أعلن د. هاني هلال وزير التعليم العالي والبحث العلمي عن تخصيص 500 مليون جنيه من حصيلة بيع أرض بالمزاد في مدن القاهرةالجديدة و6 أكتوبر والذي تم مؤخرا لإنشاء كليات متميزة مجانية للمتفوقين في التعليم ما قبل الجامعي، بهدف النهوض بالعملية التعليمية، وتقديم منتج ذي جودة من الخريجين ومهاراتهم مطلوبة في سوق العمل وربط هذه الكليات بمؤسسات الإنتاج علي نحو صحيح.. تري هل ستنجح هذه الخطوة بالفعل في رعاية الموهوبين والمتفوقين في التعليم ما قبل الجامعي؟ وما الآليات التي يجب أن توضع لضمان نجاح هذه التجربة؟ وهل ستكون خطوة مهمة علي طريق إصلاح أحوال التعليم وربطه بمؤسسات الإنتاج؟ الخبراء من جانبهم أكدوا أن هذه الخطوة يمكن ان تساهم بشكل جزئي في تطوير التعليم.. وطالبوا بضرورة وضع آليات محددة لرعاية الموهوبين في جميع المراحل الدراسية وتطبيق معايير الجودة علي هذه الكليات.. وانتخاب عمدائها ليتحرر القرار الجامعي من أية قيود أو ضغوط تضعها الدولة. يضم التعليم العام في مصر الذي يتبع وزارة التربية والتعليم، والتعليم العالي أكثر من 15 مليون طالب بميزانية تزيد علي ال 29 مليار جنيه، حيث بلغ الانفاق علي التعليم قبل الجامعي نحو 20 مليار جنيه.. كما بلغ الانفاق علي التعليم الجامعي نحو 9 مليارات جنيه.. وبذلك يكون نصيب الطالب من هذه الميزانيات محدوداً للغاية. ولا يمكن أن يؤدي الي رعاية المتفوقين أو المواهب.. أو إحداث نهضة تعليمية أو إصلاح في مناهج التعليم وطرق التدريس. 300 جنيه نصيب الطالب! وفي رأي العديد من خبراء التعليم.. ومنهم د. محمد غنيم الخبير في شئون التعليم الجامعي والدكتور محمد النجار الاستاذ بجامعة بنها أن إصلاح وتطوير التعليم الجامعي بشكل عام لا يمكن أن يتم فقط من خلال إنشاء كليات متميزة للمتفوقين بتكلفة 500 مليون جنيه جاءت من حصيلة بيع أراضي المدن الجديدة بالمزاد، أو إنشاء الهيئة القومية لضمان الجودة والاعتماد. بل يتطلب الأمر في المقام الأول، وضع خطط بعيدة المدي يمكن من خلالها رعاية المتفوقين من الطلاب في جميع المراحل الدراسية، ورفع نصيب الطالب في مصر من ميزانية التعليم التي مازالت في حدود ال 300 جنيه سنويا بينما في إسرائيل علي سبيل المثال تجاوزت ال 1250 دولاراً سنويا. د. محمد غنيم يطالب بتوفير 40 مليار جنيه علي الأقل سنويا تخصص للتعليم من الموازنة العامة للدولة ومن الضرائب المحصلة.. ومن آليات عديدة أخري يمكن ابتكارها. كما يتطلب النهوض بالتعليم في جميع مراحله ايضا كما يقول د. غنيم في دراسة قيمة له تفرغ اعضاء هيئة التدريس للعملية التعليمية وزيادة رواتبهم.. ومحكمين من الخارج لفحص الانتاج العلمي.. وشراء حقوق طبع الكتب الجامعية.. إلي جانب انشاء قاعدة علمية واضحة في المجالات الأساسية ووضع مرجعية فكرية أساسية لجميع المدارس التابعة للوزارة أو المدارس الخاصة.. وايضا وضع آليات مناسبة لرعاية المتفوقين في جميع المراحل الدراسية. التعليم الفني وفيما يخص التعليم الفني فلابد من وضع نظام متميز أساسي لهذا التعليم يخدم مصالح الصناعة ومصالح التنمية الاقتصادية.. إلي جانب وضع نظام متميز آخر كما تقول الدكتورة عبير عبد الله الاستاذة بجامعة عين شمس لرعاية المتفوقين في هذا النوع من التعليم والارتفاع بمستوي مهاراتهم، ولابد من الربط بين المدرسة ومواقع الإنتاج، ويمكن الاستفادة من برنامج مبارك كول في تطوير هذا النوع من التعليم. وليكن معلوما كما تقول د. عبير أن النظام التعليمي المزدوج مبارك كول يمكن أن يكون حضانة جيدة لرعاية المتفوقين والموهوبين في التعليم الصناعي والزراعي والتجاري ما قبل الجامعي لأنه يهدف في الأساس، للربط بين المدرسة والمصنع ومواقع الإنتاج بشكل عام.. وتقديم منتج جيد من الخريجين، مهاراته مطلوبة في سوق العمل.