مع ارتفاع درجات الحرارة تبدأ أسراب الذباب والناموس في شن هجوم علي المنازل ومضايقة رواد المصايف في الاستمتاع باجازاتهم الصيفية بالاضافة للامراض العديدة التي تنقلها ويبدأ ايضا هجوم مضاد من الافراد علي سوق المبيدات الحشرية وشراء كل ما توافر من مواد كيميائية معبأة في بخاخات كريهة الرائحة وغير فعالة تقضي علي صحة المواطنين ولا تقضي علي الحشرات المزعجة والحل يكمن في البحث عن مبيدات مصنعة من مواد طبيعية غير ملوثة للبيئة منعا للسلوكيات الخاطئة التي يشجعها وجود منتجات لها رواج بسبب الدعاية الكبيرة لها رغم كونها مضرة بالصحة ومسببة للأمراض اكبر من "قرص" الناموس. الدكتور محمد رجائي عبد الفتاح رئيس وحدة مكافحة الآفات وحشرات الصحة العامة بالمركز القومي للبحوث يقول إن حشرة الناموس والذباب تصنف من حشرات الصحة العامة وهي كائنات لا يمكن القضاء عليها قضاء نهائيا ولكن يمكن الاقلال من كمياتها والسيطرة عليها باستخدام مواد طبيعية اقرتها منظمة الصحة العالمية ومتوافرة في المركز القومي للبحوث ولكي تعطي فاعليتها بالكامل لابد من استخدامها علي المستوي القومي أو في مساحات كبيرة علي سبيل المثال قرية سياحية بأكملها أو مزرعة كبيرة وللقضاء علي حشرة الناموس لابد من مكافحة البيض واليرقات الذي تضعه علي المياه الراكدة في الحدائق وعلي حواف شواطئ البحر وشواطئ النيل حيث تكون المياه ساكنة وذلك برشها بمواد تحتوي علي نوعين من البكتيريا "باسيلاس ثورينج يانسس" و"باسيلاس سفير يكاس" وهي بكتيريا تتغذي علي بيض ويرقات حشرة الناموس وتسمي مقاومة ميكروبية حيوية وهناك أيضا مركب كيميائي يسمي "أبيت" يستخدم في المقاومة وهي مواد ليس لها أي تأثير ضار علي الإنسان أو النبات أو الحيوان ولا تسبب تلوث مياه النيل وهناك أيضا تقنية المستحثات الضوئية وهي عبارة عن مستخلصات نباتية طبيعية تقوم بجذب طاقة الشمس في وجود الاكسجين وتسبب أكسدة الحشرة فتقتلها. ثاني أكسيد الكربون يضيف الدكتور رجائي ان الحشرة الكاملة والتي تسبب إزعاجا للإنسان يمكنها الطيران لمسافة 7 كيلو مترات كاملة في اليوم وتستريح بالاختباء بين ظلال الاشجار واوراق النبات الخضراء فنقوم برش الحدائق والمنتزهات العامة بتلك المواد الطبيعية للقضاء عليها ويفضل في وقت الفجر ولمدة اسبوع كامل وتكلفتها في حدود 120 جنيها للتر حيث يستخدم 5سم3 علي 10 لترات ماء وهي كمية تكفي لرش 10% من المساحة الخضراء الموجودة ولكن بتكرارها كفيلة بالقضاء علي 80% من الحشرات الكاملة. ويؤكد ان البعض يعتقد ان الضوء وحده هو الذي يجذب الناموس ولكنه ينجذب أيضا علي غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج عن تنفس الإنسان وخاصة في وقت الغروب، ودرجات الحرارة المناسبة للحشرات هي بين 24 28 درجة مئوية وفي الأجواء الشديدة الحرارة التي تصل إلي 40 درجة مئوية يحدث تهيج للحشرات وتهلك ويقضي علي كميات كبيرة منها، ولكن المواطن العادي يشعر بعكس ذلك فهو يظن انها تزداد في العدد لشدة الحرارة لكثرة تواردها بكميات كبيرة. بخور وأقراص وأشعة فوق بنفسجية ويحذر الدكتور رجائي من استخدام طرق منزلية غير صحية لمكافحة الناموس، مثل البخور الذي يتم اشعاله، وهو مصنع من زيت سترونيللا وهي زيوت طبيعية، ولكن حرقها يؤدي إلي تصاعد غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يستنشقه الإنسان رغما عنه، وأيضا