رسالة سان فرانسيسكو - خالد حسن: لعل من أهم التحديات التي باتت تواجه مختلف مؤسسات الأعمال الآن في ظل تزايد حجم المعلومات بصورة مذهلة التيرا بايت وفي نفس الوقت الحاجة إلي معالجة هذا الكم الكبير من البيانات بسرعة - هو كيفية تعظيم الاستفادة من التكنولوجيا بما ينعكس بشكل ايجابي علي تخفيض تكلفة الإنتاج وتحسين وتطوير الإنتاجية. وفي هذا الإطار حاولت شركة إنتل العالمية المنتجة للرقائق الالكترونية استعراض أحدث تقنيات تصنيع هذه الرقائق فيما يعرف بمنتجات العصر الرقمي التي ستتيح للمستخدمين الحصول علي أداء عال لبيئة الحاسبات وذلك خلال فاعليات المؤتمر والمعرض السنوي لمطوري الشركة Intel Developer Forum المقام حاليا بمدينة سان فرانسيسكو بالولايات المتحدةالأمريكية. يحضر المؤتمر ممثلو 200 شركة من الشركات العالمية للمعلومات، حيث كشفت انتل عن استعدادها لطرح أول المعالجات رباعية النواة للحواسيب الشخصية والخادمة ذات القدرات الكبيرة في نوفمبر من هذا العام، كما قدمت تفاصيل جديدة تتعلق بتقنيات التصنيع من إنتل وفقا لتقنيات 65 نانومتر و45 نانومتر. وركز المؤتمر من خلال مشاركة الشركات العالمية للتكنولوجيا علي مجموعة من المحاور الرئيسية أهمها كيفية تحسين قوة الحاسبات ، تأمين البيانات ، الاندماج بين التكنولوجيا والاتصالات وربط الشبكات والتقنيات المحمولة، بالإضافة إلي الاتجاهات المستقبلية في صناعة أجهزة الكمبيوتر الخادمة واستخدامات الكمبيوتر بصورة عامة. الكمبيوتر الرئيسي أكد جيستين راتتنير رئيس قطاع التكنولوجيا بشركة إنتل العالمية أن أهمية قوة المعالجات تزداد أكثر من أي وقت مضي، وتطغي علي غيرها من العوامل، مثل ازدياد الحاجة لتخفيض الحرارة المنبعثة وزيادة عمر البطارية وتخفيض تكاليف الكهرباء في مراكز البيانات، وتقع تقنية السيليكون في قلب الحل المطلوب، وهي الطريق الذي يوصلنا إلي هدفنا حيث إن التطوير في التقنية يتيح لنا تصميم أجيال جديدة من المنتجات المرتكزة علي تقنية التصنيع 45 نانومتر.. ومن المنتظر أن يشهد في النصف الثاني من العام القادم إنتاج نحو 15 منتجاً معتمداً علي تقنية 45 نانومتر، ومنها أجهزة لقطاع الشركات الكبري وأجهزة مكتبية ومحمولة. كما كشف عن خطة الشركة لتقديم أول معالج رباعي النواة في الصناعة، والكمبيوترات الخادمة ذات الاستطاعة الكبيرة والكمبيوترات المكتبية إذ سيتم شحن أول معالج من هذا النوع في نوفمبر، وهو يستهدف محبي الألعاب ومطوري المحتوي، وسيطلق عليه Intelr Core Extreme رباعي النواة. ويمتاز المعالج الجديد بتحسين هائل في الأداء يبلغ 67% مقارنة بالمعالج Intel Core2 Extreme المتوافر اليوم أما المعالج رباعي النواة للاستخدامات العامة فسيتم طرحه خلال الربع الأول من عام 2007، وسيطلق عليه اسم Intelr Core Quad الأجهزة الرقمية. وحول مستقبل المعالجات في ظل الانتشار الكبير لما يعرف بالأجهزة الرقمية، قال: سوق المعالجات لم يعد محصورا فقط في أجهزة الكمبيوتر سواء مكتبية أو محمولة أو خادمة وإنما في ظل التطور الكبير في ثورة المعلومات وتلاحمها مع الاتصالات بات الحديث عن الأجهزة الرقمية متعددة الاستخدامات بمثابة واقع جديد يفرض علي جميع الشركات المنتجة لهذه الأجهزة الاعتماد علي معالجات الكمبيوتر Intel Architecture بسرعات عالية بما يحقق لها أهدافها في تقديم خدمات متعددة للمستخدمين، لذلك عندما نتحدث عن أجهزة الدي في دي DVD نضمن مستوي أداء عال للمستخدم في مجال الترفيه. وأضاف انه كذلك الوضع بالنسبة لأجهزة الفيديو الرقمية Direc.TV التي