شهدت الفترة الاخيرة دخول بنوك عالمية للسوق المصرية عبر الاستثمار في مشروعات عقارية واستثمارية مختلفة فقد تم الاعلان عن قيام مجموعة من البنوك السعودية بالتعاون مع بنوك مصرية لانشاء مدينة سكنية في مدينة 6 اكتوبر. كما ترددت انباء عن دخول مؤسسة "ميريل لينش" لمصر لانشاء حقل بترول، هذه التحركات من جانب البنوك تطرح التساؤلات حول هل تسعي تلك البنوك تسعي لدخول السوق المصرية من باب خلفي عبر تلك المشروعات بدلا من تكلفة افتتاح فروع بمصر والحصول علي رخصة ام ان الامر مجرد وسيلة لاستثمار السيولة المتوافرة لديها في مشروعات مربحة؟ من ناحيتهم اكد مسئولو البنوك ان السبب في ذلك يعود لسياسة البنك واستراتيجيته، واضافوا ان الدخول عبر المساهمة في مشروعات لا يمكن اخذه علي انه محاولة لدخول السوق بدلا من افتتاح فرع لان البنك لن يمارس الخدمات المصرفية وانما سيكون مساهما. وأكدوا ان سوق العقارات الاكثر جذبا في ظل اقبال العراقيين والعرب علي المنشآت العقارية الامر الذي حفز البنوك والشركات لدخول السوق المصرية وانشاء شركات التمويل العقاري. يوضح عمرو عباس المدير الاقليمي ببنك امريكان اكسبريس بالقاهرة وطرابلس ان دخول البنوك العالمية للسوق المصرية عبر المساهمة في استثمارات يعود الي السياسة الائتمانية والاستراتيجية الخاصة بكل بنك، فهناك بنوك تتبع السياسات طويلة الاجل لذلك تقوم بالاستثمار عن طريق الاستحواذ علي بنوك او انشاء فروع جديدة ، وهناك بنوك تتبني السياسات متوسطة الاجل ولذلك تفضل الدخول في استثمارات تناسب ذلك في حين تحبذ بنوك أخري الاستثمار قصير الاجل في البورصة، مشيرا الي ان الامر يعود الي رؤية مجلس الادارة للسوق العالمية وللاسواق الناشئة، وهناك بنوك ترغب في اكتمال المجموعة المالية الخاصة بحيث تشمل جميع الانشطة. يضيف عمرو عباس ان هناك بنوكا تسعي الي الاستثمار في مجالات استثمارية مختلفة، واخري تقوم بالاستثمار في انشطة مصرفية بحتة فالامر في النهاية يعود لسياسات البنك. ويشير عباس الي ان المجال العقاري يعتبر من المجالات الواعدة والتي تستقطب رؤوس اموال عربية كبيرة لان هناك ادوات مالية تساعد في إيجاد طلب علي التمويل العقاري في مصر مثل تسهيل الحصول علي قروض من البنوك الامر الذي يدفع العملاء للاستفادة من التمويل العقاري، بالاضافة الي ان مصر قطعت شوطا طويلا في هذا المجال من حيث القوانين، الامر الذي يدفع البنوك والمستثمرين لدخوله. ويري حسين الرفاعي رئيس القطاع المالي ببنك باركليز - مصر انه في حالة دخول البنوك العالمية للسوق المصرية من خلال المساهمة في تأسيس شركات او مشروعات فهو لن يمارس مهامه المصرفية وانما في هذه الحالة سيكون مجرد مساهم مثل اي شركة مساهمة في المشروع وبالتالي لا يعتبر ذلك بديلا عن قيام البنك بافتتاح فرع بمصر. واضاف الرفاعي ان ما تشهده السوق من اقبال علي الاستثمار مؤشر جيد لان هذه الخطوة ستشجع البنوك العالمية المساهمة في هذه المشروعات علي دخول السوق المصرية وافتتاح فروع لها. ويشير الرفاعي الي ان سوق العقارات في مصر تشهد حاليا انتعاشا كبيرا الامر