الأقراص الطاردة للناموس وهي مصنعة من شجر الكافور، ولكن حرقها بواسطة التيار الكهربي يحولها إلي مواد كيمائية أخري تتصاعد منها أبخرة ضارة بالجهاز التنفسي، أما جهاز صاعق الناموس والذباب الكهربي فخطورته ترجع إلي وجود لمبة أشعة فوق بنفسجية تجذب الناموس واحيانا الذباب، ولكنها تسبب أذي شديداً لشبكية العين عند النظر إليها، ولذا تقوم المطاعم بوضعها في أماكن مرتفعة علي بعد 3 أو 4 أمتار من الإنسان لتجنب تأثير تلك الأشعة الضارة، وبعض تلك الأجهزة مغشوشة عديمة الفاعلية حيث يتم دهان لمبة إضاءة عادية سعرها منخفض باللون البنفجسي لكي يظن المستهلك انها لمبة أشعة فوق بنفسجية، ولكن الحشرات ذكية تستطيع التمييز بين الاثنين، وهناك أنواع حديثة من صاعق الناموس يتم تغطية لمبة الأشعة فوق البنفسجية بحاجز معدني لحماية عين المستهلك من الأذي ولكن سعرها مرتفع إذ يبلغ 700 جنيه، وهناك أجهزة حديثة تصنع في أمريكا مصرح بها من منظمة الصحة العالمية ينبعث منها غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة ضئيلة جدا تجذب إليها الحشرات. ناموسية مبيدات ويقول الدكتور رجائي إن المركز يوفر ناموسية بمواصفات خاصة ضد الناموس مساحتها 6 أمتار مربع مصنعة من البوليستر والحرير تحتوي علي 156 فتحة في البوصة المربعة، ومشبعة بمادة دلتا مثيلين ومادة مثبتة للمبيد وتستخدم في المناطق ذات الكثافة العالية من الناموس، وتستخدم مثلا في السودان الذي تنتشر به أنواع قاتلة من البعوض، ويحظر استخدامها للأطفال. أماالذباب فيقول الدكتور رجائي إنه حشرة نهارية ولكن تواجدها أثناء الليل نتيجة لاستمرار الإضاءة في أثناء الليل يؤدي إلي انهاك الحشرة وموتها ولكن الحشرات تعوض عن ذلك بالزيادة في معدل وضع البيض! وأنسب الطرق لمكافحته، هي، أولا، النظافة وإزالة المخلفات بانتظام مع رش صناديق القمامة بالمستحثات الضوئية الطبيعية مع الحرص علي تغطيتها لضمان فاعلية مواد الرش إما بغطاء سلك، أو الغطاء المعتاد للصندوق والذي لا يتواجد دائما حيث تتم سرقته، وفي حالات الإصابة الشديدة بالحشرات يتم الرش بالتبخير بمادة "دلتا مثيلين" في أوقات الغروب والصباح الباكر. العجينة والفيرمونات وبالنسبة للمكافحة المنزلية للذباب يؤكد الدكتور رجائي ان مادة "فيرمونات الذباب" وهي مادة طبيعية تشبه قوالب السكر وتباع بالصيدليات توضع في طبق ولكن بعيدا عن تيار الهواء حيث تتصاعد منها مواد قادرة علي القضاء علي الذباب وليس لها تأثير ضار علي الصحة، وللقضاء علي النمل المنزلي هناك عجينة طبيعية تصنع من حمض البوريك والسكر لها فاعلية عالية في القضاء عليه وعلي حشرة الصرصار ايضا ولكن هناك أنواع تباع بأسعار مخفضة لا تتجاوز جنيهين يتم غشها وخلطها بمواد أخري غير فعالة. وينصح الدكتور رجائي من يقوم ببناء منزل بإحدي المدن الجديدة برشه ضد الإصابة بالنمل الأبيض كنوع من الوقاية، وان كانت أماكن الإصابة به تتركز في الوادي الجديد ومحافظة الإسماعيلية والإسكندرية والفيوم، حيث نقوم بحفر خندق حول الأرض ثم يتم خلط الردم برشه بالمستحثات الضوئية أو مواد طبيعية أخري مصنعة من زيوت ومواد طبيعية، ويرتبط ظهور النمل الأبيض بارتفاع مستوي المياه الجوفية والرطوبة، وفي المناطق التي لم تصب بوباء النمل الأبيض تبلغ تكلفة رش 100 متر مربع حوالي 500 جنيه وهو كود ثابت في المباني يقوم به مختصون في مركز البحوث.