نقلت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية عن السيدة هالة سرحان مقدمة البرامج التليفزيونية في قناة "روتانا" الفضائية قولها عن الذين وجهوا إليها انتقادات بعد حلقة البرنامج "المفبركة" عن الدعارة إنهم تافهون وكاذبون وأولاد زنا..!! والحقيقة أن هالة سرحان التي يعرف عنها الذكاء الشديد والعلاقات العامة خانها ذكاؤها بشدة هذه المرة وقطعت الطريق أمام دخول أي متعاطف معها حلبة الصراع الدائرة حاليا حول مصداقيتها والغرض الحقيقي من هذه الحلقات. وبالتصريحات التي أدلت بها السيدة هالة تكون أيضا قد وضعت ملامح نهاية دراماتيكية لحياتها المهنية داخل مصر حيث زاد عدد الأعداء المتربصين بها بعد هذه التصريحات وحيث أصبح الاقتراب من هالة سرحان نوعا من المحظور والمخاطرة أيضا. وكان بإمكان الاعلامية المتمرسة أن تلتزم الصمت حتي تهدأ العاصفة أو تنتظر حكم القضاء في الاتهامات الموجهة إليها وتكتفي بإبراز الأدلة التي في حوزتها كما تدعي بدلاً من استفزاز كل من وجه إليها انتقادا واستخدام ألفاظا قاسية وجارحة لعمل أكثرها إيلاما هو اتهامهن بأنهن "أولاد زنا"..!! ولا يعرف ما الذي في وسع الدكتورة هالة أن تقوله الآن بعد أن ثبت أن الفتيات اللاتي استعانت بهن في برنامجها عن الدعارة والذين قلت عنهن انهن داعرات محترفات لم يقمن بممارسة الجنس من قبل، وقال الطبيب الشرعي أنهن "عدراوات" واعترف الريجسير الخاص ببرنامج هالة أنها هي التي طلبت منه أن يقوم بتحفيظهن الأقوال التي يدلين بها عند تصوير البرنامج..! إن السيدة هالة سرحان تحظي بدعم كامل حاليا من الأمير الوليد بن طلال صاحب قناة روتانا والذي خصص لها طائرته الخاصة لتسافر عليها من دبي إلي لندن حيث تقيم حاليا ارتكبت خطأ مهنيا فادحا كان يجب عليها أن تبادر بالاعتذار عنه وعدم المضي قدما في الانكار والتصعيد لأنها ستدخل نفقا مظلما سيفتح ملفات كثيرة ويثير تساؤلات حول دوافع المحطة الفضائية وتسخيرها كل الامكانيات للسيدة هالة في برامجها التي كانت في رأينا تمثل أكبر اساءة للمرأة المصرية ودورها ومكانتها..! فلم تكن القضية متعلقة فقط بحلقة واحدة عن فتيات الدعارة في مصر وإنما كانت تتمثل في حرص السيدة هالة علي استضافة بعض أسوأ النماذج النسائية في مصر من فنانات وراقصات وضيوف يعانون من العقد والأمراض النفسية والجنسية وكانوا جميعا يشكلون صورة سلبية قبيحة عن المرأة في بلادنا وكأنها أصبحت بلا معايير أخلاقية أو أدبية أو دينية، ولم يكن علي السيدة هالة في كل برنامج إلا أن تمنحهن الاشارة لينطلقن في الرقص والغناء واطلاق العبارات المثيرة في فضائح علي الهواء لا تمت بصلة إلي المجتمع المصري المحافظ والذي تحكمه الكثير من التقاليد والعادات المتعلقة بسلوك المرأة ومكانتها وحدودها أيضا! ورب ضارة نافعة فلقد بح صوتنا من قبل ونحن ننبه ونحذر إلي خطورة وتجاوزات ما تبثه هذه الفضائيات الفضائحية من برامج مدمرة لطبيعة مجتمعاتنا ولم تكن هناك استجابة أو اهتمام في ظل عدم وجود جهات محددة مسئولة عن هذه الفضائيات ولكن جاءت قضية السيدة هالة الآن لترسل بإشارة تحذير قوية لكل الذين يتعاملون مع هذه الفضائيات وينساقون لها ووراءها بأنهم سيدفعون الثمن أيضا وبأن وسائل الاعلام سوف تلاحقهم بقوة إن لم تكن هناك دعاوي قضائية ضدهم أيضا. ولا يجب في هذا أن نتوقف أمام ما تبثه هذه الفضائيات من برامج مضللة مثل برامج الشعوذة إنما يتجاوز الأمر ذلك إلي أغان الفيديو كليب التي تجاوزت كل الحدود وأصبحت حوارا جنسيا صارخا في شكل أغاني وبدلا من الاكتفاء باظهار صدور وبطون النساء العارية فإن الأمر تطور إلي اظهار الرجال شبه عرايا أيضا في هذه الأغاني لزوم ارضاء الطرفين..! وعودة إلي ما قالته السيدة هالة سرحان لصحيفة "الاوبزرفر" فهي تقول إنها ستعود إلي مصر وأن أول شيء ستقوم به هو اتخاذ إجراء قانوني ضد الذين اتهموها بفبركة القصة ونحن نتمني أن يكون صحيحا وأن تملك شجاعة العودة والمواجهة وأن يكون في حوزتها ما يثبت فعلا سلامة موقفها القانوني غير أنني أشك كثيرا في قدرتها علي العودة حاليا أو حتي بعد مدة قصيرة فأغلب الظن أنها ستظل في لندن إلي أن تهدأ القضية تماما وتدخل في عمليات تسويات ومساومات واتفاقات وتدخلات وعلاقات واتصالات ومصالح وكلمة من هنا وكلمة من هناك ومن أجل خاطر هذا وخاطر ذاك ويتم بعد ذلك "لملمة" الموضوع مع بيان عاطفي مؤثر من هالة عبر شاشة روتانا..واحنا ناس طيبين وبسرعة ننسي..وتعود هالة واللي فات مات وهذا ليس بالأمر الجديد فقد حدث من قبل وتكرر حدوثه.. واللي وراه "الوليد" مايخافش..! [email protected]