أصبح التدريب صناعة عالمية مرتبطة بالقدرة علي التنافس واللحاق بعجلة التطور وزيادة القدرة علي تصدير الخدمات مما دفع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والهيئات التابعة إلي بذل الجهود لإعداد كوادر تكنولوجية مؤهلة لمواكبة ثورة المعلومات من خلال برامج تدريب متنوعة. بدأت البرامج منذ خمس سنوات وتخرج منها الآلاف من المتدربين في مختلف التخصصات. لكن الفترة الأخيرة أظهرت العديد من عيوب الممارسة التي تحتاج إلي وقفة لوضع استراتيجيات جديدة تضمن الاستفادة من المتدربين ذوي المهارات الخاصة وعدم وضعهم في سلة واحدة مع باقي المتدربين والربط بين احتياجات سوق العمل من التخصصات المختلفة وبرامج التدريب ومحاربة المراكز العشوائية وممارساتها السلبية. يقول المهندس أحمد الشربيني مدير المعهد القومي للاتصالات إن مشروع التدريب هوالحلم الاساسي الذي نعمل من أجله لتجهيز الشباب لسوق العمل والحصول علي فرصة عمل مناسبة موضحا أن وزارة الاتصالات بدأت مشروع التدريب منذ خمس سنوات وكان الهدف من هذا المشروع في أول الأمر تدريب 5 آلاف خريج كل عام وتم هذا خلال أول 3 سنوات للمشروع. ويضيف أن البرنامج تمت دراسته في عام 2000 وبدأ تنفيذة في عام 2001 طبقاً للدراسات التي أجريت لرصد احتياجات سوق العمل في 12 محافظة وحقق خلالها نجاحا كبيرا كما قامت الوزارة بتعيين جزء من المتدربين وجزء آخر جذبه المستثمرون، كما تم أيضا عمل لقاءات توظيفية بعد نهاية كل دورة تدريبية بالإضافة إلي تنفيذ جزء من مشروعات تخرج المتدربين في شركات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات لاتاحة الفرصة للشركات للتعرف علي هؤلاء الشباب وإمكانياتهم. ويشير إلي أن الوزارة قامت بإعداد قاعدة بيانات علي موقعها "بشبكة الانترنت" لوضع بيانات ومعلومات المتدربين أمام الشركات مع اعطاء أولوية لوزارة الاتصالات والجهات التابعة لها لتعيين الحاصلين علي هذه الدورات، وبالفعل حصل حوالي 70% إلي 80% من المتدربين علي وظائف مختلفة. استقصاء رأي وأكد الشربيني أن الاستراتيجية الجديدة للتدريب تم فيها إطالة مدة برنامج التدريب من ستة أشهر إلي تسعة أشهر وتم تقليل عدد المتدربين سنوياً من 5000 متدرب إلي 2000 متدرب كما تم إدخال إضافات جديدة في برنامج التدريب جزء منها خاص باللغة الانجليزية وآخر خاص بمهارات الإدارة وهذا جاء نتيجة استقصاء رأي تم إرساله إلي جميع الشركات العاملة في مجال الاتصالات بالإضافة إلي دراسة احتياجات السوق.موضحا أن مجال الاتصالات والمعلومات في أمس الحاجة لصناعة التدريب لإيجاد فرص عمل جديدة بالإضافة إلي زيادة قدرتها علي تقديم بعض الخدمات للدول العربية والأفريقية كما يستهدف منها تصدير الخدمات للخارج. مناقصة مفتوحة وقال الشربيني إنه خلال المرحلة الأولي كان التدريب مقتصرا علي أربع شركات تنفذ برامج التدريب تحت إشراف الوزارة أما الأن يقوم بتنفيذ البرنامج 9 شركات حيث نجحت بعض الشركات الصغيرة أن تنمي حجم أعمالها وتدخل المنافسة .وتقوم الوزارة بعمل مناقصة مفتوحة يشترك فيها أفضل الشركات العاملة في السوق ويتم تحديد المواصفات والشروط المطلوبة واختيار الأفضل منها، بالإضافة إلي منح المتدربين، مقابل مادي يصل إلي 400 جنية شهريا. المراكز العشوائية ومن جانبه يشير إيليا ثروت باسيلي رئيس مجلس إدارة مجموعة فرجيتك الي أن التدريب حتي النصف الأول من عام 2004 كان نصف متخصص وفترة التدريب 6 أشهر ثم بعد ذلك تم إيقاف هذا المشروع ووضعت استراتيجية جديدة تتضمن التدريب لمدة 9 أشهر مع إضافة آلية اللغة الإنجليزية وبعض الخدمات الأخري. ويري أن مراكز التدريب العشوائية مازالت موجودة ويعاني منها الجميع لافتقادها الخبرة وبرامج التدريب المتخصصة والكوادر المدربة كما إن هذه المراكز تعمل بأسعار مبالغ فيها مقارنة بتكلفة التدريب لذلك يكون خريجو هذة المراكز ليس لديهم من المهارات ما يميزهم بعكس خريجي المراكز الاخري الذين تقبل عليهم الشركات.