في سبتمبر القادم ستمر السنة الثانية لإصدار كتاب "التحليل الفني للأسواق المالية" للمحلل الفني القدير عبد المجيد المهيلمي وهو عضو أساسي بجمعية المحللين الفنيين المملكة المتحدة MSTA وعضو الاتحاد الدولي للمحللين الفنيين IFTA، وهو أستاذ الكثيرين من أمهر المحللين الفنيين في مصر والوطن العربي في هذا العلم الفني الجديد تماما علي مصر والمنطقة العربية والكثير من بلدان العالم الذين لم يعرفوا بعد سوق رأس المال أو اقتصاد السوق الحر والذي يعتمد علي المنافسة العادلة في المجتمعات المدنية، ان كانت في صورة منافسة "تجارية" شركات صناعية، خدمية، تجارية أو في صورة "مؤسسات غير هادفة للربح" الجامعات والجمعيات الأهلية، حتي المنافسة علي "الحكم" في صورة أحزاب سياسية، في المجتمعات المحلية المتأثرة بالمجتمعات الخارجية، فالعالم أصبح بالفعل قرية صغيرة، فما يحدث في الصين من تغير في سياسة سعر الصرف يؤثر في الولاياتالمتحدة بتغير في عجز الميزان التجاري، وكل هذا يجتمع في "بوتقة واحدة في صورة سعر أو رقم" أمام التجار والمستثمرين علي شاشات البورصات في أنحاء العالم، حيث يتم تنفيذ هذه الصفقة بهذا الرقم أو السعر بين طرفين، احدهما وافق علي بيع تلك الكمية بهذا السعر وآخر ارتضي شراء هذه الكمية بذاك السعر، من أصل معين ان كان في صورة اسهم، سندات، عملات، طاقة أو من معادن مثل الذهب والفضة إلي الحاصلات الزراعية من قمح وقطن. لتتكون خريطة الأسعار "chart" بتنفيذ صفقة بعد صفقة ويوماً بعد يوم، ثم يقوم المحلل الفني chartist بعمله بعد ذلك، فالتحليل الفني يعتمد علي البيانات التاريخية لتوقع الأسعار المستقبلية وفقا لمعايير محددة، فعلي سبيل المثال سهم المصرية للاتصالات بدأت تتكون له خريطة أسعار الآن فقط، رغم طرحه في البورصة المصرية في شهر ديسمبر 2005 ونحن الآن في أغسطس ،2006 ولكن قبل هذه المدة القصيرة نسبيا، لم يكن هناك أسعار تاريخية يمكن التحليل الفني علي أساسها، فكل سعر حققه هذا السهم إن كان مرتفعا أو منخفضا لم يكن قد حققه من قبل وبالتالي لم يكن له خريطة اسعار تاريخية ولم يكن من الممكن تحليل فني، فلا يوجد له أي مستويات دعم أو مقاومة، فالأسعار كلها كانت جديدة، فكان التحليل الوحيد المستخدم في سعر الطرح أو الأسعار اللاحقة لبداية تداول هذا السهم هو التحليل الأساسي "المالي" للشركة وتوقيت الطرح من توافر سيولة نقدية ونشاط بالبورصة فقط وليس تحليلاً مالياً للقطاع أو مستويات التشبع الشرائي بالبورصة ككل لا يوجد نوع من التحليل أهم من الآخر فكلاهما يرتكز علي الآخر وبالعودة مرة أخري إلي كتاب "التحليل الفني للأسواق المالية" للأستاذ عبد المجيد المهيلمي الذي صب فيه خبرته الطويلة في التعاملات بالبورصات والبنوك العالمية التي تزيد علي 30 سنة، فإن دل الطلب الشديد علي كتابه "هو حاليا في طبعته الخامسة" علي شيء فهو يدل علي أن المصريين شغوفون دائما بكل علم جديد، وحريصون علي الإطلاع عليه وفهمه بل واتقانه والتفوق فيه، فالأستاذ المهيلمي من أوائل من ادخلوا علم التحليل الفني مصر والوطن العربي وساهم بكتابة المؤلف حديثا بلغتنا العربية في تكوين مستوي دعم قوي للمحلل الفني الناطق بالعربية والمستثمر العربي علي حد سواء. فالمهتمون بالتحليل الفني ولا يجيدون الإنجليزية قبل كتاب "التحليل الفني للأسواق المالية"، لم تكن لهم فرصة في التعرف علي هذا العلم، فالسوق بالفعل يحتاج التحليل الفني باللغة العربية بالرغم من صعوبة تعريب المصطلحات فحل هذا الكتاب القدير تلك المشكلة بشكل موثوق فيه ومعتمد، فبالكتاب قاموس شامل لمعظم مصطلحات التحليل الفني بالإنجليزية، ويستمد هذا الكتاب أهميته في هذا التوقيت خاصة بعد ان أصبح لمعظم الأوراق المالية النشطة خرائط اسعار تاريخية، في البورصة المصرية وفي بورصات الخليج بل وفي بورصتي لبنان وفلسطين الذي من المتوقع ان يشهدا تدفق رؤوس أموال عربية وأجنبية بعد توقف إطلاق النار المنتظر نظرا لحداثة بورصات المنطقة العربية بالنسبة للبورصات العالمية مما يعني ان هذا العلم أو "الفن" كما يفضل ان يسميه الأستاذ المهيلمي، سيكون مطلوباً في مصر والكثير من الدول العربية في الفترة القادمة وسيجد القارئ كل الأساسيات العلمية والعملية التي يحتاجها ليكون مستثمراً محترفاً في البورصة، والكثير من الأدوات المتقدمة في التحليل الفني، من نظرية "داو DOW" ونصائح "جان Gann" وأرقام أو نسب "فيبوناتشي Fibonacci" والمستمدة منها موجات "ايليوت Elliot" وهم من كبار العلماء المؤسسين للتحليل الفني، إلي الأشكال الانعكاسية والاستمرارية والمتذبذبات وتحليل كميات وقيم التداول والآراء المختلفة في التحليل الفني الغربي بل والشرقي أيضا "الشموع اليابانية" التي يمكنك ان تستخدمها في تحليل كل فترة زمنية علي حدة في خريطة الأسعار ان كانت لساعة واحدة أو جلسة تداول كاملة "يومية" أو أسبوعية.. إلخ وهي مفيدة للمتاجرة في الأصول والمشتقات المالية في نفس جلسة التداول أو علي فترات متباعدة، وأيضا ترشيحات المؤلف من مراجع أجنبية للإطلاع عليها لتكون محللاً فنياً ناجحاً، بالإضافة إلي انه يشتمل علي كم هائل من خرائط الأسعار وتحليلها من معظم بورصات العالم ذات الأسعار الحالية spot markets أو المستقبلية Futures markets والكثير غير ذلك الذي سنترك للقارئ اكتشافه، ونحن نطلب من الأستاذ عبد المجيد المهيلمي المزيد من الكتب في هذا "الفن" أو "علم سلوكيات المتداولين" الجديد علينا في مصر.