رفض بول وولفويتز تقديم استقالته ردا علي الدعوات المطالبة باستقالته علي خلفية الاتهامات الموجهة بارتكابه مخالفات في عمله كمدير للبنك الدولي. وقال وولفويتز في بيان موجه الي اللجنة الخاصة التي تم تشكيلها للنظر في هذه القضية انه "ضحية حملة تشويه لسمعته". واضاف: "ان هدف هذه الحملة هو تكوين انطباع بانني شخص غير فاعل وغير مناسب لهذا المنصب وان علي الاستقالة، واقول ردا علي ذلك إنني لن استقيل بناء علي هذه الاتهامات المزيفة المتعلقة بتضارب المصالح". ورغم اعتذاره عن تصرفاته قال انه مُصر علي الاستمرار في منصبه لاستكمال ما سماه ب"عمله المهم".. وستقدم اللجنة توصياتها لمجلس ادارة البنك المكون من 24 عضوا. ومن جانبه، جدد البيت الابيض ثقته بوولفويتز وسط الازمة المثارة حول ترقيته لصديقته العاملة في البنك وزيادة اجرها بشكل كبير مما ادي الي مطالبة وولفويتز بالاستقالة من منصبه. وجاء تجديد الثقة هذا قبل ساعات فقط من مثول وولفويتز وصديقته العاملة في البنك أمام لجنة خاصة لمناقشة الترقية والزيادة في الأجر التي قدمها وولفويتز لصديقته والتي أثارت مطالب باستقالته. وقد حضر روبرت بينيت محامي وولفويتز امام اللجنة لكن دون السماح له بالحديث مع اللجنة التي عينها مجلس الدول الأعضاء بالبنك الدولي الأسبوع الماضي لبحث ما إذا كان وولفويتز قد خرق أية قواعد أخلاقية أو قواعد أخري بالموافقة علي ترقية صديقته شاها رضا. وصرح بينيت قبل اجتماع اللجنة بأن فيكتوريا تونسينج محامية شاها رضا أبلغته بأن موكلتها ستمثل أمام اللجنة أيضا. وواجه وولفويتز ضغطا متزايدا لكي يستقيل من منصبه في الوقت الذي احتدم فيه الجدال حول ترقية شاها رضا في البنك، وقال بعض العاملين بصراحة إن هذه القضية أضعفت عملهم فيما يتعلق بالقضاء علي الفقر. واعتذر وولفويتز الذي كان نائبا لوزير الدفاع الأمريكي الذي ساهم في التخطيط لغزو العراق عن طريقة تعامله مع ترقية شاها رضا. وذكرت مصادر من مجلس الدول الأعضاء بالبنك الدولي أن اللجنة التي تحقق في الأمر كانت تأمل أن تختتم عملها الأسبوع الحالي ولكن تعيين وولفويتز لمحام أخرها. وتابعت المصادر التي طلبت عدم نشر أسمائها أن اللجنة تركز علي ما إذا كان هناك تضارب في المصالح عندما "أقنع" وولفويتز نائبا لرئيس البنك بمنح شاها رضا الترقية والزيادة في الأجر. ونقلت صحيفة واشنطن بوست نقلا عن مصادر في عدد يوم السبت أن اللجنة أوشكت علي الانتهاء من مسودة تقرير يشير إلي أن وولفويتز خرق القواعد الأخلاقية بمنح شاها رضا الزيادة في الأجر ولكنها لاتزال تناقش ما إذا كان يجب أن توصي باستقالته. يذكر أن مصدرا داخل مجلس أعضاء البنك الدولي قال إن القضية لن تطرح علي الأرجح للتصويت عليها في المجلس المؤلف من 24 دولة وإن المجلس سيحاول التوصل لقرار بتوافق الآراء حول كيفية المضي قدما من جراء "الطبيعة السياسية" للقرار. ولم تتضح الخطوات التي قد تتخذ بسبب الطبيعة غير المسبوقة لهذه القضية إذ إن المجلس لم يواجه من قبل قرارا حول مصير رئيس البنك. وأشار البيت الأبيض مرارا إلي أن وولفويتز يحظي بدعم الرئيس الأمريكي جورج بوش. وأفاد المصدر بأن كندا تدعم أيضا وولفويتز في حين أن دولا مثل اليابان والمملكة العربية السعودية والصين والهند لم توضح موقفها بعد.