الذي يدفع المستثمرين الي الاقبال علي الاستثمار في هذا المجال، وكذلك مجال البترول والطاقة، وقطاعات التجزئة المصرفية تحظي حاليا هي الاخري باقبال كبير من المستثمرين لما لها من قدرة علي جذب العملاء. ومن جانبها توضح نيفين طاهر مدير عام ادارة الائتمان ببنك HSBC- مصر ان ظاهرة قيام بعض البنوك العالمية بدخول السوق المصرية عن طريق المساهمة في مشروعات يعود الي رغبة تلك البنوك في دخول المشروع كاستشاري تمويل دوره اختيار البنوك التي ستمول المشروع وتحديد مسار وشروط التمويل وما يجب علي المساهمين عمله، ولكنها لا تضخ اموالا. وتضيف ان هناك بنوكا اخري تفضل الدخول كممول للمشروع وتضخ اموالا وذلك يتوقف علي حجمه وشروطه ومدي ملاءمته وتوافقه مع توجهات واهداف البنك وسياسته الائتمانية. وتشير نيفين طاهر الي ان مشروعات الغاز والبتروكيماويات والاسمدة والبترول والاسمنت والاتصالات تعتبر اكثر القطاعات جذباً للبنوك والمستثمرين لأنها مشروعات ذات حجم كبير وجدوي اقتصادية. وتري نيفين طاهر أن إقبال البنوك العالمية علي دخول السوق المصرية سواء عن طريق افتتاح فروع جديدة أو عن طريق الدخول كمستثمر في مشروعات كبري يعكس مدي جاذبية السوق المصرية وتطورها الامر الذي يدعو المستثمرين الي الاقبال عليها. وعند سؤالها عن مدي ارتباط هذه الظاهرة برغبة البنوك في دخول السوق المصرية بعيداً عن تكلفة افتتاح فروع جديدة أكدت نيفين طاهر أن من الممكن ان يكون الدافع وراء ذلك رغبة هذه البنوك في تنوع مجالات نشاطها عن طريق الدخول كمستثمر. واوضحت سلوي الحديدي مدير عام الفروع بأحد البنوك أن دخول البنوك كمستثمر في المشروعات أمر جيد وينم عن تطور مستوي الاقتصاد المصري وتمتعه بجاذبية، مشيرة الي ان هذا الأمر ليس له علاقة بمسألة قيام البنك بافتتاح فرع ولا يعتبر بديلاً لذلك. وتري الحديدي ان السوق المصرية استطاعت أن تجذب اكبر البنوك العالمية الاجنبية والعربية للدخول بها، مشيرة إلي ان دخول البنوك الاجنبية فرصة لادخال التكنولوجيا العالمية وللتعاون بين المستثمرين عملاء البنوك الاجنبية في الخارج وعملاء البنوك المصرية. وتري الحديدي ان هناك إقبالا علي الاستثمار في مجال العقارات ظهر في اقبال العراقيين وغيرهم من الجنسيات العربية علي العقارات في مصر الامر الذي رفع اسعارها.في 6 أكتوبر والشروق والتجمع الخامس، كما أن هناك إقبالاً علي مشروعات الغاز والبترول وصناعات الاسمنت والبلاستيك في ظل تراجع الدول الاجنبية عن إقامة هذه المصانع لما لها من اضرار علي البيئة. وأكدت الهام الشيمي نائب مدير فرع القاهرة ببنك بيريوس مصر علي ان السوق المصرية اصبحت اكثر جذبا للاستثمار وهو الامر الذي يفسر سر سباق البنوك العالمية علي دخولها إما عن طريق افتتاح فروع جديدة او عن طريق الدخول في استثمارات . وأضافت الهام الشيمي، ان الاستثمارات العقارية تشهد طفرة غير عادية الامر الذي دفع المستثمرين العرب والاجانب لدخول السوق، وجعل البنوك تقوم بإنشاء شركات تمويل عقاري وتأجير تمويلي لتدعيم تواجدها في تلك السوق، وتسعي لتنويع أنشطتها لتواكب المنافسة.