كان الارهاب الدولي يتجسد في مجموعته من الاشخاص في افغانستان او بعض دول اوروبا او الدول العربية.. وكانت اجهزة الامن والمخابرات تعرف اعدادهم وقدراتهم في هذه الدول وكان من الممكن محاصرة هذه المجموعات امنيا ولكن الرئيس بوش اخترع مأساة سبتمبر لتكون بداية حرب وهمية علي الارهاب ولا احد يعلم من الذي كتب هذا المسلسل الرهيب الذي دفع بالعالم الي مأساة كبري.. دفع الرئيس بوش بالقوات الامريكية الي افغانستان ثم كانت قصة العراق ثم كانت قصة ايران ووجدت الادارة الامريكية نفسها في مواجه مع العالم كله.. وبعد ان كانت مجموعات الارهاب مرصودة ومعروفة اتسعت دائرة المواجهة وتحولت قضية الارهاب الي قضية تحرير ارض واستقلال شعوب وارادة امم تحول الاخطبوط الامريكي الي وجه استعماري قبيح تجاوز كل اشكال الاستعمار التقليدي البغيض بكل تاريخه في فرنسا وانجلترا والمانيا وايطاليا ولكل دول اوروبا التي صنعت وسطرت هذا التاريخ الاسود في افريقيا وآسيا وامريكا اللاتينية عاد الوجه الاستعماري يطل مرة اخري في العراق وافغانستانوفلسطين والسودان والصومال ولايعرف احد ما هي اطماعه القادمة.. وكانت نتيجة ذلك كله ان اتسعت دائرة المواجهة بين الدول الاستعمارية في صورتها الجديدة والدول التي تدافع عن استقلالها ومواردها وتحرير ارادتها لايمكن ان يدعي احد ان الشعب الافغاني الذي يدافع عن ارضه وترابه مجموعة من الارهابيين.. ولا يستطيع احد ان يصف المقاومة العراقية بأنها اعمال ارهابية ولاينبغي ان يتهم احد حماس بأنها منظمة ارهابية او ان يقال ان حزب الله يمارس نشاطا ارهابيا او ان الشعب الصومالي يمارس الارهاب وهو يتصدي للغزو الامريكي الاثيوبي ان هذه المقومة اعمال مشروعة ضد عدو مغتصب واستعمار يرتدي عباءة حقوق الانسان والديقراطية ولهذا فإن الارهاب الذي تزعم امريكا انها تحاربه ماهو الا حركات مقاومة شعبية ضد الغزو والاحتلال لقد كان سعد زغلول في نظر الانجليزا ارهابيا وكان عمر المختار في رأي ايطاليا ارهابيا وكذلك كان غاندي وهو يقاوم الاحتلال الانجليزي ارهابيا ولن يكون غريبا ان يصبح كل من يقاوم في العراق او افغانستان او فلسطين او الصومال ارهابيا والغريب ان الحكومات العربية تصدق احيانا هذه الاحكام الخاطئة واخشي ان تتحول دول العالم كلها الي عناصر ارهابية لكي تقاوم الغزو الامريكي الذي يجتاح دول العالم الآن.