واصل النفط ارتفاعه إلي أعلي مستوياته منذ أربعة أسابيع في المبادلات الالكترونية في آسيا أمس الأول مدعوما باستمرار موجة البرد في شمال الولاياتالمتحدة التي تعد أول مستهلك عالميا وفي إحدي مراحل التداول ارتفع سعر برميل النفط الخام الخفيف (لايت سويت كرود)، تسليم مارس، 5 سنتات ليصل إلي 59.07 دولاراً، مقابل 59.02 دولاراً في نيويورك نهاية الأسبوع الماضي. وزاد سعر برميل النفط البرنت المستخرج من بحر الشمال، تسليم مارس، 9 سنتات ليبلغ 58.50 دولاراً. وعلي ذات المنوال ارتفع سعر سلة منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك والمكونة من خام صحاري الجزائري وميناس الاندونيسي والإيراني الثقيل والبصرة الخفيف العراقي وخام التصدير الكويتي وخام السدر الليبي وخام بوني الخفيف النيجيري والخام البحري القطري والخام العربي الخفيف السعودي وخام مربان الإماراتي وخام بي.سي.اف 17 من فنزويلا إلي 53.55 دولاراً للبرميل يوم الجمعة الماضي من 53.39 دولاراً سجلت منتصف الأسبوع الماضي. في الأثناء قالت مصادر في تجارة النفط إن السعودية أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم رفعت السعر الرسمي لبيع الخام العربي الخفيف لشهر مارس إلي أوروبا من ميناء سيدي كرير بواقع 80 سنتاً. ورفعت المملكة سعر الخام العربي الخفيف في مارس إلي ما يقل 4.50 دولارات عن متوسط سعر مزيج برنت المرجح في العقود الآجلة بزيادة 80 سنتاً عن سعره في فبراير. كما رفعت السعودية سعر الخام العربي الخفيف الذي يصدر لأوروبا من ميناء رأس تنورة بواقع 1.40 دولار ليقل 4.65 دولارات عن متوسط سعر مزيج برنت المرجح في العقود الآجلة. وأضاف المصدر أن المملكة رفعت سعر الخام العربي الخفيف الذي يصدر إلي الولاياتالمتحدة دولارين مقارنة بشهر فبراير. ويقل السعر الرسمي لبيع الخام في مارس بمقدار 5.50 دولارات عن سعر خام غرب تكساس الوسيط. وقال ستيف رولز المحلل لدي مؤسسة سي اف سي سيمور في هونغ كونغ ما زلنا نتلقي نشرات عن أحوال الطقس تشير إلي درجات حرارة باردة في شمال شرق الولاياتالمتحدة وهذا يزيد الطلب علي الوقود المنزلي. وأضاف فضلاً عن ذلك فإن نمو الاقتصاد الأميركي قوي واعتقد أن هذا الشعور يغذي ارتفاع الأسعار. وفي إطار الجدل الدائر حول عقد اجتماع استثنائي لمنظمة أوبك قال وزير النفط القطري عبد الله بن حمد العطية إن أوبك ستنتظر حتي مارس لتقييم أثر خفض الإنتاج الذي نفذ اعتباراً من الأول من فبراير الجاري قبل أن تتخذ أي قرار بشأن إجراء إضافي. وأوضح أنه من السابق لأوانه تحديد ذلك ويتعين الانتظار لبضعة أسابيع لمعرفة ما إذا كانت السوق ستستقر. وأضاف أن الأسعار الآن تتأرجح وكانت انخفضت بحدة في الأشهر القليلة الماضية بسبب اعتدال الطقس في فصل الشتاء وهي الآن تنتعش من جديد وسيتضح الأمر من الآن وحتي مارس وبعد ذلك يمكن اتخاذ قرار. وقال العطية انه يعتقد أن جميع الأعضاء في المنظمة متمسكون بخفض الإنتاج وانه لا يري حاجة لعقد اجتماع استثنائي لأوبك التي تضخ أكثر من ثلث النفط العالمي. وخفضت أوبك الإنتاج علي مرحلتين الأولي بمقدار 1.2 مليون برميل يومياً اعتباراً من الأول من نوفمبر والثانية بمقدار 500 ألف برميل يومياً اعتباراً من الأول من فبراير. وبعد أن ارتفعت أسعار النفط إلي ذروتها البالغة 78.40 دولاراً للبرميل في يوليو عندما اندلعت الحرب في لبنان هبطت الأسعار إلي ما دون مستوي 50 دولاراً للبرميل يوم 18 يناير بسبب اعتدال الطقس في فصل الشتاء. لكن الأسعار انتعشت منذ ذلك الحين وسط توقعات بطقس بارد في الولاياتالمتحدة ومخاوف بشأن الإمدادات من إيران ونيجيريا. وقال العطية إن قطر التي تضم ثالث أكبر احتياطيات للغاز الطبيعي في العالم بعد روسياوإيران لا تري حاجة لتأسيس تكتل لمنتجي الغاز علي غرار أوبك وهي فكرة أثارها الأسبوع الماضي الزعيم الروحي الإيراني. وأضاف أن منتجي الغاز يمكنهم بدلاً من ذلك تعزيز وتطوير منتدي الدول المصدرة للغاز الذي تأسس عام 2001. وتابع انه لا يري حاجة لإقامة منظمة للغاز علي غرار أوبك لأن مسألة الغاز أكثر تعقيداً. وكان الزعيم الروحي الإيراني علي خامنئي قد أشار الأسبوع الماضي إلي أن إيرانوروسيا أسستا هيكلاً للتعاون بشأن إنتاج الغاز مثلما يفعل منتجو أوبك فيما يتعلق بإنتاج النفط. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن فكرة إقامة تكتل لمنتجي الغاز مثيرة للاهتمام لكنه لا يريد تكتلاً علي غرار أوبك.