واصلت وول ستريت خسائرها يوم الثلاثاء ليفقد السوق نحو 600 مليون دولار من قيمته متخليا عن المكاسب التي حققها منذ بداية العام . و منيت الاسهم باسوأ تراجع لها في اربعة اعوام تاثرا بالانخفاض الحاد للبورصة الصينية و مخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي . علي الجانب الآخر قفزت السندات الي اعلي مستوياتها منذ ديسمبر 2004 . و فقد مؤشر داو جونز الصناعي 416.02 نقطة او 3.3 % منهيا التعاملات عند 12216.24 نقطة فيما يعد اكبر انخفاض له منذ اول جلسة تعاملات بعد احداث 11 سبتمبر 2001 . و باستثناء شركتين فقط انخفضت كافة اسهم شركات ستاندرد اند بوز 500 الذي تراجع ب3.5 % الي 1399.04 نقطة . و انخفض ناسداك المجمع ب3.9 % الي 2407.86 نقطة . و هوي سهم " ديزني " اكبر شركات الترفيه و الاتصالات في العالم ب5.7 % الي 33.10 دولار بينما تراجع سهم شركة التعدين " فريبورت مكموران كوبر اند جولد " التي تجري مفاوضات لشراء منافستها " فيليبس دودج " ب10 % الي 55.75 دولار مسجلا اكبر تراجع بين اسهم " ستاندرد اند بورز 500 . يشار الي ان الصفقة تعد الاكبر من نوعها في قطاع التعدين . و جاء تراجع الاسهم في صالح سندات الخزانة حيث اقبل المستثمرون عليها باعتبارها اكثر امانا و استقرارا . في الوقت نفسه هوت عملات و سندات الاسواق الناشئة بعد ان صرف الهبوط القياسي للاسهم الصينية المستثمرين عن الاصول الاكثر مخاطرة . من جهة اخري يري خبراء بنك " يو بي اس " ان التراجع الحاد في الاسهم الامريكية لا يجد ما يبرره بالنظر الي توقعات النمو و مكاسب الشركات في الولاياتالمتحدة . و نصحوا المستثمرين بالاقبال علي الشراء في هذه الفترة مشيرين الي ان الاسعار الحالية للاسهم تعد " فرصة مثالية للشراء " . اوروبا و في اوروبا حذت الاسهم حذو الاتجاه الهبوطي العالمي لتواصل انخفاضها للجلسة الثانية في بداية تعاملات الاربعاء مقتربة من تسجيل اكبر انخفاض لها خلال جلستين متتابعتين منذ اربعة اعوام و نصف . و تراجع داو جونز ستوكس 600 ب2.1 % الي 362.84 نقطة في الجلسة الصباحية بلندن ليمني المؤشر باعلي هبوط له خلال جلستين منذ عام 2002 . و تراجع ستوكس 50 ب1.8 % بينما فقد يورو ستوكس 50 لدول اليورو الثلاث عشرة 1.9 % . و كان ستوكس 600 قد فقد 3 % كاملة في جلسة الثلاثاء اكبر انخفاض له منذ مايو 2003 لتبلغ خسائر الاسواق الاوروبية نحو 600 مليار دولار تمحو بذلك المكاسب التي سجلتها في 2007 . و تعد الصين البؤرة التي انطلقت منها موجة التراجع العالمية حيث شهدت اسهمها انخفاضا قياسيا بعد ان اعلنت حكومة اسرع اقتصادات العالم عزمها زيادة القيود المفروضة علي الاستثمارات . و في قطاع التعدين تراجعت الاسهم المقيدة ببورصة لندن للشركة الاسترالية " بي اتش بي بيليتون " اكبر شركات التعدين علي مستوي العالم ب3 % الي 1020 بنس للسهم بينما هبط سهم منافستها الاصغر " ريو تينتو " الاسترالية ايضا و ثالث اكبر شركات القطاع في العالم ب2.3 % الي 2736 بنس . و زاد وطاة خسائر القطاع تراجع اسعار النحاس ب2.9 % ببورصة شنغهاي انعكاسا لهبوط اسواق المال الصينية و مخاوف تباطؤ الاقتصاد الامريكي . يشار الي ان ستوكس 600 قفز الي اعلي مستوياته في اكثر من ستة اعوام الاسبوع الماضي تفاؤلا بقوة نمو المكاسب و زيادة انشطة الاندماج و التملك . و انخفض سهم " بي بي " ثاني اكبر منتجي النفط في اوروبا ب1.3 % الي 528 بنس . و فقد سهم " توتال " ثالث اكبر منتجي الخام الاسود النفيس في القارة ب2.4 % الي 51.49 يورو . و زاد الخسارة تراجع اسعار النفط صبيحة تعاملات الاربعاء للمرة الاولي في اكثر من اسبوع . آسيا و في البورصات الاسيوية هوت الاسهم باسرع معدلاتها في ثمانية اشهر . و مني المؤشر القياسي الياباني القياسي نيكي باكبر تراجع له منذ يونيو بقيادة سهم " سوني " . و هبط المؤشر الاقليمي مورجان ستانلي كابيتل انترناشيونال لاسيا و الباسيفيك الذي يتعقب اداء اسهم اكثر من 1000 شركة بالمنطقة ب2.9 % الي 144.39 نقطة اكبر خسارة له منذ يونيو ايضا . و زادة اسهم المصدرين من حدة الهبوط في بورصة طوكيو بعد ان ارتفع الين مقابل الدولار في بورصة نيويورك الامر الذي يقلل القدرة التنافسية للصادرات اليابانية في الخارج و يضعف مكاسب المصدرين عند اعادة تحويلها الي العملة المحلية . و في الصين مركز الخسارة فقد مؤشر شنغهاي المجمع 8.8 % يوم الثلاثاء في اكبر تراجع له منذ 18 فبراير 1997 ليفقد السوق 107.8 مليار دولار بعد ان تضاعفت قيمته خلال العام الماضي . و كان المؤشر قد قفز الي اعلي مستوياته علي الاطلاق الاسبوع الماضي مضيفا 13 % و هو ما اقلق المستثمرين من المبالغة في اسعار الاسهم مقارنة بمكاسب الشركات مما دعاهم لاخلاء محافظهم من الاسهم الصينية . و شجعهم عي ذلك اعلان الحكومة زيادة القيوم علي الاستثمارات . هذا و تسببت موجة الخسائر الاخيرة هذه في انكماش قيمة الاسواق العالمية بنحو تريليون دولار .