مرت شركات الطيران العالمية بازمات متعددة بداية من الحروب والكوارث اواحداث الحادي عشر من سبتمبر ثم مخاوف الحرب في العراق ووقوع الحرب بالفعل الي ازمات البترول وارتفاعه وتكرار حوادث الطيران، الا ان معظم الشركات العالمية للنقل الجوي تجاوزت ازماتها من الافلاس وتخفيض العمالة الي ان احست بالتعافي والخروج من نفق الركود والخسارة. واليوم بدأت هذه الشركات حماية نفسها من الأزمات المتكررة بالاستخدام الجيد لفن التسويق والمبيعات حتي تستعيد عهده الذهبي. وبعودة للوراء وقبل اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة كان هناك باستمرار وعلي دوران الساعة 250 الف شخص في السماء، علماً بأن 4 ملايين يستخدمون يومياً وسيلة التنقل الجوي.. واذا كان نشاط المطارات قد تزايد خصوصاً في آسيا وأمريكا الشمالية واوروبا، فان النقل الجوي شهد منذ عام 1975 نمواً سنوياً بمعدل 6%. ومن جهته يري شون اوهير مديرالتسويق لشركة طيرانGulf air في لندن ان شركات الطيران واجهت عدة ازمات لعل ابرزها ازمة ارتفاع اسعار البترول بصورة مبالغ فيها في عام 2006 الماضي لدرجة ان سعر برميل البترول الخام تجاوز ال 70 دولارا مما اثر بشكل كبير علي اسعار الوقود وجعل معظم شركات الطيران ترفع من قيمة تذاكرها. ونتيجة لانتشار العولمة وتأسيس منظمة التجارة العالمية عملت معظم شركات الطيران علي تهيئة نفسها لعملية تحرير جميع الأنشطة التجارية المتصلة بخدمات النقل الجوي، وقد أنشأت بعض شركات الطيران وخصوصاً في الدول الصناعية التحالفات فيما بينها بهدف تعزيز أنصبتها في السوق العالمي وتحقيق الأرباح وتخفيض النفقات، وقامت بفتح الأجواء وتكوين شبكات نقل جوية تخدم الأسواق التجارية في نطاق تلك التحالفات، كما فتحت كثيرا من مجالات الخدمات المرتبطة بالنقل الجوي للمنافسة العالمية لما تتميز به من تقدم تقني وخبرة طويلة في مجال الطيران. أما بالنسبة لشركات الطيران في الدول النامية عموماً فلديها كثير من التحفظات علي فتح أبواب المنافسة لأنها ما زالت تخضع للروتين الحكومي إلي حد كبير في عملياتها وفي حركتها التجارية، وقد يكون من الصعب أو من المستحيل المنافسة مع الشركات الخاصة التي لديها حرية كاملة في كل قراراتها التشغيلية. ولذلك فإن أي عمليات تحرير لنظام النقل الجوي والقطاعات المرتبطة به أو التابعة له يجب أن تسبقها عملية تحرير لهذا القطاع من سيطرة الدول وإعطاؤه الحرية الكاملة في إدارة جميع عملياته علي أسس تجارية بحتة لا تقيدها أي قيود حكومية، ومن هذا المنطلق تكون المنافسة عادلة، ويمكن في تلك الحالة فقط مقارنة أداء شركاتنا الوطنية مع الشركات الأجنبية، وأي شيء غير ذلك سيكون إضاعة للوقت ومع ذلك فان الإمكانات الفنية والكوادر البشرية والخبرة الواسعة في هذا المجال متوافرة في الدول النامية. ويضيف اوهير ان التسويق هو المنفذ لتجاوز شركات الطيران لازماتها وقد بدأنا بالدعاية والتسويق للبطولات الرياضية وسباقات السيارات التي تساعد علي تسيير حركة الطيران للمشجعين وكذلك حضورهم المباريات والعودة في نفس اليوم كما بدأنا في تقديم مساعدات للمناطق المنكوبة وتسيير خطوط للمناطق ذات النزاع والتوتر وهذا ما حدث بعد حرب لبنان حيث بدأنا بتقديم مساعدات ثم تسيير خط طيران لخدمة الركاب ورجال الاعمال واللاجئين وبدأنا خططا ايضا لتسيير خطوط جديدة. اما داني بارنجر رئيس قسم المبيعات وخبير التسويق في لندن فيري ان ازمة ارتفاع اسعار البترول اثرت بلاشك علي حركة الطيران لدرجة ان بعض شركات الطيران في اوروبا طالبت الاتحاد الاوروبي بالاعفاء من الرسوم الضريبية علي الوقود والحصول علي فاتورة مدعمة حتي ان البطولا ت العالمية لم تنشط حركة الطيران بما فيه الكفاية فمثلا في كأس العالم فضل معظم المشجعين الحصول علي اجازات للاسترخاء في المنزل ومشاهدة المباريات علي شاشة التلفاز لكن طرق التسويق الحديثة والدعاية والحوافز الممنوحة للركاب مثل جائزة راكب الالف ميل والحجز بالانترنت ومطاعم الجو والمجالات الجوية المتميزة والدقة في المواعيد ونشاط وكلاء السفر غيرت مفهوم التسويق ونشطت بنسبة كبيرة من حركة النقل الجوي.