في تحليلها لإعلان مصر استئناف برنامجها الخاص بإنشاء محطة الكهرباء النووية قالت مجلة "الايكونوميست" البريطانية ان ذلك لم يكن مفاجأة في حد ذاته مشيرة الي ان الدلالة كانت كبيرة في توقيت هذه المبادرة وقيام جمال مبارك نجل الرئيس المصري حسني مبارك وأمين السياسات للحزب الوطني الحاكم باعلانها. وقلت المجلة تحت عنوان "الخلافة النووية" بأن تأثير جمال مبارك حتي وقت قريب كان واضحا بشكل كبير في التحول نحو سياسات اقتصادية اكثر ليبرالية إلا أن قيامه باعلان تحريك القوة النووية لمصر خلال المؤتمر العام للحزب الحاكم يشير الي ان مبارك الابن يخطط لنفسه ولمصر دورا أكثر تميزا خاصة ان ذلك قد تم في فترة تشهد توترا اقليميا حادا بشأن الطموحات النووية لايران. وفيما اشارت الي احتياجات الطاقة في مصر والمبررات الاقتصادية التي دفعتها الي هذه الخطوة رأت "الايكونوميست" ان الدافع لذلك هو الخوف من تزايد الثقل السياسي لايران في المنطقة وامكانية انتاجها السلاح النووي وكذلك الغيرة من ان البرنامج النووي الايراني المثير للجدل قد جعل نظامها أكثر شعبية علي المستوي المحلي وأسبغ عليه بعض الاحترام وانتهت "الايكونوميست" في تحليلها الي ان زعيما متوقعا مثل جمال مبارك قام بالاعلان عن القرار المصري لتلميع صورته الوطنية. كما أوضحت المجلة ان مصر ليست وحدها في التوجه نحو البديل النووي للطاقة حيث سبقتها في بداية العام تركيا باعلانها بناء 3 مفاعلات حتي عام 2015 اضافة الي المغرب واليمن البلد الفقير، وقالت ان القرار المصري ليس مثيرا للجدل في حد ذاته لأنها بخلاف جيرانها وخاصة اسرائيل بما لديها من سلاح نووي قامت بتوقيع معاهدة حظر انتشار السلاح النووي ولفتت الي ان المبادرة المصرية توجه رسالة لها مغزي في اتجاه آخر بعد ان نفد صبرها مع الدول العربية من المعيار المزدوج في التعامل مع احتكار اسرائيل للاسلحة النووية في المنطقة وذلك في اشارة لاحباط امريكا وحلفائها الاسبوع الماضي لقرار عربي في المؤتمر العام لوكالة الطاقة الذرية يدعو اسرائيل للانضمام الي معاهدة حظر الانتشار النووي واعلان منطقة الشرق الاوسط خالية من الأسلحة النووية.