أكدت تقارير منظمة الفاو العالمية أن مصر هي الدولة الأولي في العالم استخداما للأسمدة الآزوتية والأقل في استخدام الفوسفاتية والبوتاسمية. في نفس الوقت فإن انتاجنا من تلك الأسمدة يصل إلي 10 ملايين طن في حين أن استخدامنا المحلي لا يتعدي المليون طن أي أن هناك فائضا في الإنتاج يصل إلي 9 ملايين طن تلقي في المخازن ولا يصدر منها إلا القليل ومع ذلك فإن سعر "شيكارة" الأسمدة يصل إلي 80 جنيها وهو ما يقترب من السعر العالمي. كل ذلك فجر العديد من التساؤلات التي واجهنا بها الكيميائي محمد عبد الله رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة أبو قير للأسمدة الذي وصف في حواره مع "الأسبوعي" سوق الأسمدة بعدم وجود خطة واضحة لتوزيع وتخصيص الأسمدة عن طريق بنك التنمية الزراعي الأمر الذي يؤدي إلي ذهاب الدعم لغير المستحقين. مشيرا إلي أن الدولة تدعم السماد الأزوتي بحوالي 2 مليار جنيه تذهب للتجار والأثرياء ولا يصل للمزارع الصغير أي شيء منها وبالتالي إلغاء هذا الدعم أمر حيوي جداً. * سألته لماذا تعتبر قضية السماد في مصر محورية؟ ** قضية السماد الأزوتي في مصر ذات ابعاد كثيرة وتنحصر بين ثلاثة محاور هي الدولة والشركات الموزعة والفلاح المزارع. وما يحدث كل عام من أزمات في ارتفاع سعر السماد وهو نتيجة لعدم وجود تنسيق واضح بين المنتج والموزع. والمشكلة الأساسية هي "التوزيع" حيث تخصص الحكومة لبنك التنمية والائتمان الزراعي حصصا يقوم بتوزيعها علي التجار وللأسف هذه الحصص المدعومة لا تصل مباشرة للمزارع وذلك وفقا لشروط وقانون البنك، والمصيدة الأخري التي يقع فيها كميات السماد المدعم الباقي هي التعاونيات التي تقرر بدورها كميات السماد لكل محصول وكل فدان بدون رقابة أو نسب للتوزيع. * ما حجم انتاجنا من الأسمدة الأزوتية واستهلاكنا في الزراعات المختلفة؟ ** الاحصائيات الرسمية تؤكد أن اجمالي ما تنتجه الشركات المصرية عامة وخاصة تعمل بنظام المناطق الحرة هو 10 ملايين طن سماد ازوتي تستهلك الزراعات المصرية منها ما يقرب من مليون طن سماد ازوتي والفائض يصل إلي 9 ملايين طن سماد ازوتي توضع في المخازن وتصدر منها كميات ضئيلة. سياسة خاطفة * لماذا إذن يرتفع سعر السماد كل عام وتحدث أزمة بين البائع والمزارع؟ ** المشكلة هي في عدم وجود سياسة بيع سليمة بالرغم من وجود هذا الفائض لأن الموزع الصغير الذي يبيع للمزارع يستغل عدم حصول المزارع علي حصته بنفسه ويأخذ الحصص التي تبيعها له الشركات والجهات الرسمية بأسعارها المدعمة ثم يقوم ببيعها بالسعر المرتفع الذي يقترب من السعر العالمي. * ألم تؤثر ضخامة الإنتاج علي الأسعار؟ ** رغم ضخامة الإنتاج في مصر من السماد إلا اننا نجد ان السوق به ثلاثة أسعار الأول هو السعر المدعم للسماد ويصل إلي 37 جنيها للشيكارة وزن 50 كيلو جراماً وسعر السوق السوداء لنفس الوزن ويتراوح من 70 إلي 80 جنيها للشيكارة وهو ما يدفعه المزارعون للموزعين، والسعر الثالث وهو السعر العالمي والذي يتراوح ما بين 65 إلي 75 جنيها للشيكارة. * وماذا قال تقرير منظمة الفاو عن الاستهلاك المصري للأسمدة؟ وبماذا نصح الاتحاد الدولي للأسمدة؟ ** تقرير منظمة الفاو الذي نشر العام الماضي أكد علي ان مصر أكبر دولة في العالم تستهلك اسمدة أزوتية وأقل دولة في العالم تستهلك اسمدة فوسفاتية وبوتاسمية ولا تستخدم مصر في زراعاتها الخلطة المتوازنة للأسمدة، وعلي ضوء ذلك نصح الاتحاد الدولي للأسمدة ان يستخدم المزارع المصري "الخلطة الثلاثية" للأسمدة والمكونة من سماد ازوتي بنسبة معينة وسماد فوسفاتي بنسبة معينة وسماد بوتاسيوم بنسبة معينة. * ما أهمية هذه الخلطة للزراعة والمحاصيل؟ ** الخلطة تحقق للزراعة ما يعرف بالتوازن السمادي ويعتبر بمثابة الفيتامينات للزراعات مما يساعدها علي النمو وزيادة الانتاج الجيد.