في العالم يمثل 20% من حجم السياحة الواردة إلي أي بلد سياحي، ونحن في مصر نفتقد بشدة هذا العنصر والذي يمثل 4% من الوارد السياحي إلي مصر.. وليت الأمر يقف عند هذا الرقم الهزيل وانما يؤثر بشدة ايضا علي الراغب في زيارة مصر فهو يتأثر سلبيا بهذه النسبة الهزيلة للسائح العائد في مصر. والأسباب التي جعلتنا في هذا الموقف السياحي أن الزائر إلي مصر لا يتمتع باجازته وينغص عليه حياته أشياء كثيرة بدءا من الطائرة حتي الفندق وانتهاء بافتقاد أماكن الترفيه لجودة الطعام والخدمة.. ألخ من معاناة السائح الذي يلعن اليوم الذي قرر فيه زيارة مصر، وبالتالي لا يرغب في العودة بل ويشهر أيضا بمقصدنا السياحي وينبه علي كل معارفه المنظورة عدم زيارة مصر لأنها تفسد أي اجازة ولو كنت مكان وزير السياحة المصري لأحلت هذا الموضوع إلي لجنة الأزمات بالوزارة للدراسة وايجاد الحلول اللازمة للتخلص من هذه السمعة التي يؤكدها الرقم الهزيل لعودة السائح؟! لقد أصبحت السياحة في مصر الآن صناعة مهمة تساهم في الاقتصاد المصري بنسبة 3.11% من اجمالي الناتج المحلي و43% من الصادرات غير المنظورة و12% من القوي العاملة كما أنها المصدر الأول للعملة الصعبة ناهيك عن زيادة الرقعة السكانية وتحديث المدن والارتقاء الحضاري بالمناطق النائية وخلق مدن جديدة.. ولكن كل هذه المميزات تذهب أدراج الرياح لو لم تستعد مصر سمعتها السياحية والتي تزداد سوءاً يوما بعد يوم!! الموضوع الآخر المحير في أمر القائمين علي تطوير المدن هو قصور في النظرة الشاملة للتطوير والتجديد وعلي سبيل المثال مدينة الأقصر، فقد رصدنا الأموال وحققنا ما نريد وأكثر وحللنا مشاكل عويصة لم يوافق علي حلها أحد من قبل مثل مشكلة القرنة وهدم المباني المشوهة للمعابد في الأقصر.. ألخ من مشاكل.. وتوقفنا؟ لماذا لم نفتح طريق مرسي علم.. أدفو وغيره من الطرق التي تربط البحر الأحمر بجنوب الوادي فيخدم كل منهما الآخر وتتواجد المصالح المشتركة فتكون منيعا ضد أي عمل ارهابي والسؤال لماذا تآخر افتتاح هذه الطرق التي تساهم بسرعة في استرجاع الأموال التي أنفقت علي تحديث مدينة الأقصر ونكون بهذا ضربنا عصفورين بحجر واحدة حدثنا منطقة بحالها من الأقصر حتي مرسي علم وأسوان والقصير وكثيرا من المدن الصغيرة سواء في الوادي أو علي شاطيء البحر الأحمر.. مما يوجد خدمات علي الطرق واقامة مشاريع تمتص البطالة وترفع مستوي معيشة هذه المنطقة شديدة الفقر في مصر؟! الأمر الثالث تجميل المدن بالآثار المصرية بدلا من تركها في شوارع العالم تتسول لتزيد المكان بعدا تاريخيا يشعر بها السائح وهو في الطريق من مرسي علم - أدفو علي سبيل المثال مما يوحي بامتداد المتحف المفتوح "الأقصر" وحتي مرسي علم.. أسوان تسمي بها هذه المدن من الغردقة - مرسي علم - سفاجا - القصير - أسوان - الأقصر وحتي شلاتين وحلايب. وصدق وزير السياحة عندما أعلن في افتتاح المؤتمر الدولي حول الشراكة لتعزيز السلامة والأمن السياحيين في الشرق الأوسط وشمال افريقيا والتي استعرضت منه هالة الخطيب مستشار الوزير الاعلامي ورئيس لجنة الأزمات أهمية الاتصال الاعلامي في الأزمات مما زاذنا ثقة في أن ادارة الأزمات في وزارة السياحة أصبحت علي المستوي المطلوب ولذا قد يكون اقتراح تحويل عدم عودة السائح إلي مصر بهذه النسبة الضئيلة إلي اللجنة قرارا صائبا لحل هذه المشكلة.