مع دخول شهر اكتوبر الذي تحتفل فيه مصر بانتصارات حرب رمضان 1973 بدأت الشكاوي من السحابة السوداء في الظهور وذلك ايذانا باستمرار هذه الظاهرة البيئية السلبية التي تعاني مصر منها منذ سنوات وتصل فاتورتها المباشرة نحو ملياري جنيه وفقا لتقديرات لجنة الصحة بمجلس الشعب. تساءل عدد من الخبراء عن عجز مصر التي هزمت الجيش الاسرائيلي في نفس الشهر منذ 33 عاما في قهر السحابة السوداء وإزالة الاسباب البيئية التي تؤدي الي ظهورها وقال محمد ناجي المدير التنفيذي لمركز حابي للحقوق البيئية إن المركز تلقي عدة بلاغات بظهور السحابة السوداء في الشرقية ومناطق قريبة منها في مدينتي السلام والعبور واشار الي ان العديد من المصانع الملوثة للبيئة لم يتم نقلها لحماية البيئة من التلوث. ويلفت د.صلاح الحجار استاذ البيئة بالجامعة الامريكية الي ان السحابة السوداء ظهرت في كثير من الدول منذ عام 1952 وتم الحد منها والقضاء عليها في هذه الدول باستثناء مصر حيث ظهرت فيها لساعات عام 1998 لتستمر بعد ذلك لأسابيع وتتحول الي كارثة بيئية. وشدد علي ان اسباب السحابة السوداء يمكن القضاء عليها خاصة وان مشكلة مثل حرق قش الارز الذي يمثل ثروة اقتصادية لا يتم سوي في مصر رغم ان الكميات الموجودة منه لا تتعدي 3.6 مليون طن مقابل 230 مليون طن بالصين و146 مليون طن في الهند وقال انه يمكن الاستفادة الاقتصادية منه في عدة مجالات كما يمكن تدوير المخلفات المنزلية الصلبة والقمامة والاتجاه الي استخدام نوع معين من الولاعات في محطات الكهرباء لمواجهة انبعاثات حرق الوقود.