تعاني العديد من القطاعات المدرجة بالبورصة المصرية من حالة توهان ونسيان ملحوظة مع اتجاه المستثمرين او بمعني اكثر دقة المضاربيين الي القطاعات التي يمكن ان نطلق عليها " عليها العين" في هذه الفترة والتي ربما تقتصر فقط علي اسهم الاسطان والعقارات وبعض الاسهم الصغيرة، ويأتي في مقدمة القطاعات المنسية قطاع الغزل والنسيج والاسمنت . ويوجد جملة دارجة في كل بورصات العالم خاصة بنشاطات قطاعات الأسواق ألا وهي " تعاقب القطاعات" في النشاط أو ( (sector rotate ولكن هذه الجملة لا تنطبق علي حال البورصة المصرية حيث لا يوجد تعاقب قطاعات لكن يوجد نظرية القطاع الواحد والسهم الأوحد حتي وصل الحال إلي تناسي ليس الكثير من الأسهم ولكن الكثير من القطاعات. ويري خبراء ومحللون بالبورصة المصرية ان نشاط القطاعات في سوق الاسهم المصرية يتوقف علي أهواء المضاربين حيث يستغلون توافر اخبار بشأن قطاع معين او سهم معين ويقومون بتهويل وتضخيم هذه الاخبار وتأثيرها علي القطاعات، بينما يتناسون عمدا الاخبار الجيدة علي قطاعات اخري ويقللوا من شأن اخبارها. محلل أسواق المال محمد صالح يقول ان البورصة المصرية يسيطر عليها حاليا ظاهرة النشاط الموسمي لكل قطاع مشيرا الي ان اي القطاعات سيكون صاحب الحظ الوفير في النشاط هو ما يتفق عليه المضاربون وهو ما يعني ان نشاط قطاع من عدمه يتوقف فقط علي أهواء المضاربين. واضاف ان المضاربين يستغلون موضة معينة جديدة كل فترة ويبدأون عمل مضارباتهم عليها بتسويق افكارهم ورؤيتهم بشأن القطاع الذي يرغبون عمل دورات ومضاربات سعرية عليه. واشار الي ان النصف الاخير من العام الماضي استغلوا موضة تجزئة الاسهم رغم انها لا تغني ولا تثمن من جوع ولا تفيد الشركة في شئ لكن هذه الظاهرة كانت وحدها هي العامل الرئيسي المحرك لاي سهم في السوق وما سواها ليس له اي قيمة حتي لو قالوا ان شركة ما حققت نموا في الارباح يصل الي المليارات. ولفت الي ان المضاربين جاءوا بموضة جديدة هذا العام وهي موضة الاسهم المجانية، بعد ان ضيقت هيئة سوق المال النطاق علي تجزئة الاسهم ، مشيرا الي ان تجزئة الاسهم كانت هي المحرك الوحيد لاي سهم طوال عام 2007 واصبحت مقولة" دي هتوزع مجاني" كلمة السر الوحيدة لطفرات سهم اي شركة وساعدهم في كل الاحوال اصحاب الشركات. واعتبر صالح ان الموضة الجديدة في الفترة الحالية والتي جاءت علي اهواء المضاربين ومزاجهم هي موضة اسهم الاسكان والعقارات نظرا لسيولتها المحدودة نسبيا وحدودها السعرية المفتوحة وتوافر بعض الانباء الايجابية بشأن القطاع مثل بيع الاراضي مشيرا الي ان المضاربين استغلوا مزايدات بيع الاراضي في تقييم الشركات علي اهوائهم حتي لو كانت هذه الشركات ليست للبيع واصبحت مقولة "دي معاها 200 فدان في اكتوبر او الف فدان في القاهرةالجديدة او كذا من الفدادين في اي مدينة جديدة " هي كلمة السر الجديدة لنشاط الاسهم حتي لو لم تكن تعمل في مجال العقارات او الاسكان فقط يكفي القول او اثبات انها تملك اراضي ويا حبذا لو كانت هذه الاراضي معروضة للبيع او ترغب في بيعها لتترك الفرصة للمضاربين في البورصة في تحديد اسعار هذه الاراضي علي اهوائهم. وقال صالح ان نشاط القطاعات بحسب توافر الأخبار بشأنها هو امر طبيعي وجيد لكن الامر يبالغ فيه بدرجة كبيرة للغاية في البورصة المصرية من قبل المضاربين ، وقديما كانت موضات " فيه عرض خليجي" هي المسيطرة علي الشركة. وأضاف ان المستثمرين لم يعد اهتمامهم بالتحليل الاساسي الرئيسي والتحليل المالي لاداء الشركات المبني علي ارقام حقيقية وارباح وقوائم مالية وتدفقات نقدية بل أصبحت المضاربات هي العامل الرئيسي المحدد لنشاط اي سهم ونحوا القواعد الرئيسية للاستثمار جانبا. ويري محمد عبد القوي محلل اسواق المال ان هناك العديد من القطاعات كانت نشاطها يقتصر فقط علي الاداء الموسمي لكنها باتت تسجل حركة نشاطات وهمية في ايام قليلة بفعل المضاربات ربما لم تكن تسجلها في سنوات لتواري بعدها قطاعات السوق الأخري وتضعف الاقبال عليها ويخرج صناع السوق منها من أجلها. وأشار الي ان كثير من المحافظ الاستثمارية في السوق عادة ما تشهد عملية اعادة هيكلة للمحافظ الاستثمارية بين قطاعات السوق المختلفة وهو ما انعكس علي اداء البورصة خلال الاسبوع الماضي.