مع النضوب المتوقع -حتي علي المدي البعيد- للبترول والغاز الطبيعي أصبح الهم الأكبر للدول ومنها مصر توفير بدائل "طبيعية" للطاقة وقامت دول عديدة باستخدام الطاقة من الحبوب والزيوت بالاضافة الي توليد الطاقة من الشمس والرياح وحتي "البيوجاز" كما يحدث في مصر. وبجانب البحث عن بدائل نظيفة للطاقة أصبحت الحاجة ملحة الي ترشيد استخدام الطاقة ولدي وزارة الكهرباء مشروع طموح لترشيد الطاقة. وبجانب البيوجاز الذي يمكن الاعتماد عليه كمصدر طبيعي للطاقة فإن هناك من ينادي بالتوسع في زراعة شجرة "الجيتروفا" في مصر والتي يستخدم من ثمرها زيت طبيعي بيوديزل ويعد ذلك الزيت مصدرا للطاقة المتجددة تعتمد عليه الهند واليابان فمع تزايد الطلب علي إقامة مشروعات صناعية كثيفة الاستخدام للطاقة مثل الأسمنت وتصنيع الحديد من خام البليت ومصانع الأسمدة وارتفاع الاستهلاك من المنتجات البترولية والغاز حيث ارتفع استهلاك الأولي بنحو 30 مليون طن خلال العشرين سنة الماضية في حين ارتفع استهلاك الغاز الطبيعي من 2.4 مليون طن الي 25 مليونا خلال نفس الفترة. وتجد الدولة نفسها في موقف حرج مع كل طلب جديد لإقامة مصنع كثيف الاستخدام للطاقة ليكون قرار إقامة المصنع مرهونا بموافقة المجلس الأعلي للطاقة الذي يرأسه الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء. والسؤال الذي يجب أن يجد لنفسه إجابة: هل يمكن الاعتماد علي طاقة بديلة؟ في البداية يقول الدكتور صلاح الحجار أستاذ هندسة الطاقة بالجامعة الأمريكية ان المجلس الأعلي للطاقة الآن يواجه اشكالية كبيرة هي توفير الطاقة لمواكبة الطلب المتزايد لإقامة مصانع جديدة في مجالي صناعة الأسمنت والحديد موضحا ان التصريح باقامة كل هذه المصانع سيؤثر سلبا علي الشبكة العامة للكهرباء في الوقت الذي يحدد فيه المجلس أولويات أخري هي توفير الطاقة للاستهلاك السكاني للاجيال القادمة وهو ما يحتم علينا -والكلام للحجار- التفكير في بدائل أخري للطاقة التقليدية. ويشير صلاح الحجار إلي تجربة دولة الهند في هذا المجال مؤكدا انها بدأت تعتمد علي الطاقة المتجددة والوقود الحيوي من أكثر من مصدر منها تجميع زيوت الطعام بعد استخدامه وتحويلها لوقود حيوي بدلا من القائها في شبكات الصرف الصحي. ويقول استاذ هندسة الطاقة بالجامعة الأمريكية هذا النوع من الوقود يمكن استخدامه في مصر حيث تتوافر التكنولوجيا الخاصة به لدينا ويوجد اكثر من ثلاث رسائل دكتوراة في هذا المجال ولا تستخدم!! مصادر أخري كما يوجد مصدر آخر للطاقة المتجددة يمكن الاعتماد عليه نجحت الهند واليابان في استخدامه -كما يقول الحجار- وهو زراعة شجرة "الجيتروفا" وهي عبارة عن شجرة ثمرتها تعصر ثم تحول لزيت طبيعي "بيوديزل" مشيرا الي ان مصر بدأت في عمل تجربة أولية لزراعة هذه الشجرة في مزرعة بالأقصر وتزرع علي مياه الصرف وزراعتها غير مكلفة. قال الحجار إن الأهم من توفير مصادر متجددة وبديلة للطاقة هو ترشيد الطاقة المستخدمة حاليا في الصناعة المحلية موضحا انه إذا تم توفير 10% فقط من الطاقة المستهلكة في الصناعة المصرية الآن يمكننا توفير كم من الطاقة كي نستطيع اقامة العديد من المصانع في مجالي الأسمنت أو الحديد كما لو قمنا ببناء محطتين من محطات الكهرباء ذات الحجم الكبير. ويلفت صلاح الحجار إلي أن هناك برنامجا لترشيد الطاقة يعمل منذ 15 عاما موجود في وزارة الكهرباء إلا أنه يحتاج لدفعة قوية من متخذي القرار بالدولة لتشجيع المواطنين علي ترشيد الطاقة علي سبيل المثال فان استخدام اللمبة النيون الرفيعة 36 وات بدلا من مثيلتها الاكثر سمكا 40 وات يوفر في حجم استهلاك الاضاءة ويعطي نفس قوة الضوء. ترشيد الطاقة ويلتقط إبراهيم ياسين نائب رئيس الشركة القابضة للكهرباء والمشرف العام علي مشروع ترشيد الطاقة طرف الحديث قائلا: إن البرنامج إلي تحسين أداء وحدات التوليد لخفض الفاقد في الشبكات الكهربائية خاصة المستخدمة في المصانع بل وفي الاستهلاك المنزلي والتجاري. وأوضح أن طرق ترشيد القطاع الصناعي تأتي من خلال استخدام اللمبات المدمجة التي توفر 80% من الطاقة عن مثيلتها العادية وفي نفس لوقت تقوم المصانع كثيفة الاستخدام للطاقة مثل الاسمنت والاسمدة كما يقول ياسين باختيار التوقيت المناسب لتشغيل عمليات الصناعة المتعددة وهي عادة تكون بعيدة عن وقت الاحمال القصوي وتأتي بعد غروب الشمس مع استخدام الاضاءة الليلية حتي لا يرتفع "الحمل" الذي يمكن أن يصل ل5.1 مرة من الاستخدام في أوقات النهار.