إحقاقا للحق تحسنت السياحة المصرية ويبدو في الأفق أن الموسم السياحي هذا العام يزخر بالكثير من الحجوزات وهناك بالفعل أزدياد في الحركة السياحية الوافدة وربما يحسن هذا من وضعنا السياحي العالمي ونتحرك من المركز 58 إلي مراكز متقدمة تليق بمستوي السياحة المصرية فقد كان السؤال المطروح منذ عدة سنوات لماذا لا تصبح مصر من الدول السياحية العشر الأولي.. وكان السؤال مطروحاً في معظم مقالات كبار الكتاب في مصر، وبالتالي فوجئنا بأننا في رقم 58 وأصبنا بصدمة فكيف يكون هذا؟! والسؤال هل وجود مصر في قائمة الدول العشر الأولي أو في قائمة الدول العشر التي تليها هدف بسيط المنال؟ الكثيرون يطرحون هذا السؤال وينتظرون اجابة والسؤال بهذه الطريقة يرفع لافتة الطموح المشروع والأهداف النبيلة والاجابة من وجهه نظري هي انه علي رغم كل ما تعانيه السياحة المصرية من تعثر يعوق تقدمها هي نعم، فقد كانت مصر منذ عشر سنوات تستقبل 7.2 مليون سائح أصبح عدد هذا الموسم يفوق التسعة ملايين وبين هذه السنوات تم انشاء فنادق وطرق وتحديث مطارات وانارة ونظافة وتجميل مدن ومواقع سياحية، والأهم الرعاية المكثفة مع خطة طموح لتدريب العاملين وحضور دائم في جميع المحافل والمناسبات السياحية. والنجاح في أي مجال - اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وسياحيا - يستلزم أعلاء كلية القانون والصدق والشفافية ودقة وسلامة البيانات والاحصاءات وشجاعة الاعتراف بما يواجه مصر من مشكلات وخطة دعاية وتنشيط علمية مدروسة نرجو ان يكون رئيس هيئة تنشيط السياحة الجديدة الشاب عمرو العزبي قد وضعها وننتظر ان يطلعنا عليها ويطلع العالم كله من خلال أجهزته الاعلامية والسياحية متمثلة في المكاتب السياحية حول العالم والتفاهم بين اتحاد الغرف السياحية مجتمعة ومنفردة لتحقيق هدف واحد. ان الارتفاع في أعداد السائحين بالرغم من العوامل السلبية التي أثرت علي صناعة السياحة العالمية أو السلبيات الداخلية التي لا تعد ولا تحصي هو في حد ذاته نجاح، أمر آخر يجب الاهتمام به بل وجعله اهتماماً أول هو "إدارة الأزمات" والتي تعمل في صمت لدرجة انني اعتقدت في وقت ما أن الوزارة قد ألغت هذه الوحدة فلا يصلنا أي معلومات عنها، والتي عرفت مؤخراً أن لها نشاطا ملحوظا سواء محليا أو من خلال منظمة السياحة العالمية دوليا، ولا أعرف سببا لعدم إطلاع الصحفيين علي جهود هذه المجموعة؟! يعمل رئيس الوزراء ومجموعته علي نقل مصر إلي عالم العولمة وأي نقلة في أي اتجاه لها ضحايا وأزمات هذا علي الأقل ما فهمته من خلال ما قاله السيد رئيس الوزراء في برنامج "حالة حوار" للمذيع عمرو عبد السميع.. وبهذا نكون قد فهمنا علي الأقل الاستراتيجية التي يعمل بها مجلس الوزراء وبهذا العرض تضيق الفجوة بين الناس ومجلس الوزراء ان كان من واجب الاعلام في بلدنا ان يقوم بشرح هذه الاستراتيجية، فمن يضحي يكون من أول حقوقه أن يعلم لماذا يضحي أو يضحي به؟! قلنا مرارا وتكرارا أن الحكومة لا تعرف كيف تدافع عن نفسها فتصريحات الوزراء عشوائية وغير مدروسة توقعهم في كثير من الاخطاء ويفسرها الاعلام تفسيرا خاطئا.. وهذا أيضا ما ينطبق علي السياحة فكثير من الأمور الايجابية خافية وكثير من الجهود مهدرة نتيجة الفجوة بين الوزارة والاعلام السياحي ولا أعرف سببا لعدم وجود مؤتمرات صحفية دورية بجانب النشرات الصحفية التي توزع علي الصحف والمجلات بالجملة؟! إن مصر مقصد سياحي فريد وفوق المنافسة وهو بالفعل هكذا بكل ما لدينا من عناصر جذب حضارية وتاريخية.. ألخ وأقول ان كل هذه المغريات السياحية دون خطة علمية ووعي بأهمية هذه الصناعة الواعدة وقدرة علي الحوار مع الثقافات الأخري يمكن أن تذهب هدرا. اننا مع حرية التجارة وحرية الاقتصاد أو علي الأقل هو هم فرض علينا ولا نملك له سوي الطاعة، لكننا ضد التجارة والحرية التي تضرب الاقتصاد والممثلة في ضرب الأسعار، لذلك لابد من التصدي لهذه الظاهرة بكل حسم.. ولابد ايضا من تفعيل دور الرقابة علي الفنادق وخاصة فيما يخص الطعام فقد كدنا أن نوصف ببلد الأمراض وهناك الكثير من المشكلات والمعوقات المطلوب تذليلها، حتي تصبح مصر من الدول العشر الأولي أو التالية وأيضا لكي تضيق الفجوة بين الاعلام السياحي ووزارة السياحة، بل بين الشعب وبين حكومة الدكتور نظيف.