يمكنها الاتصال بأجهزة الكمبيوتر فنجد أنها تتضمن معالجات للكمبيوتر بما يتيح للمستخدم بناء "المالتي ميديا" برامج التليفزيون والأخبار والأفلام التي يحتاج إليها وفقا لرغباته والوقت المناسب له دون التقيد بأوقات بث هذه البرامج علي القنوات الفضائية حيث يمكن تقديم أكثر من عشرات الخدمات من خلال هذه الأجهزة ومن المتوقع أن تشهد هذه الاجهزة طلبا متزايداً في المستقبل القريب، مشيرا إلي أن من أهم المجالات التي تحتاج إلي المزيد من قوة المعالجة لا تزال إلي الآن أنظمة التشغيل الجديدة والألعاب التي تحاكي الواقع والفيديو عبر الإنترنت والفيديو عالي الوضوح. التكنولوجيا وتطور الأداء وعن أهم التطورات التي تشهدها صناعة المعالجات قال باتريك جيلسينجير نائب رئيس إنتل العالمية ومدير قطاع الحلول الرقمية للمؤسسات إن الصناعة تتجه نحو نقلة نوعية هي الأكبر منذ عقود حيث تنتقل فيها إلي عصر يصبح فيه الأداء والكفاءة في الطاقة هما العنصرين الأساسيين في جميع قطاعات السوق وفي جميع مجالات الكمبيوتر، وسيبدأ الحل من الترانزيستور ويمتد إلي مستويات الرقاقات والمنصات. وأوضح أن قياس قدرة كمبيوتر المستقبل ستتوقف علي مدي التلبية لثلاثة عناصر أساسية أولها القدرة لمعرفة أنماط البيانات التي يحتاج إليها المستخدم أو طلب معين وثانيا القدرة علي التنقيب في الكمّيات الكبيرة من بيانات والعامل الأخير هو القدرة علي التحليل، أو استخراج القيمة المضافة لمجموعات كبيرة من البيانات وبالطبع فان تحقق هذه العناصر تتطلب الذاكرة الأكثر والمعالجة والقوة وسعة الإرسال والتخزين وهو الأمر الذي يقودنا إلي ضرورة تغيير التصميم المعماري الأساسي لأدوات الاتصالات واستعمال الحاسبات. وفيما يتعلق بنظرة انتل لمستقبل الكمبيوتر المحمول أوضح أن الدراسات العالمية تؤكد أن الكمبيوتر المحمول يودي إلي زيادة إنتاجية الموظفين بالمؤسسات إلي نسبة تتراوح بين 25 - 30% في الأسبوع نظرا لإمكانية الوصول إلي المعلومات في اي وقت ومن اي مكان، ومن هنا نتوقع أن نسبة الكمبيوتر المحمول سوف تتزايد بنسبة أعلي من الكمبيوتر المكتبي علاوة علي انه أصبح بمثابة آلية أساسية حتي تتمكن الدول النامية من سد الفجوة التكنولوجية، مشيرا إلي أن عملية اقتناء جهاز الكمبيوتر يجب أن تعتمد علي المقارنة بين العائد أو القيمة المضافة وبين التكلفة مؤكدا أن شركة إنتل تعتمد سياسة تسعيريه موحدة في جميع دول العالم لجميع منتجاتها. وعن دعمها للتكنولوجيا اللاسلكية أكد أن المستقبل الرقمي سيتيح للمستخدمين الدخول إلي الإنترنت من أي مكان وفي أي وقت يريدون فيه ذلك وذلك بالاعتماد علي أجهزة وبنية تحتية قادرة علي توفير القدرات الحاسوبية وإمكانات الاتصالات اللاسلكية حيث نقوم حاليا بالتعاون مع الشركات العالمية المنتجة للكمبيوتر بطرح أجهزة مزودة بالجيل الجديد من تقنية سينترينو اللاسلكية التي تعطي حرية اكبر في التحرك لمستخدمي الكمبيوتر والانترنت كما نتعاون مع بعض الشركات لنشر تقنية الواي ماكس . وبالنسبة لدور إنتل في تلبية احتياجات الشركات المتوسطة والصغيرة من أجهزة الكمبيوتر قال إن لدينا رسالة أجهزة الكمبيوتر الخادمة هي الحقيقة التي تسعي لتوصيلها للشركات الصغيرة والمتوسطة بحيث يمكن مساعدتها في التعرف علي أهمية أجهزة السيرفر بالنسبة لدعم وتنمية القدرات التنافسية لتلك المؤسسات ومساعداتها للتعامل مع آليات ومفهوم الأعمال والتجارة الالكترونية حيث يمكن أن ندرس المساهمة في مبادرات خاصة بالتعاون مع الجهات المعنية بالتنمية التكنولوجية في الدول المختلفة.