أود أن اتقدم بالتهنئة الي امارة أبوظبي التي توصلت لاتفاق - حسب وكالة رويترز - لبناء متحف مستلهم من "اللوفر" الفرنسي الشهير وذلك في اطار اتفاق ثقافي ينطوي علي عرض لوحات من متحف الموناليزا، في المتحف المزمع بناؤه ضمن منتجع فخم علي احدي الجزر. المتحف الجديد أو ما اطلقت عليه وسائل الإعلام "اللوفر في الرمال" ورغم معارضة خبراء في فرنسا يخشون ان يشوه الدور الحقيقي للمتحف كمركز للبحث، ومعرض لكنوز الفن الغربي، إلا ان وزير الثقافة الفرنسي دافع عن هذا الاتفاق الذي يشمل اعارة مؤقتة لاعمال فنية، ودعما فنيا، وتدريبا، باعتباره يعمل علي نشر الثقافة الفرنسية، لكنه طمأن المنفذين الي ان اعظم كنوز اللوفر لن تغادر باريس ابدا. وتوضح خلفية الخبر ان الامارات تطور صناعة السياحة بها في اطار مبادرة لتقليص الاعتماد علي عائدات النفط، فضلا عن ان دبي تعد بالفعل مركزا سياحيا في المنطقة. وانا اتوقع ل"اللوفر الإماراتي" النجاح، فالاماراتيون يستحقون هذا النجاح، فهم شطار، بدأوا بالتفكير بشكل مختلف، كان النفط هو قاعدة الانطلاق، ولكن الحلم لم يتوقف عند الرمال، والنفط والصحراء، وانما امتد الي السماء والماء، والبناء. الان لدينا في مصر الشركة الثالثة للمحمول "اتصالات" وهي اماراتية، ولدينا شركة املاك للتمويل العقاري وهي احدث من انضم الي القافلة وبينهما شركة اعمار التي مازال الباب مفتوحا فيها للمفاوضات بين الشريك المصري والاماراتي. اتذكر ذلك كله، وفي متحف اللوفر نفسه هناك قسم الاثار المصرية الذي يزخر بآثارنا الفرعونية، التي تعرض علي اعلي مستوي، ومتحف المتروبولتيان الذي يضم مجموعة مصرية نادرة والمسلات المصرية في العاصمتين الفرنسية والبريطانية وبالمرة في الولاياتالمتحدةالامريكية. الاقصر في حد ذاتها متحف طبيعي كامل، ما بين معبد الكرنك ومعبد الاقصر، والبر الغربي بوادي الملوك، والملكات ومتحف حتشبسوت، اسوان وما فيها، اثار ومتاحف طبيعية ومعابد مثل ادفو علي طول جنوب مصر. بلاش نروح لبعيد، المتحف المصري القابع في ميدان التحرير يضم من الكنوز الاثرية والتحف، ما يجعل لعاب دول الدنيا كلها يسيل في سبيل ان يكون لديهم ولو جزءا علي الاقل مثله. متاحف اسلامية، واخري قبطية، وثالثة رومانية، كل هذا علي اراضينا، ولا نشعر به، واصبحنا ننظر الي ذلك كله باعتباره شيئا عاديا. والان جاءت صفقة اللوفر في الرمال لتضربنا علي رؤوسنا من باب الافاقة، ان هذه الاثار لن نعوضها مرة اخري ولماذا لا نقيم شركات استثمارية قد يدخل فيها اماراتيون وغيرهم، تأخذ كل شركة معبدا، او متحفا او منطقة، وتعيد الاهتمام بها من كل النواحي، وتقيم الدعاية الكافية لها في كل انحاء العالم، وان تأخذ حصتها من العائد، كل ذلك باشراف واشتراك مصري. ام علينا ان نترك هذه الاثار نهبا للتدهور، ونذهب جميعا في رحلة غدا او بعد غد لزيارة "اللوفر في الرمال".